العام
الشاي رفيق السفر والمتعبين
يعتبر الشاي واحدًا من أشهر المشروبات الساخنة في العالم، وبغضّ النظر عن الطعم الرائع للشاي وعن كونه أحد المشروبات التي تعطي شعورًا بالدفء في فصل الشتاء فإنّ له العديد من الفوائد المختلفة للإنسان، وتوجد العديد من الأشكال والأنواع المختلفة للشاي في الوقت الحالي ولكن الشاي الذي يحتوي على الفوائد المختلفة للجسم هو الشاي الأصلي الذي يتم استخراجه من النبات والذي يأتي بأربعة ألوان وهو الأسود والأخضر والأبيض وشاي الأولونغ، والذي يعرف بالشاي الصينيّ.
وتتشارك جميع أنواع الشاي بنفس أصل النبتة فالشاي الأبيض هو الشكل الأصلي للشاي، وأمّا أنواع الشاي الأخرى فتتعرّض للأكسدة لتتحول لهذه الألوان فيكون أكثرها تعرّضاً للأكسدة هو الشاي المتعارف لدينا وهو الأسود.
ويرى عدد من الباحثين بأن الشاي السادة بدون سكر له الكثير من الفوائد منها :
ـ يساعد الشاي المر على تقليل نسبة السكر في الدم.
ـ يحمي من ارتفاع الكولسترول في الدم.
ـ يحتوي على مضادات الأكسدة المختلفة والمواد التي تقضي على البكتيريا والميكروبات في المعدة والأسنان.
ـ يعمل على تقوية العظام.
ـ يخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي كالامساك والإسهال.
ـ يساهم في تحفيز أحماض المعدة.
ـ يحد من فعالية فيروس الانفلونزا.
ـ يساعد الشاي المر على التقليل من التخثرات التي تصيب الاوعية الدموية في الجسم.
أما الشاي الأخضر فيمثل أحد أفضل المشروبات العشبية الساخنة التي ينصح بتناولها تبعاً لفوائدها العديدة والمختلفة للجسم والصحة بشكل عام، وبشكل خاص للحوامل.
ويحتوي الشاي الأخضر على عدد من الفوائد الصحية، خاصة إذا تناولته الحامل بكمية مدروسة ومعتدلة حيث يعد من المشروبات الغنية بالكافيين التي تحفز عملية إدرار البول ما يؤدي إلى تخليص الجسم من السموم المكدسة فيه. أمّا بالنسبة للحامل، فغالباً ما تعاني من احتباس السوائل في جسمها خلال هذه الفترة، ويساعدها شرب كمية معتدلة من الشاي الأخضر على التخلص من هذه السوائل بسهولة أكبر. مع الإشارة إلى أنّ الإكثار من شرب الشاي الأخضر أثناء الحمل قد يعرّض الجسم إلى الجفاف، ويستحسن ألّا تزيد الكمية المستهلكة يومياً منه على 200 مللغرام فقط.
غالباً ما تعاني الحامل من بعض المشاكل على مستوى الأسنان واللثة التي تصبح أكثر حساسية خلال هذه الفترة. لذلك يعتبر شرب الشاي ضرورياً للحامل إذ يساهم في تقوية جهاز مناعتها وبالتالي حماية جسمها عموماً وفمها خصوصاً من الفطريات والعدوى البكتيرية.
يساهم تناول الحامل كمية معتدلة من الشاي الأخضر في زيادة كمية المخاط الذي يحمي رحمها بشكل ملحوظ، ما يساعد في الحفاظ على سلامة حملها.
ويحتوي الشاي الأخضر على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض السرطانية والمزمنة، كما تحدّ من احتمال الإصابة بالالتهابات. وتعتبر هذه النقطة أساسية للحامل إذ تقيها من بعض الأمراض الخطيرة التي تهدد سلامتها وجنينها.
تاريخ وتقاليد طريفة:
وترتبط بالشاي الكثير من العادات والتقاليد الطريفة، منها ما يروى في الصين أن الشاي الامبراطوري، يجمع بأيدي فتيات يبدلنَ فساتينهن كل يوم، ويُغطِّينَ أيديهن بقفازات جديدة كل صباح، ويعطرنَ ثيابهن، ويجري القطاف وهن صامتات بدون كلام . أما في الاساطير الهندية فيروى أن ناسكاً بوذيا قررَ أن لا ينام سبع سنوات، ولما بدأت السنة الخامسة شعرَ بعجز عن السهر، فتناول ورقات من شجرة بقُربِه، وأخذ يعلكها ليتلهى بها عن النعاس، فعاد إليه النشاط، واستطاع باستعمال أوراق هذه الشجرة تنفيذ صيامه عن النوم.وفي القرن الرابع بعد الميلاد، يعتبر الشاي نباتا سحريا، وعلاجا متفوقا لكل الأوجاع والآلام، ويبدأ بأكله مسلوقا، وذلك بان تُمَر الأوراق على البخار ثم تسحق، وتصنع منها فطيرة تطبخ مع الأرز والزنجبيل وقشر البرتقال والتوابل والحليب والبصل، وفي مطلع القرن التاسع روي أن (جنكيز خان) نقل الشاي إلى آسيا وأوروبا مع فتوحاته وغزواته، وحين وصلَ الشاي إلى اليابان في مطلع القرن التاسع في سنة (815) م حضرَ أحد الأباطرة شرب الشاي بالأسرة المالكة، وكان يقيم حفلات فخمة يتبع فيها تقليد خاص بالشرب.
وفي القرن الثاني عشر ظهر الشاي المسحوق وذلك بطحن الشاي في مطحنة صغيرة من الحجر، ويوضع في ماء حار مع تويجات نبات الخيزران الدقيقة الناعمة، وقد الغيَ إضافة الملح، ولم يعد يحضر تناوله في الأواني الصينية، بل بأي آنيةٍ جميلةٍ تليق بالشراب الذهني.
وفي القرن الخامس عشر بدأ الاحتفال بالشاي في اليابان ووصلَ به الأمر إلى أكثر من مثلٍ أعلى، إلى عقيدة في الحياة ما بين سنة (1562ــ 1613) م بإيجاد غرفة خاصة بالشاي وتطورت فيما بعد إلى جزء من قاعة معزولة في البيت بحاجز، ثم إلى بيتٍ صغير يحوي جميع الأسباب اللازمة لإعداد الشاي ولاستقبال الضيوف وتأمين راحتهم وسرورهم، وقد اشترك بذلك مهندسون وفنانون ورسامون وغيرهم.
وفي سنة (1610)م فاوض ملاحون هولنديون لشراء الشاي من مكاو، لكن الصين لم توافق على التنازل عن شرابهم السحري، فأقنعهم الهولنديون بأن الأوروبيين يملكون نباتا أفضل من نباتهم، ويمكنهم التبادل عليه بالشاي، وهو نبات لسان الثور(الحُمحُم) ذو الأوراق الزرقا.
وفي سنة (1633)م عرض الكاتب الألماني (أولياروس) أن يقدم الشاي كشراب متفوق يستعمله الفرس من الذين احضروه من الصين بواسطة التتار، وهكذا جرى في هذا العصر انتشار الشاي في آسيا كلها.
وفي سنة (1639)م رفض سفير روسيا لدى بلاط المغول قبول الشاي الذي قدم له في بلاط عظيم المغول، لأنه خاف ألاَّ يرضى رئيسه عن هذا الشراب، وفي سنة (1647) م
جاء هولنديون بشحنة من الشاي إلى باريس، وذاقته الملكة (آن ديتريش) بحضور (الكردينال مازاران) ووصفه بأنه شراب مصفى مُرْهَف فطلبَ منه المستشار (بييردي سيغور) ومن يومها أنطلق الهولنديون في استيراد الشاي إلى فرنسا.
والطريف في الامر أن الشاي وجد مقاومة عنيفة ووقفت الكنيسة منه موقف العداء وحرمته وهاجمه رجال العلم من كتَّاب وشعراء، وقالوا عنه إنه يضعف القوى ويفسد الأخلاق، وكان لا يحصل عليه إلا الكبار والأغنياء، وكانوا يشربونه في بادئ الأمر بلا سُكَّر،، ولما سمح بدخوله اعتبرَ كدواء، ثم عرف ببطء شرابا في سنة (1650)م
ومما يُذكَر أن الأديبة الفرنسية المركيزة (دوسيفيني) قالت إن أول امرأةٍ في العالَم خلطت الشاي بالحليب الفرنسية مدام دي ما بليه التي توفيت في سنة (1678)م
أما في انجلترا فقد لاقَى الشاي المعاملة نفسها تقريبا، ولما اعترفَ الشاعر الانجليزي (جونسون) عام (1573ــ 1637) بأنه يشرب الشاي وأن الإناء الذي يُصنع فيه الشاي لا يبرد أبدا، اعتبرهُ المجتمع رجلا صريحا أكثر من اللازم، بل قيل عنه أنه رجل لا يستحي من إدمان شرب الشاي، وتناوله علناً أمام النساء.
ومن أهم خصائص الشاي التنبيه، فهو يحتوي على الكافيين الذي يؤثر على المراكز العصبية وينبهها، كما يؤثر على القلب فيزيد من سرعة ضرباته وقوته، فيحدث نشاطا في الدورة الدموية.وله تأثير ضعيف في إدرار البول.وتوصل الباحثون الى أن الشاي عبارة عن مشروب منعش مفيد إذا شربَ باعتدال، لأن كوبا واحدا من الشاي يحتوي على مقدار يتراوح بين نصف حبة، وحبةٍ واحدةٍ من الكافيين، إذا ما صنعَ بطريقة صحية.
ولو علمنا أن مقدار الكافيين اللازم لاحداث صداع واضطراب ضربات القلب، هو حوالي سبع حبات، فإنه يلزمنا تعاطي حوالي سبعة إلى أربعة عشر كوبا كي تحدث منه هذه الأعراض غير المستحبة.
كما أن كمية الكافيين اللازمة لقتل لإنسان هي (155) حبة، ومن هنا نعلم أن (155) كوبا من الشاي كافية لإحداث التسمم.
وأفضل طريقة لتجهيز الشاي هي ما تُعرَف في مصر بالشاي الكشري، ويتم بوضع الشاي في الماء الساخن لدرجة الغليان بنسبة نصف ملعقة منه لكل كوب من الماء، ثم يغطى بعد ذلك ويترك مدة خمس دقائق عند ذلك يكون قد تمَّ استخلاص نسبة معقولة من مكونات الشاي المفيدة ثم يحلى بالسكر مقدار ملعقتين لكل كوب من الشاي، ويمكن إضافة مسحوق أوراق النعناع أو الأوراق الخضراء لإكسابه الطعم المستساغ والرائحة المميزة، بالإضافة إلى الاستفادة من مكونات النعناع الطبية.