كغيرها من بلدان العالم مرت السلطنة في تاريخها بالكثير من حالات الأوبئة المعدية والخطيرة. ونظرا لتدني الرعاية وانعدام الخدمات الصحية والمستشفيات فقد كان الناس يلجأون قديما إلى عزل المرضى والمصابين وإيوائهم في أماكن مخصصة بعيدا عن القرى وأماكن إقامة الناس، حتى لا تنتقل العدوى للأصحاء. وقد تناولت الدراما العمانية هذا الموضوع في أكثر من عمل درامي منها المسلسل التلفزيوني (الفاغور) والبرنامج الإذاعي (نهر الذكريات).
الفاغور
يقول مؤلف المسلسل محمد المعمري: تناولت موضوع الجذام في مسلسل (الفاغور) حيث قام الفنان يوسف عيسى بلعب دور المجذوم برفقة خالد الشقصي وآخرون. ويتحدث محمد المعمري عن بعض هذه الأماكن أن أحدها كان في سمايل، ثم ألغي وبقي الذي في الرستاق، وفي السنوات الأخيرة تم الاستغناء عن المحجر لتصنيف هذا الداء غير معدٍ ويمكن علاجه.
ويضيف محمد المعمري موضحا أن هذا المحجر أو “مستعمرات الجذام” كما أطلق عليها كان في قرية لمرير قرب الغشب، وكان المكان الوحيد في عمان في سمايل، ثم حول إلي السيب وبعدها في الرستاق وبقي حتى لسنوات قريبة، ولكن عندما صنف هذا المرض بأنه غير معدٍ ويمكن علاجه ورجع النزلاء إلي ذويهم، تم تحويل المكان لكبار السن أو دارا للعجزة، وكان الوحيد في السلطنة، قبل أن يتم تحويلهم إلي دار المسنين الجديدة التابعة لوزارة التنمية. أما المبني القديم فقد آل إلى وزارة الصحة التي استخدمته كدار لإصلاح المدمنين.
ويستطرد محمد المعمري أنه بالإمكان الرجوع لحلقات المسلسل التي تتضمن مشاهد أسلوب العيش والرعاية في تلك المحاجر قديما. وفي ولاية إبراء، وتحديدا في منطقة الصفح بمنطقة السفالة، يوجد حجر صحي قديم، بني بجوار مقبرة الصفح، في سفح الجبل القطبي، ويسمى محليا ” بيت المراضا”، يوضع فيه من به مرض معدٍ حتى يشفى، ويقدم له الطعام في أواني خاصة به.
نهر الذكريات
من جهته يقول الكاتب نعيم فتح نور: تتبعت شخصيا الأحداث التي وقعت في مرباط قديما، ومن رحمها خرج مسلسلي الإذاعي الأول (نهر الذكريات)، ولكن طُلِب منا عدم ذكر الولاية، ما نتج عنه تغيير مجرى سير الأحداث.
ويستذكر نعيم فتح نور: لما أصابهم مرض الجذام أو ما يشبهه في مرباط، فعزل المرضى بجزيرة صغيرة، تقع مقابل فندق الماريوت حاليا، وتوجد قبورهم إلى الآن، وفيهم من نجا منها وعاش بعد ذلك. أنا أتذكر الحكاية من أحد كبار السن. أما أهل صلالة فقد عزلوا في كهف بأحد جبال منطقة طاقة.
وفي فترة السبعينات السبعينات أصاب النساء مرض في جزيرة كوريا موريا التي تسمى الحلانيات حاليا، وفتك بهن فقط، إلى درجة أنه سُمِح لرجالها بالزواج من الخارج.
ولعلني هنا أذكر معلومه بسيطه لا يعلمها الكثير، وهو أنه عندما ألقت الولايات المتحدة بالقنبله النوويه على هيروشيما ونجازاكي باليابان، أصيب عندنا ستة اشخاص بالعمى في نفس الأسبوع، ومنهم أخي، رحمه الله، الذي توفى العام المنصرم، والشيخ عبدالله عوفيت.