التقني
ارتفاع أسعار النفط الخام طوق نجاة لتعافي النفط الصخري
مع تعافي الأسعار العالمية لبرميل النفط، بدعم الخفض التاريخي للإنتاج من تحالف “أوبك+”، تلقفته شركات النفط الصخري الأمريكية ” تلقف الغريق لطوق النجاة”، لاستكمال نشاطها المهدد، نتيجة انهيار الأسعار، إثر تداعيات جائحة كورونا.
وقال محللون في إفادات متفرقة لـ”الأناضول”، إن ارتفاع الأسعار فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل، سيغطي جزءاً كبيراً من تكاليف الشركات الأمريكية بعد أن عانت مخاطر الإفلاس على مدار الأشهر الماضية، وإجبارها على إغلاق حقول للإنتاج.
وأوضح المحللون، أن استمرار مستويات الأسعار الحالية سيمكن الشركات الأمريكية من استئناف الإنتاج المتوقف، والذي وصل لنحو مليوني برميل يوميا بحلول مايو الماضي.
وظلت الولايات المتحدة طيلة عقود ماضية، مستورداَ للنفط الخام، لأسباب من بينها، حظر استمر أربعة عقود على صادرات الخام، رفعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في نهاية 2015.
ووصل إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة لذروته عند 13 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، قبل أن ينخفض إلى 11.2 مليون برميل يوميا في مايو.
وساهم إنتاج شركات النفط الصخري في زيادة الإنتاج الأمريكي بنحو الثلثين في الأعوام العشرة الماضية، حتى أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم.
تخفيضات الإنفاق
وقال جون لوكا، مدير التطوير بشركة “ثانك ماركتس” ومقرها دبي، أن الارتفاع في الإنتاج سيكون قصير الأجل حيث أثرت تخفيضات الإنفاق العميقة للمشغلين على أنشطة الحفر حتى نهاية العام الحالي.
وأوضح أن مستوى أسعار بين 50 – 70 دولارا للبرميل، يشجع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، بشكل عام، مع العلم أن هناك شركات كبرى تتحمل الإنتاج بأسعار أقل 30 دولارا.
وسببت أسعار النفط المنخفضة ارتباكاً على المستويين المالي والتشغيلي، لكثير من شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة، والتي منيت أسهمها بخسائر فادحة منذ بداية هذا العام.
ويصل سعر تعادل إيرادات منتجي النفط الصخري إلى 43 دولاراً للبرميل من حقل “بيرميان” التابع لإكسون موبيل والممتد من ولاية تكساس إلى نيومكسيكو، ويعد الأكبر والأساسي لقطاع صناعة النفط الأمريكي لتحقيق أرباح بنسبة 10 بالمائة و55 دولاراً لتحقيق أرباحاً بنسبة 30 بالمائة، وفقاً لبيانات “بلومبرج” الأمريكية.
فيما يصل إلى 46 دولاراً من حقل “باكين” ثاني أكبر الحقول النفطية في الولايات المتحدة والعالم، وذلك لتحقيق أرباح بنسبة 10 بالمائة و56 دولاراً لتحقيق أرباح بنسبة 30 في المائة.
أما لتحقيق 10 بالمائة أرباح من حقل “إيجل فورد”، يجب أن يكون سعر البرميل 47 دولاراً و57 دولاراً لتحقيق 30 بالمائة أرباحاً.
وأوضح لوكا، أن الشركات الأمريكية أمام فرصة ثمينة مع تحسن الأسعار، لإنقاذ أوضاعها المالية واستئناف الإنتاج المتوقف، بالتزامن مع تحسن الطلب مع عودة الأنشطة الاقتصادية بشتى دول العالم.
ويرى أنه إذا نجحت الشركات الأمريكية في تعويض إنتاجها المفقود خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن ذلك قد يهدد اتفاق (أوبك+) بالحفاظ على استقرار الأسعار، ورفض روسي سعودي من التنازل عن حصص الإنتاج لصالح منتجين آخرين خارج الاتفاق.
استعادة النشاط
بينما أشار خبير النفط الكويتي كامل الحرمي، محلل الأسواق النفطية، إلى استعادة شركات النفط الصخري نشاطها مرة أخرى مع تجاوز الأسعار مستوى 40 دولارا للبرميل، بدعم اتفاق (أوبك+)، لأنه من الصعب أن تضحي الولايات المتحدة بمكانتها كأكبر منتج للنفط.
واتفقت (أوبك+) في أبريل الماضي، على تخفيض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، في شهري مايو ويونيو، وبمقدار 7.7 مليون برميل يوميا من شهر يوليو حتى نهاية العام.
ويوم السبت، قررت (أوبك+) تمديد خفض الإنتاج النفط بالحجم الحالي البالغ 9.7 مليون برميل يوميا، لمدة شهر إضافي، في محاولة من لاستعادة توازن أسواق النفط المتأثرة بسبب “كورونا.
مالك جديد
وتابع الحرمي: “شركات النفط الصخري التي أعلنت عن إفلاسها وخروجها من الأسواق، لا يعني أن إنتاجها سيختفي من الأسواق، ولكن يعني أن هناك مالك جديد سيحل محل الشركة المفلسة”.
ورجح الحرمي، أن تقوم الشركات العملاقة مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” و”شل” بشراء حقول تلك الشركات ومن ثم مزاولة إنتاج النفط عبر استخدام التقنيات الحديثة لديها بتكلفة أقل.
وقال إن الولايات المتحدة ستدعم الشركات إلى الأبد مع سعيها إلى أن تصبح مستقلة في صناعة الطاقة.
المصدر: الأناضول