مقالات
أريدك رجلا عاديا
منى المعولي
أريدك رجلا عاديا لا ترفع اندهاشتك حواجب الجميلات، ولاتغري بطاقاتك الائتمانية جيوب الطموحات، رجلا لايتقن صف الكلام اللامقصود من القلب ولايجيد تزييف وجهه، لاتمكيجه الظروف، ولايستطيع أن يخفي حقيقته خلف الأقنعة، تنتأ لي تفاصيلك من قوائم البحث، من بين سجلات العدم، مازلت أغطس في التفقد.
وأريدك غير عاديّ، رجل لايلهث خلف انتفاخات وعريّ ولاتغريه الشراشف البيضاء، لايحرق سيجارته ليغوي امرأة، ولايعنيه لهث لسان السكارى بتضاريس النساء.
أريدك رجلا عاديا ولا عاديا، رهن مزاج أنانيتي فيك، يكنس غبار روحي القديمة، وينفض كل تلك الخيبات المتكلسة على مصابيح حياتي.
أريدك رجلا غير عادي في انسانيتك، تتحدث مع شجرة التين، ومع العنكبوت حتى مع العشبة الضارة ومع الحمامة ومع نجمة السماء.
أريدك رجلا خارج نطاق الضجر السريع، تغيب عنه عفونة الازدواجية ينسلخ عن جثة الملل، أتجدد في عينيه كلما غابت وأشرقت الشمس بنا.
رجل بطولته غير عادية كلما تدلى حول رقبته الموت يردد كدت أنجو من نغص الحياة، يتقمص المستحيل، حتى على عتبات اللاجدوى يودع دماغه لحافظة الثلج، يتذبذب بين المنطق والفراغ، يستمع للموسيقى أو يتمتم بالصلاة .
أو كن مجنونا.. وابصق في كل كأس رئتك، وازرع يدك على جبين الندماء وراهن ضد كل شيء، صادق الريح وتصالح مع الخسارة واربت على كأس الوردة، واخلع وجهك الكرتوني المتصالح مع كل تناقضي وجنوني وكن عاديا..
عاديا لا يغري أحدا وكن غير عادي كملاك بأجنحة هبط من السماء.