تعد الأزمات والأحداث الكبيرة مواقف حقيقية ومؤثرة في حياة الشعوب والأفراد. ثمة الكثير من المراجعات وإعادة الحسابات وجرد الفواتير التي نقوم بها من استخلاص العبر واستجلاء الدروس التي تعيننا على التخطيط لمستقبل أفضل للأجيال القادمة. ولعل جائحة كورونا التي يمر بها العالم أجمع من أبرز ما سيخلد في ذاكرة الأمم ويؤثر على مجريات الحياة ويغير مسارات التخطط، إذ بدأ الجميع يردد مقولة أن العالم قبل كورونا ليس هو العالم بعد كورونا.
الروائي يعقوب الخنبشي يشاركنا جانبا من رؤاه وأفكاره في هذا الصدد موضحا أن الدرس الذي تعتقد أننا تعلمناه من أزمة انتشار كورونا هو أن الأرض هي العرضـ وأن الأوطان تبنى بالسواعد المخلصة، وأن الحق سفينة نجاة ربانها العدل وطواقمها الإخلاص. ويضيف الخنبشي: تعلمنا أن الشعوب القوية هي من تخطط التخطيط السليم، وأن كورونا مرآة لمراجعة شاملة للمواقف حين وقف ليقول لنا أين نحن من هذا العالم.
أما في ما يتعلق بالحجر الصحي وتطبيق شعار ” خليك في البيت” فيقول يعقوب الخنبشي: الثقافة تعني التطبيق الفعلي والعملي في مناهج الحياة، وهذه العبارة كافية لمقياس ثقافتنا ومدى وعينا دون مبالغة، وفي نفس الوقت دون استهتار. فمن دعته الضرورة للخروج وجب عليه أخذ الحيطة والحذر، إن كان واعيا بتصرفاته نحو أسرته ومجتمعه.
وحول الإجراءات الوقائية المتخذة في السلطنة يرى يعقوب الخنبشي أنها كافية، مؤكدا أنها إجراءات تدل على القدرة على إدارة الأزمات بكل شفافية، مع ضرورة رصد السلبيات وسد الثغرات، مشير إلى أن عمان في قطاعاتها المختلفة تمتلك رصيدا كافيا وملفتا في إدارة الأزمات التي مرت عليها بمختلف أنواعها.