الفني
أعمال العراقي مهند الناصري .. الفن في مواجهة المحو والدمار
يؤشر المعرض الشخصي الأول للتشكيلي مهند الناصري على سعي الفنانين العراقيين لترسيخ تراث وادي الرافدين الزاخر بالمشاهد والصور التي تعكس أنماط الحياة المتنوعة وتتحرك ضمن مساحة جريئة تجمع بين حضارة العراق وثقافته الممتدة وبين إبداع الناصري في مجال الأعمال المنفذة وفق تقنية الطباعة.
ويمكن تصنيف الأعمال التي عرضت في جاليري دار الأندى بعمّان، على أنها جزء من الذاكرة الجمعية التي تتحدّى المحو والدمار الذي تعرض له العراق.
وتتميز أعمال الناصري الذي وُلد ونشأ في بغداد، بألوانها الفاتحة والتي تعكس جمالًا وحيوية وفرحًا على سطح اللوحة، ومع استخدام الأبيض تبدو اللوحات كأنها تملك إضاءة داخلية وبخاصة عند التعبير عن طقوس الصيادين الذين يُعِدّون القوارب للإبحار فيها، وطقوس البسطاء كما في اللوحة التي تُظهر امرأة بالزي التقليدي بالقرب من رجل يضع الحطّة العراقية ويجلسان إلى طاولة صغيرة يتناولان الطعام.
ويعدّ أسلوب الناصري فريدًا في تنفيذ الأعمال الطباعية، حيث ينفذ مطبوعاته الفنية على الورق وأحيانًا على القماش، ثم يمزج الرسم اليدوي المعماري مع الألوان المائية، ثم يعالجها رقميًا لإنتاج المطبوعات في شكلها النهائي.
وتبدو أعمال الناصري المطبوعة كأنما تتململ من واقعيتها عبر الخطوط والتحديدات الرقيقة لها لتتجه نحو التجريد، وهي تعبّر من خلال ذلك عمّا ينطوي عليه المشهد البسيط النابع من ذاكرة الفنان حول الأماكن التي عاش بها، من معانٍ إنسانية عميقة كالحرية والحنين والجمال ونبذ الحروب والدمار.
ويشتمل المعرض على مجموعة من اللوحات التي تحاكي العمارة البغدادية والبيوت والمساجد ذات القباب، وتصور مشاهدَ لمدنٍ وأحياء كاملة محاطة بأشجار النخيل.
يشار إلى أن الناصري حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة التكنولوجية ببغداد، ودرس الفنون الجميلة في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
المصدر: العمانية