الثقافي
محمد العليان.. الرحيل الصامت بعد 41 عاما في الإذاعة
كتب: محمد بن سيف الرحبي
التقيته مرات قليلة، لكنها كافية لتجعل هذا الإنسان في قلبك، فتتذكره كلما عبر اسمه على صفحة جريدة بكثيرة من المحبة والتقدير، حضوره الثقافي قليل لكنه مؤثر، وقبل أن يكمل الستين ودعنا بكثير من الصمت، وهو الذي عرفته الإذاعة 41 عاما، بدأها في يوليو من عام 1977، ومن بين برامجه كان البرنامج الجماهيري “ما يطلبه المستمعون”.
هو محمد بن عبدالله العليان، باحث، تخصص في الجوانب التاريخية والفلكية، ترك لنا العديد من المؤلفات التي وضعها، وكان يحلم بالمزيد منها، خاصة بعد خروجه متقاعدا من الوظيفة الرسمية، من بين مؤلفاته “الدين والفلسفة وأشياء أخرى” وآخر عن “مسجد الشيخ العفيف والآثار الإسلامية الأخرى في طاقة”، وكتاب “ذكرى السنبوق توثيق طريقة حياة” إضافة إلى “دليل الإعلامي العلمي العربي”.
قبل عدة أسابيع كنت أقرا حوارا أجرته معه جريدة عمان، روى فيه ذكريات العمل الإذاعي، وأحلامه في الحياة، وكم كانت مؤثرة عبارته التي قال فيها: “أسأل الله أن ييسر تصنيف كتابين آخرين قبل أن ارحل من هذه الدنيا يضم أحدهما مقالاتي عن حرب ظفار”.. لكنه رحل قبل أن يكمل أحلامه، ومن بينها تأسيس الرابطة السلطانية العمانية للإعلام العلمي” ويؤكد مرة أخرى “قبل رحيلي من هذه الدنيا” كأنه يستشعر الرحيل القريب.
الراحل عضو عضو في الجمعية التاريخية العمانية، وعضو في «الرابطة الدولية للكتاب العلميين»، كما شارك في تأسيس «الرابطة العربية للإعلاميين العلميين» وكتب الفصل العاشر في (دليل الإعلامي العلمي العربي) وكان بعنوان «إعداد البرامج العلمية الإذاعية») الذي نشرته الرابطة العربية للإعلاميين العلميين عام 2007.
خسر الوسط الثقافي رجلا بمقام عالم، أخلص في طلب المعرفة والعلم، وترك رصيدا جميلا يستحق أن يوثق من أجل أجيال عليها أن تعرف ماذا قدم الجيل الأول من عمر النهضة من عطاء وجهد.
رحمك الله..