الفني
النمط الريفي الحديث .. أحدث صيحات الأثاث والديكور
يمثل النمط الريفي الحديث أحدث صيحات الأثاث والديكور. ويهدف هذا الاتجاه الحديث إلى جعل المنزل أشبه بمنازل العطلات؛ حيث تسود به الأجواء المريحة والفسيحة والخفيفة والدافئة.
وأوضحت خبيرة الديكورات الداخلية الألمانية كاتارينا سيملينج أن سبب رواج النمط الريفي الحديث يرجع إلى أن الأشخاص يرغبون في تحقيق التوازن في الحياة اليومية ذات الإيقاع المحموم؛ فعندما يعيش المرء في المدينة الصاخبة في مكاتب مكتظة بالموظفين، فإنه يرغب في الاستمتاع بأشياء مريحة في منزله الخاص.
ومن جانبها، أوضحت مصممة الديكورات الداخلية الألمانية إينيس فروش قائلة: “يوفر النمط الريفي الحديث قدرا كبيرا من الحرية ويعكس شخصية سكان المنزل”. ويمكن أن يتوفر بطرق متنوعة، سواء كان النمط الريفي التوسكاني أو الاسكندنافي أو البريطاني أو الفرنسي أو الأمريكي أو الخاص بمنطقة شمال ألمانيا أو البلاك فورست، وقد يأتي كتوليفة من هذه التأثيرات المختلفة.
وأضافت سيملينج قائلة: “يتمثل الفن هنا في عمل توليفة متوازنة بين العناصر القديمة والحديثة، كما يرتبط الأمر هنا بالبراعة في تغيير النمط، فمثلا قد تكون هناك مقاعد عصرية مع طاولة طعام ريفية للغاية”.
وأشارت سيملينج إلى أنه يمكن الجمع بين قطع الأثاث الحديثة وقطع أثاث قديمة للغاية أو الجمع بين الكروم والأخشاب، ومن الأمور المهمة هنا أن يتم الجمع بين الأنماط المختلفة بمهارة.
تقنيات حديثة
وفي كل الأحوال يتم الاعتماد على التقنيات الحديثة، والتي تأتي بتصميم فاخر وجودة فائقة؛ حيث لا تشكل الشاشات المسطحة الكبيرة أو أنظمة الموسيقى ذات السماعات الكبيرة في غرف المعيشة أي انتقاصا من روعة النمط الريفي الحديث، بل على العكس من ذلك فإن هذه التجهيزات التقنية تضفي عنصر الحداثة على النمط الريفي المعتاد.
وتنصح سيملينج بضرورة استعمال الستائر البسيطة وبدرجات الألوان الدافئة، من الأفضل أن تطغى الألوان الطبيعية على المفروشات أيضا، ولكي تبدو قطع السجاد أنيقة بدرجة كافية، فإنه يمكن استعمال قطعة كليم باللون الوردي أسفل طاولة الطعام الكبيرة.
طابع عاطفي
وبدوره أوضح الاتحاد الألماني لصناعة الأثاث أن النمط الريفي الحديث يمتاز بأنه أكثر عاطفية من النمط الوظيفي الشائع حاليا، والذي ينصب التركيز فيه على الخطوط الواضحة وقطع الأثاث متعددة الوظائف، ولا يرتبط النمط الريفي الحديث بأسلوب التصميمات المزخرف بسخاء خلال الفترة السابقة.
وأشار الاتحاد إلى أن هناك الكثير من قطع الديكور والإكسسوارات الأصلية، التي يتم الحصول عليها خلال العطلات أو التجول وسط المناظر الطبيعية، وقد تشمل هذه الإكسسوارات قطع خشبية أو زجاجية أو أحجار جميلة أو زهور مجففة أو محار وأصداف، ويكثر استعمال هذه الإكسسوارات في النمط الريفي الحديث.
وأضافت مصممة الديكورات الداخلية فروش قائلة: “يجب أن تكون الخامات المستخدمة في النمط الريفي الحديث طبيعية، وليست بمظهر طبيعي، ولكن بالطبع هناك بعض الاستثناءات؛ نظرا لأن الخامات الأصلية قد لا تلبي متطلبات العصر الحديث في بعض الأحيان”.
ومن ضمن الأمثلة على ذلك أشارت فروش إلى بلاط التراكوتا الأصلي، فعلى الرغم من مظهره الرائع، إلا أنه أقل عملية في العصر الحديث بسبب أن هذه الخامة مسامية وتمتص الرطوبة بسرعة، وهو ما يتطلب مجهود أعلى في النظافة والصيانة، وبدلا من ذلك فإنه يمكن استعمال بلاط من الخزف الحجري بمظهر التراكوتا لا يتشرب الماء، ولا يمثل ذلك تغييرا في النمط الريفي الحديث.
وأشارت فروش أيضا إلى أن قطع السجاد المصنوعة من الصوف تبدو مريحة وأنيقة، إلا أنها كثيرا ما تتسبب في ظهور العث في المنزل، كما أن الستائر الحريرية تبدو أنيقة أمام النوافذ، غير أنها سرعان ما تتلف بسبب
أشعة الشمس القوية، وهنا تنصح الخبيرة الألمانية باستعمال خامات تبدو مشابهة للخامات الأصلية.
قاعدة أساسية
وأشارت إلى أن هناك قاعدة أساسية يجب الالتزام بها، وتتمثل في أن المظهر يجب أن يكون مناسبا للنمط الريفي الحديث، ولكن الخامات يجب أن تكون عملية وسهلة التنظيف والعناية بها.
ومن الأمور المهمة أيضا أن يتم تنفيذ النمط الريفي الحديث في المكان، الذي يشعر فيه المرء بالراحة، ولا يعتمد الأمر على تلبية توقعات الآخرين، ولكن أن يحيط المرء نفسه بالأشياء، التي يحبها وتسبب له الراحة، ويوفر النمط الريفي الحديث إمكانيات غير محددة تقريبا لتحقيق هذا الهدف.
المصدر: د. ب. أ