إصداراتنا
إصدار جديد “للبان” عن ولاية العهد في العصر العباسي الأول
أصدرت مؤسسة (لبان) كتاب “ولاية العهد في العصر العباسي الأول) للمؤلفة د. أحلام بنت حمود الجهورية، باحثة في الفترة ما بين 132 – 247 للهجرة، مقدمة الإهداء “إلى الأب والمعلم والمصلح والقائد: السلطان قابوس طيب الله ثراه” مضيفة: “فقيد الوطن، فقيد الإنسانية: يعز عليّ تأريخ عهدك بين رقمين، فمنطق التاريخ واللغة عهدك الزاهر (1970 – 2020)، وبمنطق الحب والوفاء (1970 – ..).
وكتبت الدكتورة فاطمة بلهاري، استاذة التاريخ الإسلامي بجامعة السلطان قابوس مقدمة للكتاب أشارات فيها إلى أن الجهورية اهتمت بجميع القضايات التي ارتبطت بولاية العهد في العصر العباسي، مشيرا إلى أنها خلصت في النهاية إلى “مجموعة تخريجات حاولت خلالها الاقتراب من الحقيقة، قدر استطاعتها فاجتهدت في موضع الاجتهاد، وقلدت في موضع التقليد، وفق منهجية علمية تماشيا وطبيعة الموضوع، فاستعانت بالمنهج التاريخي في سبر أغوار الحوادث التي جسدت تطور نظام ولاية العهد، هذا وقد وظّفت المنهج المقارن في تحليل اللبس، الذي كثيرا ما اعترض سبيل هذا البحث، وذلك بربط الأحداث التاريخية في سياقها الشمولي، لفهم حلقة من حلقات نظم حكم التاريخ الإسلامي”.
وترى المؤلفة أن أهمية الدراسة تكمن في تتبع قضية ولاية العهد في العصر العباسي الأول، من خلال التعرف على الأحداث التي نتجت هذه القضية في الفترة التاريخية موضوع البحث، باعتبارها من القضايا الشائكة التي أثّرت في مجرى الأحداث التاريخية، مضيفة أن هذه القضية ترتب عليها أحداث وتبعات سياسية، باعتبار أن العصر العباسي الأول يعد من أزهى فترات التاريخ الإسلامي من الناحيتين السياسية والحضارية، مشيرة إلى ثلاثة أحداث تاريخية عدّتها بعضا من نتائج تلك القضية، وهي” تمرد عبدالله بن علي العباسي في بلاد الشام، وثورة محمد النفس الزكية في المدينة المنورة، والحرب الأهلية بين الأمين والمأمون.
وترى المؤلفة د. أحلام الجهورية أن دراساتها تهدف إلى تحقيق جملة أهداف، منها: إبراز الدور الكبير الذي فام به الخليفة المنصور في ولاية العهد، وذلك بقضائه على منافسيه في الخلافة، والدور الذي قام به من أجل تولية ابنه المهدي الخلافة من بعده، والوقوف على أهم الأحداث التاريخية الناجم عن ولاية العهد في أواخر العصر العباسي الأول، والتي شهدت بداية تدخل الأتراك في ولاية العهد، وأيضا التعرف على أهم الأشكال والصيغ التي اتخذتها ولاية العهد.
وتشير المؤلفة إلى أنها قسمت دراستها إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، تناولت المقدمة أهداف الدراسة وأهميتها، والدراسات السابقة التي عالجت ولاية العهد في العصر العباسي الأول، والمصادر الرئيسة ذات العلاقة المباشرة بموضوع الدراسة، وفصول الدراسة وأقسامها. أما التمهيد فتناول ولاية العهد قبل وصول العباسيين للسلطة، كما تتبع الجذور التاريخية للطموح السياسي العباسي. بينما ناقش الفصل الأول ولاية العهد في فترة التأسيس، ملقيا الضوء على كيفية تولي أبي العباس السفّاح الخلافة وعهده بولاية العهد لأخيه أبي جعفر المنصور ثم عيسى بن موسى من بعده، كما ناقش الدور الكبير الذي لعبه الخليفة أبو جعفر المنصور في القضاء على الطامعين في الخلافة، والجهود التي بذلها في سبيل تولية ابنه المهدي كولي للعهد من بعده.
وكما توضح الكاتبة إلى أن الدراسة خلصت إلى نتائج عدة منها: “اتخاذ العباسيين مبدأ الوراثة في الحكم، وكانت هذه الوراثة محصورة في البيت العباسي، كما أن وصايا الخلفاء العباسيين لولاة عهدهم كانت لها قيمة سياسية ودينية، وكان لرجال الحاشية والبلاط وبعض الشخصيات النسائية دور كبير في قضية ولاية العهد، وقد تنامى دورهم أكثر فأكثر كلما كانت شخصية الخليفة يسهل التأثير عليها”.