التقني
“روبوت قباء” العماني السادس عالميا
للإبداع وجوه متعددة، وبين الإبداع والإصرار تقف مجموعة من الطالبات خلف مشاريع فذة، لها من الاختلاف ما يمنحها فكرة التميز، فالابتكار فضاء مفتوح لك أن تبدع فيه إلى أن تصل به إلى اللامحدود، سارة الرشيدية وإيمان الربيعية بالصف التاسع، ونور الغدانية بالصف الثامن من مدرسة أحد للتعليم الأساسي عضوات فريق “روبوت قباء”، بإشراف الأستاذة ليلى بنت صالح السعدية، التقت بهن التكوين في حديث شائق عن المشاريع التي شارك فيها الروبوت وتفاصيل أخرى في السطور الآتية…
حاورتهن: شيخة الشحية
يتكون الروبوت من معالج وحساسات ومحركات وقطع ليجو، وجاءت فكرة عمله ليكون ضمن مسابقة الروبوت العالمي أو التعليمي السنوية، وبهذا يتم اختراع روبوت سنويا ليعمل في المشروع الذي يتم اختياره بعد مشاورات مع الاستشاريين والمختصين.
الروبوت قباء
وأشارت معلمة تقنية معلومات ومشرفة فريق روبوت قباء الأستاذة ليلى السعدية والتي كانت بدايتها مع الإشراف على هذه المشاريع في العام 2011 إلى أن الفكرة عبارة عن اختراع روبوت لمعالجة مشكلة من بين مجموعة من المشاكل الطبيعية التي نواجهها في حياتنا اليومية، فكان للفريق في بداية تكوينه عام 2013 الحظ للمشاركة في المسابقة الوطنية السنوية للتأهل للعالمية، فجاءت المشاركة الأولى باختراع روبوت يعالج مشكلة تخص شيئا من الإرث العالمي فكان المشروع عن الأفلاج وكيفية المحافظة عليها وتطويرها في ظل تهميش دورها الفعَال اليوم.
وتضيف السعدية: أتت مشاركتنا الثانية في اختراع روبوت لحل مشكلة عن الفضاء والحمد لله قمنا بتجهيز الروبوت لذلك المشروع، أما المشاركة الثالثة فجاءت بعد طرح مسابقة WRO وهي اختصار لجملة (WORLD ROBOT OLYMPIAD) وكانت بعنوان (استكشاف الموارد الطبيعية من الأماكن الخطرة) وبهذا جاءت فكرة المشروع الجديد للمشاركة في المسابقة وبعد مشاورات اخترنا أن يكون المشروع عن استكشاف المعادن الثمينة من الموارد الطبيعية كالنيازك ليستفيد منها الجيل القادم.
طريقة عمل الروبوت
تحدثت الطالبة إيمان حميد الربيعية عن كيفية عمل الروبوت قائلة: “مشروعنا عبارة عن مجموعة روبوتات تقوم باستكشاف المعادن من النيازك التي تسقط من الأرض حيث تقوم بآلية البحث عن النيازك لاستكشاف المعادن منها فترصد النيازك عن طريق الكاميرات ثم تقوم الروبوتات بالبحث عنها باستخدام حساس المغناطيس أو حساس اللون بعدها تقوم الروبوتات بحمل النيازك الى منطقة معينة وعند امتلائها يتم ارسال رسالة إلى المركز ليتم نقلها ووضعها في مختبر متخصص وفرزها ونتمنى إنشاء هذا المركز لأنه سيخدم المجتمع والمهتمين بعالم الفضاء فهو عبارة عن مختبر ومتحف ومكتبة جميعها متخصص في علم الفضاء والنيازك لما لها من أهمية كبيرة فهي تحتوي على معادن نادرة وثمينة».
مدة المشروع وسلبياته
يتبعنا الزمن أو نحن نتبعه ففي كل الحالات لكل شيء زمنه ومدته، تقول سارة بنت سالم الرشيدية: «لقد استغرق منا تنفيذ المشروع ما يقارب الشهر وبذلنا الجهد الكبير في هذا الصدد وقد لا يخفى على الجميع ما يمكن أن نواجهه من سلبيات لمشاريعنا هذه أو للمشاريع بشكل عام فمن الصعوبات تصنع المعجزات ولله الحمد نستطيع القول إننا لم نواجه مشاكل أو سلبيات كبيرة بحكم المساعدة والجهد والعطاء الذي يقدمه المستشارون والمختصون، ولعل أبرز سلبيه واجهناها هي برمجة الروبوت لأننا لم تكن لنا دورات أو ورشات في برمجة الروبوتات ..
مشاريع وإختراعات أخرى
تقول نور بنت راشد الغدانية: «تعمل المدرسة على الانضمام في مسابقة أخرى وهي المشاركة في دوري الفيرست ليجو للعام 2016 FLL (FIRST LEGO LEAGUE) بمشاركة الطالبتين أسيل عبدالله البوسعيدية وريداء خالد الجهورية، كما سنشارك في مسابقة (WRO 2016) على مستوى السلطنة في العام الدراسي القادم وفي حال الفوز سنذهب للمنافسة في الهند للتحدي مع متنافسين آخرين، ونتمنى التوفيق لنا، وبالمشروع نطمح للفوز وذلك لنقدم مدرستنا بصورة مشرفة دائما».
الجدير بالذكر أن هذه المسابقة تهدف إلى تشجيع الطلاب على التعليم التعاوني وإكسابهم مهارات العمل ضمن الفريق ومهارات التفكير وحل المشكلات و تدريب الطلاب على إدارة وتنظيم الوقت ومهارات الاختراع والابتكار وتحقيق مفهوم التعلم الممتع وربط التعلم بالحياة العملية.
المشاركات والجوائز
للتكريم لذة خاصة ومحتوى عميق من السعادة، شارك الفريق في العديد من المسابقات وحصد العديد من المراكز، ومن ضمنها المشاركة في مسابقة الروبوت التعليمي بمحافظة مسقط وحصد المركز الأول على مستوى السلطنة والتأهل لأندونيسيا والحصول على المركز العشرين عالميا لمشروع تطوير وحماية الأفلاج، كما شارك الفريق بمشروع عن الفضاء و حصد المركز الأول على مستوى السلطنة والمركز السادس عالميا في جمهورية روسيا الاتحادية عام ٢٠١٤، وتصنفه الأستاذة والمشرفة ليلى السعديه بأنه من أهم وأجمل الإنجازات التي حققها الفريق.
وأضافت الطالبة إيمان الربيعية «كان لنا الشرف في المشاركة في مسابقة الرؤية للشباب وحققنا المركز الثالث على مستوى السلطنة، وفي آخر موسم في مسابقةWRO شاركنا في المسابقة وحصلنا على المركز الأول على مستوى السلطنة وتأهلنا لدولة قطر لمشروع استكشاف المعادن من النيازك باستخدام الروبوتات ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ هذه المرة، ومن ضمن المشاركات أيضا هي المشاركة في معرض كومكس سنويا ومسابقات كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس وقد حققنا المراكز الأولى على مستوى السلطنة ولله الحمد».
حلم الفريق
عبرت الأستاذة ليلى السعدية عن أسفها الشديد لعدم تقديم الدعم اللازم لهذه المشاريع لتعمل الطالبات على تطويرها وضرورة الاستفادة من أفكارهن وتبنيها لإبراز مواهبهن وامكانياتهن التي ستدعم المجتمع في المستقبل بإذن الله، ونحن بدورنا نقوم بتشجيعهن وتكريمهن ولكن من المؤكد أنهم بحاجة أيضا للدعم اللازم لمشاريعهم للإستمرار في الإنجازات للمشاركة في المحافل الدولية وتحقيق نتائج مميزة لرفع علم السلطنة عاليا.
وأضافت الطالبات «نحن كفريق نحلم ونتمنى أن يتبنى المـشـروع إحدى الجهات فلا يكون الاكتفاء بالمشاركات والـجـوائـــز وانما نـسـعى مـعـا لـتـطـوير هـذه الـمــشاريع ليـساعد اقتصاديا..
شكر وتقدير
استغل فريق «روبوت قباء» الفرصة لتقديم الشكر الجزيل لأولياء أمورهن على دعمهم وتشجعيهم المستمر لأن دورهم فعال ونشط في تشجيع كل واحدة منهن، ووجه الفريق الشكر أيضا لمعالي الدكتورة مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم على اهتمامها في هذا المجال وتشجيع الطلاب والطالبات، كما توجهوا بالشكر للأستاذ علي بن خلفان الغداني المشرف العام لمسابقات الروبوت في السلطنة، وإدارة مدرسة قباء للتعليم الأساسي بإدارة الأستاذة لطيفة العلوية، و مدرسة أحد للتعليم الأساسي بإدارة الأستاذة كريمة الجديدية ولكل من ساهم في نجاح هذا المشروع المتميز».
هذه بداية نجاح لفريق يطمح للوصول إلى المركز الأول في المسابقات العالمية القادمة ليظل مستمرا ومساهما في رفع اسم السلطنة عاليا ويردد بكل شجاعة «نحن نستطيع بأناملنا الصغيرة وعقولنا المبدعة أن نصنع ما كان يظنه البعض استحالة في التحقيق، فبالجد والإجتهاد تتحقق الأهداف والآمال.
نشر هذا الحوار في العدد السادس من المجلة ..