العام

“إكرام الموتى”.. مبادرة سودانية لحفر القبور في ظل كورونا

عُرِف المجتمع السوداني بتكافله وتضامنه، إذ تكثر فيه المبادرات المشجعة على العمل الجماعي الخيري في كثير من مناحي الحياة وفي قضايا عامة وخاصة.

“حفر القبور” مبادرة لافتة، تبناها شباب سوداني، ارتبطت بجائحة كورونا والوفيات الناجمة عنها بالعاصمة الخرطوم.

وعمدت مجموعة من الشباب إلى تبني مبادرة لحفر القبور، وذلك بتجهيزها حتى يتم دفن وفيات الفيروس دون عناء في ظل الحظر الشامل وإغلاق كثير من المستشفيات أبوابها.

وأطلق على المبادرة اسم “إكرام الموتى” وتهدف لتجهيز عدد من القبور لتقابل الزيادة المضطردة في عدد الموتى، جراء الجائحة.

وحتى الجمعة بلغ إجمالي إصابات كورونا في ولاية الخرطوم 4571 إصابة من جملة الإصابات في عموم البلاد البالغة 5865، بينها 347 وفاة.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية حذرت في إبريل/ نيسان الماضي، من انهيار النظام الصحي في حال استمرار الأوضاع، إذ أعلنت عن توقف العمل جزئيًا في 13 مستشفى بالبلاد.

وقالت اللجنة (غير حكومية) في بيان، إن “نزف الكوادر الطبية والصحية بدأ بالفعل نتيجة عدم توفير معينات (مخصصات) العمل والحماية الشخصية اللازمة، إضافة لغياب نظام الفرز البصري في فرز حالات الإصابة بالفيروس”.

وأضافت: “تختلف أسباب توقف المستشفيات، بعضها من تعرض الكوادر الطبية والصحية لحالات إصابة بفيروس كورونا دون وجود أدوات وقاية كافية، إضافة إلى عدم توفر وسائل نقل، وتوقف العمل للتعقيم”.

وفي 16 مايو/أيار أعلنت وزارة الصحة قائمة بأسماء المستشفيات الخاصة العاملة في البلاد لتدارك الموقف الصحي وذكرت أن أكثر من 37 مستشفى خاص يعمل لمدة 24 ساعة في العاصمة الخرطوم.

ويتجمع أكثر من 30 شاب يوميا في مقابر” فاروق” الواقعة جنوب وسط العاصمة، ضمن مبادرة “إكرام الموتى”.

ويقول محمد عبد الحميد (عضو في المبادرة)، إنهم يعملون من خلال المبادرة على حفر القبور في ظل جائحة كورونا وازدياد الحاجة لها.

ويضيف عبدالحميد في حديث للأناضول، أنهم يعملون يومياً في فترة العصر وحتى المساء، لأن الجو يكون مناسبا للعمل حيث تنخفض درجة الحرارة.

ويوضح أنه خلال اليوم يقومون بتجهيز حوالي 6 إلى 8 قبور، حسب العدد الذي يعمل من الشباب والبالغ عددهم 30 شاباً.

ولا توجد أحصائية بعدد الوفيات الأخرى في العاصمة الخرطوم، إلا أن وسائل الإعلام المحلية، أشارت إلى ارتفاع نسبة الوفيات المزمنة من الأمراض الأخرى.

وتعتبر الخرطوم الأعلى تسجيلا للإصابات والوفيات بـ”كورونا”، حيث تقدر اللجنة العليا للطوارئ الصحية نسبة الإصابات والوفيات بأكثر من 80% بالنسبة لعموم البلاد.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق