مقالات
جمهورية الكارتون !!
ماهر الزدجالي
رأيت في ما يرى النائم (حلم يعني) إنني سافرت إلى جمهورية «الكارتون»، (وطبعا هذا حلم ولا يمت للواقع بصلة)، وبعد حفاوة الاستقبال والابتسامات «الكارتونية» التي رأيتها عند موظفي المطار وجدت نفسي أمام مدينة كاملة كل شيء مصنوع فيها من «الكارتون»، ولأن «الكارتون» له قيمة كبيرة عندهم فإنها المادة التي يصنع بها كل شيء تقريبا، لدرجة أنني وجدت بعضهم يفترشون «الكارتون» وينامون عليه في العراء كسرير وأيضا كوسادة «كارتونية».
ومن حبهم «للكراتين» امتهن البعض منهم جمع «الكراتين» من القمامة وبيعها لإعادة استخدامها مجددا حفاظا على البيئة من التلوث (وطبعا هذا ليس له علاقة بالفقر أبدًا)!!.
ومن ضمن الاستخدامات التي شاهدتها وجدت أن المدينة لديها جيش «كارتوني» مزود بأسلحة وطائرات وصواريخ «كارتونية» وهذا ليس سرا عسكريا فالجميع يشاهد ويسمع «على عينك يا تاجر»!
وبالمناسبة فإن القنوات التلفزيونية والإذاعية هناك تذيع مسلسلات وبرامج ونشرات «كارتونية» بعضها هادف والبعض الآخر (هشك بشك)!!
ولأن الناس تحب مادة «الكارتون» فإن المطاعم والتجار هنا يضيفونها على جميع المواد الغذائية تقريبا والتي يستهلكها الناس بدءا من الطحين وإنتهاءا بالفاصوليا وحلاوة الأطفال، وفي المقابل هناك بعض الإفتراءات من قبل بعض الناس والتي تقول إنها السبب وراء انتشار أمراض السرطان عند الناس إلا أن التجار «الكارتونيين» يقولون إنها مواد «كارتونية» صديقة للإنسان.
عموما هي قضية شائكة ومعقدة ثم لا تنسوا إنني في حلم ولا داعي لأن أفكر طويلا في الموضوع.!!
صحيح نسيت أن أقول لكم إن جميع الشخصيات الكارتونية موجودة هنا «فسبايدرمان» موجود وسمعته يقول في التلفزيون إنهم دخلوا مرحلة الثورة الصناعية «الكارتونية» العاشرة وأما «ميكيماوس» فقد كان يقول وبشكل «كارتوني» إنه تم القضاء على البطالة المقنعة، وتم حل جميع قضايا الشرق الأوسط..
وبصراحة أعجبتني المدينة وما بها من عمارة «كارتونية» جميلة وشوارع ومناظر سياحية ووقفت في نهاية جولتي أمام «التلفريك الكارتوني» لكنني لم أركبه خوفا على نفسي من الوقوع.
ومثل كل النهايات «الكارتونية» استيقظت من النوم وحمدت الله إنه كان مجرد حلم، ولكن تبقت مشكلة بسيطة هي أن الحلم أصبح يتكرر كل يوم.