احتفاء بالسلطنة كضيف خاص لمعرض باريس الدولي للكتاب

تحظى مشاركة السلطنة كضيف خاص على معرض باريس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين باحتفاء رسمي وشعبي مميز. ويشهد ركن السلطنة في المعرض إقبالا واسعا من قبل رواد المعرض سواء من الفرنسيين أو العرب
المقيمين في فرنسا، مؤكدين أنها فرصة سانحة للتعرف على العديد من الجواب المتعلقة بالسلطنة ثقافيا وحضاريا وسياحيا.
وتحفل مشاركة السلطنة في هذه الدورة بالعديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تقدم اسم عُمان في المحافل الدولية في مختلف جوانبها الثقافية والحضارية.. كما تشارك الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، بمعزوفاتها الموسيقية في هذا الحدث، إضافة إلى العروض الحية التي تقدم في الخط العربي والفن التشكيلي وعروض الحرفيات العماني التي حظيت بإعجب شديد من قبل الزوار الفرنسيين.

ويقدم المعرض في جناحه قائمة متنوعة وحافلة من الإصدارات العُمانية التي تم
ترجمتها للفرنسية، إضافة إلى الركن الخاص بتقديم عروض وثائقية عن تاريخ وثقافة السلطنة وركن آخر لاستقبال كبار الزوار من الرسميين والمثقفين والمعنيين بمجالات النشر وصناعة الكتاب لاطلاعهم على الإصدارات العمانية والتعرف على
الأبعاد الثقافية للحضارة العُمانية. ويركز البرنامج الثقافي الخاص بهذه الفعالية على إبراز الوجه الحضاري المشرق
للسلطنة والتعريف بها دوليا، إلى جانب إبراز أوجه التواصل الحضاري والتعاون وعمق العلاقات بين السلطنة وجمهورية فرنسا. ويشتمل برنامج مشاركة السلطنة على أكثر من عشرين فعالية منوعة تتوزع بين الندوات والأمسيات الشعرية
والموسيقية والمحاضرات وغيرها. وفي هذا السياق انطلق البرنامج الثقافي في الركن العماني صباح أمس الجمعة الموافق 15 مارس بإقامة محاضرة بعنوان (اللغة العربية واللغة الفرنسية التأثير والتأثر) قدمها الباحث حسن الرمضاني، تليها محاضرة بعنوان (الطفولة وتربيتها ورعايتها في عُمان) اشترك في تقديمها كل من الدكتور عامر العيسري والوزير الفرنسي السابق بيار جوكس. فيما اقيمت بعد ظهر الجمعة ندوة بعنوان (كيف تكون السينما في خدمة الآثار: علم التنقيب في السلطنة بين الحماية والتحديات) شارك فيها كل من البروفيسور غييوم جرنيز من جامعة السوربون، وبلانش غيشو رئيسة جمعية منتجي السينما والتلفزيون وهي منتجة الفيلم (عمان كنز مضمار).

إلى جانب ذلك اقيمت ندوة احتفائية بمناسبة مرور ربع قرن على صدور العدد الأول من مجلة نزوى،يشارك فيها الشاعر سيف الرحبي وهدى الجهورية والدكتور عيسى مخلوف والدكتور الهواري غزالي. واختتمت فعاليات اليوم الأول بأمسية شعرية يشارك فيها كل من الشاعر حسن المطروشي والشاعرة شميسة النعمانية والشاعرة فاطمة إحسان اللواتية. وتتواصل اليوم فعاليات الركن العماني لليوم الثاني على التوالي وتبدأ بندوة حوارية تناقش (العلاقات العمانية الفرنسية بين الأمس والغد) يتحدث فيها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية، والوزير الفرنسي السابق هيرفي دوشاريت، وجان ماري بوكل رئيس جمعية الصداقة مع دول الخليج في مجلس الشيوخ، ورونو سالان سفير فرنسا في السلطنة، والمؤرخ إكزافييه بيغان بيللوكوك والباحث مارك لافيرنيي. يلي ذلك تقام احتفائية بكتاب (كاتب في جبال سلطنة عمان) للرحالة والكاتب الفرنسي جان كريستوف روفان. إلى جانب ذلك تقام محاضرة بعنوان (تنوع الشعر والأدب في عمان وتطوره) يقدمها الشاعر سعيد الصقلاوي. بالإضافة إلى محاضرة بعنوان (مرتكزات الثقافة وقيم المعرفة في عمان) تقدمها الدكتورة عائشة الدرمكية.

وكانت فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب قد انطلقت مساء أمس الخميس في العاصمة البفرنسية باريس، وسط احتفاء كبير بالسلطنة باعتبارها ضيف خاص تحل على هذا المعرض ليزين أركانه بإرث حضاري لدولة عريقة تمتد جذورها التاريخية إلى أزمنة موغلة في القدم وذات رصيد معرفي وعلمي كان له تأثيره على شتى نواحي العلوم الإنسانية. وقد رعى حفل الافتتاح الذي أقيم الليلة الماضية معالي فرانك ريستر وزير الثقافة الفرنسي بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والوفد المرافق في فعاليات المعرض. وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني  وزير الإعلام الذي رئيس الوفد في تصريح له إن السلطنة هذا العام ضيف خاص على معرض باريس الدولي للكتاب الذي يعد من أهم المعارض الدولية على المستوى العالمي مضيفا أن حضور السلطنة بهذا الزخم الثقافي والفكري والحضاري في هذا
المعرض سيقدم السلطنة للجمهور الفرنسي والجمهور العالمي الذي يأتي لزيارة
المعرض.

وتتواصل فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب حتى الثامن عشر من مارس
الجاري في باريس إكسبو، وسط مشاركة دولية وحركة نشطة من المستثمرين في
صناعة الكتاب والقراء وطلاب المدارس ومؤسسات التعليم بكافة مستوياتها.