عندما رأيت الإعلان عن برنامج البث المباشر (الإذاعي) على القناة التلفزيونية أدركت أن تصويب العين إلى عودته (بعد البيات الصيفي) على قدر كبير من الأهمية لدى صنّاع القرار (الإعلامي) على الأقل.. وأن ثمة ما يراد قوله عبر هذه الإشارة القوية، حيث عادة “التلفزيون” أن لا يروّج لأية برامج، خاصة إذا كانت لا تبث عبر شاشته، رغم التوأمة بينه والإذاعة.
والتغيير المناط بطبيعة برنامج “البث المباشر” تعني أن ثمة تحد واسع النطاق ليكون عينا حقيقية على قضايا المجتمع، وحين يحمل الهوية الرسمية فإن ذلك يصبح عبئا أكبر عليه، بما يختلف عن القنوات الخاصة التي تمتلك فضاء أوسع، فإن تجاوزت فحملها أقل، وإن أخطأت فلا تثريب عليها كثيرا..
ربما نجح البرنامج في نسخته القديمة (قبل أكثر من عقد) بما قدمه من جرأة لافتة لأن المعطيات كانت مختلفة.. حيث الإذاعة الواحدة التي تمنح صوت القوة في غياب أصوات منافسة، كهذه التي نعرفها اليوم عبر قنوات لا حصر لها، تنبعث من قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على فعل الأعاجيب، هذه القوة الناعمة الأقوى تأثيرا من حكومات كانت تدفع الشيكات الفخمة لدعم إعلام يسبّح بحمدها.. ويقدس سيرتها!.
ماذا سيقدم “البث المباشر” بعد استراحته الصيفية، وبعد التغييرات المتوخّاه من توسعة دائرته، بما يجعله قويا ومؤثرا ومتفوقا؟!
كيف سيتعامل المواطن مع المساحة المفتوحة أمامه في قناة تعبير “تتبع الحكومة”، وكيف سيكون تفاعل المذيع مع طرح سبق أن مرّ بتذبذبات وارتباكات يعرفها “القائمون” و”المقربون” من الوسط الإعلامي؟!
مع كل مرحلة تبدو الصعوبات أكبر حيث أن سقف الطرح أعلى من أن تبلغه أية وسيلة رسمية.. وربما خاصة، من تلك المحسوبة على مؤسسات.. وأي محاولة للوصول إليها (أو تخطّيها) محفوفة بمخاطر الإيقاف مرة أخرى..
وجود مذيع متمرس مثل خالد الزدجالي قد يكون عنصر توازن، لكن المؤكد أن ضغط الاسم سيدفع أيضا إلى التأكيد على عنصر التميز، وحضور أحمد الكلباني محك آخر أمام البرنامج، والقضايا واسعة.. وأفواه الناس لم يعد بها الكثير من الماء كالسابق.