العام
هاشمية الموسوية: بفضل كورونا .. نحن بحاجة ماسة لإعادة صياغة طريقة تفكيرنا
خاص: التكوين
في هذه الزاوية الحوارية مع الكتاب والأدباء تتحدث إلينا اليوم الدكتورة الشاعرة هاشمية الموسوية حول يومياتها في ظل الحجر المنزلي وانطباعاتها حول قرار “خليك بالبيت”، إلى جانب الدروس الإيجابية التي استفادتها من وقائع وباء كورونا. تقول هاشمية الموسوية: ربً ضارةٍ نافعة، فعلى الرغم من حجم خطورة هذا الوباء وسرعة انتشاره، حيث استطاع أن ينال من بعض الدول وخططها وخلخلة اقتصادها، جاء هذا الوباء وسط ضجيج العالم من حروب وصراع بين الدول العظمى حيث فجأة توقفت جميع معالم الحياة. هذا الفيروس الصغير جدا ولا يرى بالعين المجردة، استطاع أن يوقف حركة الطيران، استطاع أن يفرغ المساجد من المصلين، والطرق والشوارع من الناس، ولكنه أعطانا دروساَ قيّمة في جميع أمور حياتنا، وكأن الله عز وجل جاء به ليوقظنا من غفلتنا، دروس كثيرة لقّننا إياها كورونا أهمها التماسك والتقارب الأسري، والجلوس أوقاتا طويلة مع الأبناء، وإرشادهم وتوجيههم على الاستفادة من أوقاتهم في المذاكرة والقراءة وتدريبهم على السلوكيات الحميدة.
تعلمنا الانضباط في حياتنا الاجتماعية، والابتعاد عن الفوضى العارمة التي كنا نعيشها قبل أزمة كورونا حيث كان كل فرد من الأسرة يقضي وقته بمعزل عن الفرد الآخر، فنرى الأم في العمل والأب في العمل والأولاد في مدارسهم ولا يلتقون إلا في نهاية كل أسبوع لقاء سريعا حيث يقضي كل فرد وقته مع أصدقائه بعيدا عن الجو العائلي. تعلمنا من كورونا عدم إهدار الأموال في شكليات لا فائدة منها وأننا قادرون على الادخار، قادرون أن لا نذهب إلى التسوق باستمرار، قادرون على أن نبقى في منازلنا وسط تكاتف أسري بعيدا عن ضجيج العالم الخارجي وفوضاه العارمة. إننا اليوم بحاجة ماسة لإعادة صياغة طريقة تفكيرنا؛ للتغلب على الكثير من الممارسات السلبية التي كنا نمارسها مثل التبذير وصرف الأموال في احتياجات غير ضرورية. . قضاء أوقاتنا في جلسات لا فائدة منها.
تعلمنا من كورونا الكثير، ولنعالج جميعا تلك السلبيات المتراكمة على مَرّ الأيام، ليكون الأمن والطمأنينة عنوانا، والبُعد عن الازدحامات غير الضرورية، والاهتمام بالنظافة والصحة والكثير من الأمور تعلمناها من كورونا، تعلمنا أن لا نحابي أحدا على حساب صحتنا ومصلحتنا، تعلمنا أن نقول لا للكثير من التصرفات السلبية. وعلينا المحافظة على هذه المكتسبات الإيجابية، التي يجب أن تبقى وتكون جزءا لايتجزأ من حياتنا وسلوكياتنا اليومية .
أما في ما يتعلق بقرار “خليك في البيت” وكيف طبقتها فعليا، تقول الدكتورة هاشمية الموسوية: أنا بالفعل طبقت هذه الجملة بحذافيرها حيث أنني لم أخرج من البيت قرابة الشهر، وأشعر أنني بحاجة ضرورية للمكوث هذه الفترة في البيت، فهو بالنسبة لي فرصة ثمينة جدا، حيث أعددت جدولة لبعض الأعمال التي كنت أنوي القيام بها خلال الفترات القادمة، فأنا أمام تنفيذ عدة أعمال أدبية انتهيت من أحدها وهو عبارة عن عمل مشترك مع مجموعة من الشاعرات العمانيات في كتابة قصيدة نقدمها إهداء للسلطان هيثم والأجهزة الأمنية والعسكرية والطاقم الطبي على مايبذلونه من جهد للتصدي لهذه الجائحة. وتم الانتهاء من هذا العمل الذي نفذه الأستاذ أكبر الخابوري. وأعكف الآن عمل شبه موسوعة تضم كافة الشاعرات اللاتي يكتبن الشعرالفصيح في جميع أنحاء السلطنة بدءاّ بجيل التسعينات. وقد أنجزت فيها شيئا لابأس به، وكذلك أعمل على تسجيل قصيدة وطنية تتحدث أيضا عن الجهود المبذولة من قبل أجهزة الدولة لمحاربة هذا الفيروس.
وتوضح الدكتورة هاشمية الموسوية رأيها حول الإجراءات الوقائية المتخذة.. وهل تعتبرها كافية، قائلة: نحن في سلطنة عمان لدينا الأضرار قليلة جدا حتى الآن مقارنة بالدول الأخرى . وذلك بفضل الله، ثم بفضل الجهود التي تبذلها أجهزة الدولة في جميع القطاعات العسكرية والأمنية والطبية وعلى رأسها جلالة السلطان هيثم الذي يتابع أولاّ بأول هذه الأزمة وانعكاساتها، حيث طُبِّقت الإجراءات الاحترازية كافة مثل تعطيل العمل بكافة الدوائر الحكومية، تعطيل الأسواق والمراكز التجارية، غلق محافظة مسقط عن المحافظات الأخرى، العزل الصحي لولايتي مطرح ومسقط، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى. ونلاحظ أن معظم الناس يفرضون على أنفسهم حجرًا منزليًّا دائمًا، ولا يخرجون إلا للضرورة القصوى، حفظ الله عمان، وأعز سلطانها وشعبها.