مقالات
العمر الجديد
شيخة الشحية
هل تزيد أعمارنا أرقاما فقط؟ أم أنها تزداد مسؤولية وتعبا يرهقنا أكثر فأكثر؟. المهم في الأمر وفي هذا العمر الجديد أن نعيش بأمل أكثر وبحب أكبر للحياة. أعمارنا الجديدة تمنحنا فرصة للعيش والمتعة وإمكانية لملمة أوراقنا المبعثرة هنا وهناك.
إنه من الضروري أن ننتشل أوراقنا لنعيد ترتيبها بالشكل الذي لا يجعلنا نندم على إهمالها، وكثيرة هي أوراقي المنتزعة من الأرض، المنتظرة للإفراج، فأنا ممسكة بها في يدي بإحكام لا أقبل إعطاءها الحرية.. ولا أنني أقبل بتسويتها وتنظيمها.
واليوم.. فإنني أعلم بضرورة إحداث حالة من التجديد في المكان الذي أشغله، في العمل، في البيت، وفي قلب من أحب، وفي البلد الذي أعيش، فجميعها بحاجة إلي وإلى عطائي ومهاراتي التي أمتلكها بامتلاكي عمرا جديدا رائعا. وكون أن أوراقي متناثرة لا يعني فقداني توازني أو فقداني لصفاء ذهني، بل على العكس أشعر بأنني في تجديد دائم لرغباتي وأحلامي، ولزيادة تألقي وتوقد خبرتي.
العمر الجديد لا يمنح لكثيرين، فهو ليس بالضرورة أن يكون رقما قياسيا حطمته في عمرك، بل هو مسألة أعمق وأسمى من ذلك، هو المعنى الحقيقي وراء دفاعك عن أحلامك، طموحاتك، وحتى رغباتك المختلفة التي قد يراها البعض مختلة عقليا. سيمر عامي هذا سعيدا وجميلا فلا يمكن القبول بما هو أقل من السعادة والجمال، فعامي الجديد يملؤه التفاؤل، والأمل، والبذل، والعطاء وأشياء أخرى مخفية عن العالم أرى فيها مدى قوتي التي سأحارب بها ضعفي الذي أريد التخلص منه منذ تذكري بأنني سأقبل على عمر جدي ورقما جديدا بعد أيام.
ليكن الجميع بخير، وليكن العالم في سلام، ولأكون أنا في حب.
لتكون الصورة مختلفة هذه المرة، صورة منقوشة باحتراف، تحكي كيف يمكن للمرء أن لا ينظر إلى الأرقام في عمره بل إلى الإنجاز وإلى الطرقات التي يمشي عليها حتى لا تتساقط الأحلام والآمال من يديه فيسقط معها بكل ما يحمل، ولأنه ضروري علينا أن نحلق في الفضاء مع العالم حتى لا نكون منسيين من العالم نفسه.