إصداراتنا
قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ
بهجة المعاصبي
مقطع من كتاب “خزامى الحروف” الذي سيصدر قريبا
نزلت الآية الكريمة ﴿قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ﴾ على سيدنا موسى عليه السلام، ولكن هل تعلموا أسباب استجابة الله تعالى لطلب سيدنا موسى؟
سنستوضح أسباب استجابة الله لسؤال موسى عليه السلام والمقومات المساعدة على استجابة الدعاء. أغلبنا يعلم أن الله تعالى أرسل سيدنا موسى إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى توحيد الله وعبادته ولكن عناد فرعون وقومه لم يستجيبوا لدعوة موسى إلا فئة قليلة من بني إسرائيل. فقد استكبر هو وجنوده بغير الحق رغم المعجزات التي أشارت إلى أن سيدنا موسى مرسل من ربه. فأمر الله موسى الحليم إلى فرعون المتكبر عن عبادة ربه؛ ليحثه على الإيمان بألوهية الله سبحانه. فتضرع موسى عليه السلام لله تعالى بالدعاء الخالص بأن يشرح له صدره وييسر له أمره، ويحلل له عقدة من لسانه، ويجعل له هارون أخيه وزيرًا له من أهله ليعينه على الحديث مع فرعون لعل قلبه يلين، ويرجع إلى دين الله. فاستجاب الله لسؤال موسى عليه السلام قائلاً سبحانه: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ﴾ أي قد أجيبت دعوتك يا موسى.
إذا جئنا من ناحية إعراب كلمة (قــــد) في الآية القرآنية فإنها تدل على التحقيق والاستجابة.
بالرغم من أن سيدنا موسى مرسل من ربه إلا أن الله تعالى يستجيب دعوة السائل اللحوح الخاشع الصادق المُحسن الظن بربه. الإلحاح الصادق في الدعاء سيؤتيك سؤلك -بإذن الله- مع الأخذ بالأسباب؛ لنعيد النظر إلى أسباب استجابة الله تعالى لسؤال موسى عليه السلام وهو الإيمان الصادق بأن الله سيستجيب دون تدخل أي شك في ذلك. فالتضرع لله بالدعاء والخشوع وحسن الظن به والهمة الصادقة والاستعانة بالأقربين إذا احتجت ذلك من أهم مقومات المساعدة لاستجابة السؤال.
ولكن رغم ما شد من عزمه، واجتهد عليه السلام إلا إن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين.
احذر يا صديقي القارئ أن تكون من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتأمل في قول أعظم من قال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. لاحظ سرعة الاستجابة، فجاءت كلمة (استجب لكم) مباشرة بعد كلمة (ادعوني).
كم أنت رحيم بنا يا الله؟!!!