منى المعولي
لماذا انسحبت عن مستقبلك كآخر جندي في جيش مهزوم؟!
(كان عليك الاستشهاد)
لماذا عاقبت نفسك كأنك تطرد من البيت طفلا شريرا؟!
(كان عليك أن تكبر)
لماذا مزقت القميص الذي أتوا به بدمِ مكذوب وعاقبت الذئب؟!
(في بئر روحك ثمة يوسف)
لماذا استكنت واكتفيت بالاستكانة جوابا وانت مظلوم!
(جسدك حفلة شواء، سيحرقك صمتك)
لماذا سمحت لهم أن يتجسسوا عليك وغرسوا ما يسرب نبضك؟!
(صدرك عارٍ للحياة، قلبك مفتوح)
لماذا لم تعتنِ بحديقة أعمالك وتركت ثمارك وأشجارك؟!
(كبستاني تقاعد عن الحقل وخذله)
لماذا وأنت الذي تسكن كل لسان واسمك من دونهم معروف؟!
( تبني للمجهول اسمك )
لماذا دافعت عن خفافيش الظلام في عتمتك؟!
(لها مخالب مزقت جسمك)
لماذا استيقظت مستنفرا وبعدها جافيت السرير ونسيت أن تنام؟!
(تتمترس بالأرق وتنام شاردا رأسك)
وماذا يلبي فيك نداء الشرود، لماذا انت دوما مهزوم على الورق!
( يهرب من ثقوب الصبر بعض القلق)
لماذا سرت في النفق وحيدا دون مصباح للنور؟!
(كان عليك أن تلملم ضوءك)
لماذا أنت متخبطٌ تتعثر في الكلام؟!
(قوة من ضعف تشي بجبنك)
ما الذي يجعلك من بعد الملك تتسول الأيام؟!
( فقر الدهاء يعاقب سذاجتك)
