غير مصنف
آخـر الأوراق
حسن المطروشي
حتى أُكْمِلَكْ
خُذْ نهاراً لغواياتِكَ واخْتَرْ مَقْتَلَكْ
خُذْ عَصاً تألَفُها،
خُذْ قمراً
مهما تَكُنْ أسبابُه غامضةً،
خُذْ قَبْضةً مِنْ أثرِ الريحِ،
وخُذْ وجهي لئلا أجْهَلَكْ
مَيِّتاً ما أجملَكْ
إنْ تَكُنْ ظِلّي
فَدَعْ لي ريبةَ الأشجارِ حتى أُكْمِلَكْ
سطوع
يا سُطوعي في سِوايْ
يا مجانيني
وقتلايَ
وأشباهي
وضِدِّي
وأنايْ
قُمْ بنا نَرْحل،
فالأسلافُ بالثاراتِ آتونَ على وَقْعِ خُطايْ!
مقاهي البلاد
صَخَبٌ في مقاهي البلادِ،
وثرثرةٌ فَجَّةٌ
عن حروبِ الرياضةِ،
أو عن هِجاءِ الحكوماتِ،
أو عن وَباءِ الأغاني،
الجميلاتُ لا يلتَفِتْنَ إلى عابرٍ أشْيَبٍ،
والمقاعدُ تَسْتبدلُ الناسَ بالناسِ كالأفئدةْ
تَتَسَلَّلُ أنتَ
بفائضِ حُزنكَ،
مُرتَبِكاً، تَعِباً،
لا تريدُ مِنَ المعجزاتِ سوى
كوبِ شايٍ وطاولةٍ مُفْرَدَةْ
انتظار
كان دمي دافئًا
للذئابِ أُوزِّعُهُ في انتظاركِ،
غابوا، وكنتُ وحيدًا وأعْمى،
أُوَدِّعُ قافلتي للضواري تَناوَشُها،
وأُصَدِّقُ مَنْ عَقَروا ناقتي ونَسَوْني
وتَجْري بيَ الريحُ
مِثْل رسائلَ مَنْ لَمْ يَرَوْني
صباح
صباحٌ قديمٌ عائدٌ مِنْ صَـباحِهِ
يُـشَــيِّــعُ لَـيـلاً مُـثْــقَــلاً بِــنُـبـاحِهِ
ونَمْضي إلى يومٍ سَنَرْكَبُ بَحْرَهُ
ونَمْكُثُ ساعاتٍ كَبَعْضِ جِراحِه
نُـطِـلُّ عــلى غــيـم يُـرَتِّـبُ وقْــتَـه
ويـفْـسَحُ دَرْباٍ في انتـظارِ رياحِهِ
نهارٌ خُـلاسـيٌّ، سـنَرْفَـعُ شَمْـسَهُ
لـنَـعْبُرَ أعـلى مِنْ رؤوسِ رِماحِهِ
هو الصبحُ عصفورٌ يَمُرُّ مُخَبِّئاً
عـنـاوينَه والـريحَ تَـحْـتَ جَـناحِه
لَمْ تَزَلْ أنت
في اليدِ الوقتُ
وفي الصدْرِ الدروبْ
لَمْ تَزَلْ أنتَ
ملاذاً لأنينِ الأرضِ،
مأوىً لاحتداماتِ الأعاصيرِ،
وكَهْفاً لولاداتِ الحروبْ
لَمْ تَزَلْ أنتَ سماءً
دونَ طيرٍ في الهَبوبْ!