مقالات
أبعد بكثير عن كورونا ..
مشاعر جديدة تعترينا، بعد أن انفجرت الفقاعة الذاتية، حيث دائما ما نفكر في أنفسنا، وبمشاكلنا، وبكل ما يحيط بنا ولنا، القليل منا من يكترث لما تتناقله الأخبار العالمية من حوادث القتل والدمار والفقر والتشريد، وأنا كالبقية الكثيرة ممن كنت أفكر فقط في حدود منزلي وأسرتي وأصحابي وعملي ومنطقتي، وإن كبرت المساحة سأفكر في وطني، لم أكترث لما هو حاصل في العالم، إلا مرتين، ومضتان لازلت أذكرهما، أول ومضة في عام 2000م، مشهد الطفل محمد الدرة وهو في أحضان والده الذي يحاول حمايته من غدر رصاص العدو الصهيوني.. والومضة الثانية في عام 2015م، صورة الطفل السوري «آلان كردي» الغريق الذي طفا جسده على أمواج الحزن حتى استقر على رمال الشاطئ.. جعلتاني لا أبيت الليل من الحزن والألم، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، لربما لأني لم أكن أعيش في موقع الحدث ولم يقترب مني الخطر أو من أحد المحيطين بي.
الآن نعيش ضمن أزمة عالمية، لأول مرة أشعر بعدم الأمان، والقلق على الكرة الأرضية بأسرها، ليس فقط على نفسي والمقربين مني، وبلادي فقط، بل على العالم أجمع. «كوفيد 19» أو «كورونا» الجائحة التي سرعان ما تفشت وانتشرت حتى وصلت إلينا، أصبحنا نتعايش مع وضع خطير جدا، نأمل أن نخرج منه بأقل الخسائر، وحتى كتابتي هذا المقال، لا يوجد لقاح ضد هذا الفيروس الخطير الذي يهتك بالجهاز التنفسي ويقضي على حياة الإنسان.
ظهرت الكثير من الأقاويل والإشارات السلبية حول هذا الحدث، ولا عتب على ذلك، من هول ما نراه ونسمعه عن هذا الفيروس، ولكني أراهن بأننا سنخرج من هذه الأزمة ونحن مختلفون تماما، أكثر وعيا، وحرصا على التمسك بالحياة، دون الالتفات إلى صغائر الأمور، لربما الكثير منا سيفتح عينيه على ما هو أكبر من التفكير في محيط محدود، لعلها صافرة إنذار حتى يستيقظ العالم ويبادر للعيش من أجل ما هو أكبر بكثير من ممتلكات مادية وشخصية، فإن لم يكن لديك عالم صحي وسليم تعيش ضمنه فما الذي ستجنيه من اكتناز التفاهات.
…………………………
ربما يوما ما
تتلاشى الغيوم نورا
ولربما يوما ما
تشتعل القلوب حبا
مرة أخرى ..
ولكنها حتى الآن،
لازالت تتأرجح
حبا..
وتتأرجح ألما