غير مصنف
صدور العدد الجديد من مجلة التكوين
تمر السنوات سريعة، والأشهر تتلاحق كأنها أسابيع، ونحن بين الخطوة والخطوة نضع أثرا، يتراكم الخطو مع جريان الزمن، ويصبح شعلة ضوء في طريق طويل، نحمل المشعل كما يحمله آخرون من حولنا، محاولين أن تكون لنا بصمة، تتكامل مع من يمشون على ذات الدرب.
بهذا العدد تكمل مجلة التكوين سنتها الثالثة، كم تبدو المسافة مدهشة حينما نرى أن مشروعنا الذي خططنا له قبل عامين من الصدور، مترقبين الموافقات الرسمية، أنه سيكمل عقده الثالث هكذا سريعا.
مرّ عام جديد على سكة قطار هذا المشوار الذي أردناه مميزا، قدر المستطاع، والإمكانيات، وأردناه حاضرا في المشهد الإعلامي العماني، كمجازفة لم ندرك حجم صعوبتها حينما كنا نفرش الأحلام على درب الطموحات، لكن مع التجربة أيقنا أن المجازفة كانت كبيرة جدا، ومع تخلّي المؤسسات، الرسمية والخاصة، عن مساندتنا كون المجلة واحدة من المشاريع الإعلامية المحلية، كما تخلّت عن دعمنا كشروع ثقافي، فإن التحدي يبدو أكبر، ولأننا منذ البداية وضعنا نصب أعيننا مجابهة التحديات فإن الإصرار على النجاح، ومواصلة البقاء، هو سبيلنا الوحيد.
ويأتي هذا العيد مع حضور الموقع الإلكتروني للمجلة كواجهة إعلامية إضافية، ليست مجرد نسخة رقمية من مواد المجلة الورقية، وإنما حيوية أخرى تضاف إلى أوراق المجلة، من خلال التفاعل الدائم مع الموضوعات ذات القيمة المضافة للتكوين، كصوت إعلامي ضمن منظومة الإعلام العماني.
ولعلنا ننحاز إلى التفاؤل قليلا رغم الأجواء التشاؤمية المحيطة بوضع المطبوعات الإعلامية، فالتكوين تحقق من خلال نسختها الورقية تصاعدا، وإن بدا بطئيا، في عدد الإشتراكات، وفي الجانب الرقمي فإن عدد تنزيلات العدد الواحد تتجاوز 1500 فيما يتصاعد زوار الموقع الرقمي بشكل لافت.
ويبقى سؤال “ما الجديد؟” حاضرا مع كل عدد نقدمه للقراء، فدعم المشروعات الشبابية من خلال التعريف الإعلامي بها واجب، ونسعى لمحاورتهم وتقديم أفكارهم، والنشر عنها عبر شتى الوسائل الممكنة من خلال سائر المنصّات الخاصة بالمجلة، إضافة إلى الملف الثقافي الذي نعتبره واجهة مهمة كون المجلة تصدر عن دار نشر، وإن رأى البعض أنه يثقل المجلة أكثر مما ينبغي، لكنه يبقى مساحة مهمة ضمن صفحات المجلة التي بقيت عند الرقم 160 صفحة وربما تصبح المجلة العمانية الشهرية الوحيدة التي واظبت على الصدور بذات المستوى، تحريريا وفنيا، مع أمنياتنا للبقية الدعاء بالصمود في وجه التحديات.
نختم بهذا العدد جولة امتدت سنة من المشوار الصحفي، ونستعد لجولات أخرى نعمل من خلالها على ترسيخ مجلة التكوين، ورقيا وإلكترونيا، بما يجعلها حقا واجهة صحفية ذات قيمة، بما يستحقه القاريء، والبلد التي ننتمى إليها.