تقتحم قُمرة القيادة الرقمية عالم الدراجات النارية حاليا لتكتب فصل النهاية للقمرة التناظرية، التي يحيط بها الكروم اللامع.
وأشار يورج لوسه، من مجلة “موتورراد” الألمانية، إلى تزايد انتشار العدادات الرقمية في الدراجات النارية منذ عدة سنوات، وأضاف قائلا: “من المتوقع أن تصبح العدادات الرقمية من التجهيزات القياسية في الفئة السعرية العالية، أي الدراجات النارية ذات سعة أكثر من 1000 سنتيمتر مكعب”. كما يتوقع الخبراء وصول قمرة القيادة الرقمية إلى الدراجات النارية بسعة حجمية من 800 إلى 1000 سنتيمتر مكعب قريبا.
إمكانيات ضبط متنوعة
ويرى الخبير الألماني يورج لوسه أن الشاشات الصغيرة توفر الكثير من المزايا، وأوضح ذلك بقوله: “عادة ما توفر الموديلات الحديثة من الدراجات النارية الرياضية مجموعة متنوعة من إمكانيات الضبط، والتي لا يمكن اختبارها بدون قوائم أو بنود فرعية على الشاشة”، ومن ضمن هذه الوظائف إمكانيات التحكم في مجموعة الحركة والتعليق ونظام المكابح المانع للانغلاق ABS أو نظام التحكم في الجر.
وتقوم بعض الشركات المنتجة للدراجات النارية بتنظيم المعلومات بطريقة منظمة وواضحة، في حين تبدو بعض المعلومات الأخرى مجزأة وليست بديهية في الاستعمال، وغالبا ما يدور الأمر في النهاية حول المزايا، التي يتم توفيرها لقائد الدراجة النارية، وما إذا كانت الشاشات الرقمية ستمثل قيمة إضافية دون إثقال كاهل قائد الدراجة النارية، وإذا كانت الشاشة الرقمية مجرد وسيلة للترفيه، فإنها ستؤدي إلى تشتيت انتباه قائد الدراجة ولن توفر له أية مزايا.
وعند إجراء تجربة القيادة فإنه يتعين على قائد الدراجة النارية ألا ينصب اهتمامه على معدلات أداء المحرك ومجموعة الحركة والتعليق وموضوع الجلوس فحسب، بل يتعين عليه أيضا مراعاة طريقة الاستعمال والعرض وإمكانيات ضبط الدراجة النارية، وأضاف الخبير الألماني يورج لوسه قائلا: “لا توفر إمكانيات الضبط الكثيرة أية فائدة، طالما أنها مجزأة، ولكن من الأفضل أن يتم عرض القليل من المعلومات بتنسيق كبير الحجم”.
ومع تزايد الاتجاه نحو الاتصالات ودمج الهواتف الذكية في الدراجات النارية، فإن الخبير الألماني يتوقع تزايد الاعتماد على شاشات TFT حتى في الفئات الأصغر من الدراجات النارية، وقد تظهر في وقت ما هذه الشاشات التركيبية ضمن المكونات الإضافية، والتي يمكن لقائد الدراجة النارية اصطحابها معه لاحتساب خط السير التالي أو تحليل المسافات المقطوعة.
رؤية جيدة في جميع الظروف
وقد قامت شركة ياماها بدمج قمرة القيادة الرقمية في جميع دراجاتها النارية تقريبا، ويشتمل الموديلان R6 وFJR1300 على عداد تناظري لعدد اللفات إلى جانب بيان السرعة الرقمي، وأكدت شركة ياماها أن لوحة العدادات الرقمية توفر لقائدي الدراجات النارية العديد من المزايا، ومنها إمكانية الرؤية الجيدة في جميع الظروف وإمكانية القراءة والوضوح المثالي لجميع المعلومات المهمة وإظهار العديد من إمكانيات العرض والكثير من الوظائف في مساحة محدودة.
وتقوم لوحة العدادات الرقمية بإظهار الكثير من البيانات مثل السرعة وعدد اللفات وعداد الكيلومترات وبيان التعشيقات ومستوى ملء خزان الوقود ومدى السير المتبقي، وأوضح مارفين إيكيرت، من شركة ياماها، قائلا: “يمكن لقائد الدراجة النارية في بعض الموديلات مثل R 1 استدعاء المزيد من المعلومات مثل ضغط المكابح على العجلة الأمامية وتوزيع القوة عند التسارع والكبح”.
وتوفر شركة بي إم دبليو شاشات TFT في دراجاتها النارية منذ 2017؛ حيث توافرت في البداية كتجهيز اختياري للموديل R 1200 GS، ولكن الآن تتوافر هذه الشاشات الساطعة والخالية من الانعكاسات في الكثير من الدراجات النارية بدءا من سعة حجمية 400 إلى 1250 سنتيمتر مكعب.
وأوضح رومان فيليميك، مدير الإنتاج بشركة بي إم دبليو للدراجات النارية، قائلا: “مع الشاشات الرقمية يحصل قائدو الدراجات النارية على مجموعة أجهزة وقياس واضحة ومبسطة، ومن الأمور المهمة ألا يتم تشتيت انتباه قائد الدراجة النارية، ولذلك فإن الشاشة تبدأ في وضع Pure Ride، والذي يعرض أهم المعلومات بخط كبير يسهل قراءته”. وعندما يتعمق قائد الدراجة النارية في نظام التشغيل تظهر العديد من الوظائف الأخرى عن طريق القوائم المختلفة.
ويوفر كمبيوتر الدراجة النارية وكمبيوتر الرحلات الكثير من المعلومات مثل الإحصائيات المتعلقة بالقيادة وتهيئة أوضاع القيادة وتعديل سلوك الاستجابة الخاص بالأنظمة المساعدة، بالإضافة إلى إمكانية اقتران الأجهزة المزودة بتقنية البلوتوث، وفي تلك الأثناء يتم تقييد اختيار الوظائف الأكثر تعقيدا، إذا كان خطر تشتت الانتباه مرتفعا للغاية.
وبالنسبة للموديلات الكلاسيكية مثل R Nine T أو R 18 فإن شركة بي إم دبليو تواصل اعتمادها على لوحة العدادات التقليدية، ويرى رومان فيليميك أن الشاشات الرقمية توفر ميزة إضافية لهذه النوعية من الدراجات النارية، إلا أن المظهر الخارجي يكون أكثر أهمية من معالجة الكثير من المعلومات في الموديلات الكلاسيكية.
المصدر: (د ب أ)
