الفني

يوسف البلوشي: “الهيئة” مسؤولة عن مستوى الدراما العمانية.. والوضع محبط 

قال المخرج يوسف البلوشي أن مسلسل سدرة أجازته قنوات عربية مثل mbc  وقناة أبوظبي وغيرها إلا أن إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رفضت بحجة أنها صاحبة العمل، ولا يمكن عرضه معها في رمضان، وكان من الممكن أن يدعم حضور الدراما العمانية في كل مكان ممكن بعيدا عن هذه الحسابات، لأن المصلحة العامة فوق كل اعتبارات، وبما يحققه عرضه في هذه القنوات من إضافة فنية للسلطنة وللفنانين العمانيين العاملين فيه، وكان هذا مكسب كبير للأسف تم التعامل معه بغرابة، مشيرا إلى أن الفنان سعد الفرج الذي شارك في المسلسل سعى لعرضه في الكويت أيضا، وأكد البلوشي أن هذه القنوات لا تجيز عملا ضعيفا.

وأكد البلوشي، وهو صاحب شركة الكهف الأزرق للإنتاج الفني، أن ضعف الإنتاج الدرامي أو ضعف الدراما العمانية المسؤولة عنه أولا وأخيرا الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وليس شركات الإنتاج ولا الفنان العماني، مؤكدا أنه إذا تم العمل على الدراما العمانية بشكل صحيح وبخطة مدروسة، ويمكن بناء عمل جيد من الأول إلى الآخر، لكن نبقى مرهونين إلى الهيئة في كل صغيرة وكبيرة داخل العمل، إضافة وإلغاء وحذف، فلا تعرف كيف تتصرف بحرية، والتقليل من شركات الإنتاج لا يفترض أن يكون للتعميم، وندرك أن هناك أعمال قدمت بها ضعف كبير للأسف، وفشل عمل لا يعني أن يعاقب الجميع عليه، وأن تتوقف عجلة الإنتاج، الفشل يحدث وحتى الدول المعروفة بطول باعها الدرامي، لكن هذا لا يشمل جميع الأعمال أو الشركات الإنتاجية التي توضع في زاوية ضيقة جدا ثم يطلب منها تقديم عمل جيد، والإشارة إلى ذلك بعنصر الوقت أيضا، حيث الموافقة على إنتاج العمل قبل شهرين من موعد عرضه في الشهر الفضيل.

وقال يوسف البلوشي أن الهيئة ترمي جميع الأخطاء والفشل على شركات الإنتاج، بينما أن المسؤولية تتحملها الهيئة لأنها المسؤول الأول عن الإنتاج وفي غياب الآلية والرؤية الواضحة فإن الأخطاء متوقعة، وأضاف أنه عبر مسلسل “سدرة” سعى لتغيير الصورة عن شركات الإنتاج، الفنان سعد الفرج ونجوم كبار، الموسيقى التصويرية للفنان أحمد فتحي والغناء للفنانة بلقيس، وقمت بالتصوير في صلالة أيضا رغم عدم وجود بند في العقد، ونال العمل الاستحسان لكن حينما عرض وضعوه في الساعة الثانية فجرا، كأنها حالة عقاب على ما قمنا به من جهد، وأعيد عرضه في الشهر الماضي، ووجد إشادة كبيرة.

ويشير البلوشي إلى أنه خلال تصوير مسلسل سدرة جاءت التعليمات بإيقاف تصوير المسلسل بعد مرور 25 يوما، وبسبب ردود الفعل التي أبداها بعض الإعلاميين من انتقادات لعمل الفنان جاسم البطاشي “حارة الأصحاب” وكانت الأوامر تقتضي وجود مخرج، مع أنني مخرج العمل، لكن تشابه الحالة مع “حارة الأصحاب” جعلهم يعيشون “فوبيا” من تكرار ما حدث، وكان من الصعب علي التوقف لارتباط الفنانين الموجودين بأوقات تصوير متفق عليها، وأي يوم هو خسارة لي، وبوقفة من سعد الفرج وتعهده بشراء العمل قمنا باستمرار التصوير، وبعت الغالي والثمين لاستكمال التصوير حيث رفضت الهيئة دفع أية مبالغ، وبعد اتصالات وجلسات ورؤية العمل تم صرف المبالغ.

وتساءل المنتج والمخرج يوسف البلوشي: كيف يمكنك أن تنجح وسط هذه الضغوط، والتصوير في شهر يونيو، في عز الصيف، وبسرعة حيث أن الموافقات تأتي في الوقت القاتل؟!! 

وتمنى أنه في حالة تقديم دعم للدراما أن يذهب لوزارة الفنون وهي التي تتولى متابعة الإنتاج وبيع العمل للتلفزيون أو لغيره. 

وإذا الحديث عن غياب موازنات فرأى البلوشي أنه “غير صحيح” وهذه حقيقة للأسف، والدليل أنهم أنتجوا مسلسل رسوم متحركة، وهذه أعمال عمانية تنال الدعم كل سنة، وليس هناك ما يمنع ولو تقديم عمل بسيط، كوميدي درامي غير مكلف ماديا، المهم أن نحافظ على حضور أعمال الدراما العمانية والتي لم تغب طول عقود سوى في السنوات الأخيرة، ومع الإدارة الحالية للهيئة.

ونفى ما يتردد أنه تعليق الإنتاج الدرامي بسبب وفاة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وجائحة كورونا، وقال أن الحقيقة هي أن إدارة الهيئة “كانت تريد إيقاف كل شيء” بعد الضجة التي صاحبت عرض مسلسل حارة الأصحاب، خشية من النقد، وهناك عراقيل وأشخاص يعملون ضد الفنانين العمانيين، مما سبب حالة إحباط كبيرة في الوسط الفني، رافضا التعليق على تلميحات صدرت من بعض الفنانين بما حدث للفنان سعود الدرمكي رحمه الله من انتكاسات صحية، وحدوث جلطة له، سببه حالة الإحباط الكبيرة التي تعرض لها نتيجة التعامل السلبي معه. 

وتساءل في ختام حديثه عن استراتيجية التطوير، وقال أنها كانت ستساعد على عبور هذا النفق في الدراما والمسرح في عمان، لكن للأسف أجهضت، وبقيت الأمور بعيدة عن كل وضوح، مؤكدا أن الفنان العماني وشركات الإنتاج في السلطنة لا تقل عنها في الخليج وقادرة على الإنتاج الدرامي لو أعطيت الدعم والثقة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق