السياحي

مدينة إفران سويسرا المغربية

سعيد بوعيطة

المدينة وتاريخها:
يطلقون عليها سويسرا المغرب أو جنيف المغربية.كما يلقبونها بمدينة الجمال الأوروبي في أفريقيا.إنها مدينة إفران التي تقع بالقرب من مدينتي فاس ومكناس في منطقة الأطلس المتوسط. تمتاز بالأجواء المناخية الرائعة والمشاهد الطبيعية الخلابة التي يمكن اكتشافها بين الحدائق والبحيرات والشلالات. علاوة على غابات الأرز والمراعي الجميلة.فإن كنت تتساءل عن أفضل الأماكن للزيارة بالمغرب عامة و الأطلس المتوسط خاصة،فإنك سوف تجد ضالتك في مدينة إفران. يبلغ عدد سكانها 13.380نسمة(بحسب إحصائية عام 2014م) .تُعدّ المدينة من أقدم المدن المغربية الواقعة على تلك المُرتفعاتٍ الجبلية. حيثُ تقع على ارتفاع 1.655م فوق مستوى سطح البحر.مما يجعل المدينة تلتحف البياض، أما جبالها، فمكسوة بالثلج الناصع،كأنه صوف مغسول ناصع. يرجع أصل تسمية مدينة إفران، إلى أصول أمازيغية. لأن كلمة إفران هي صيغة جمع إفري بالأمازيغية.بمعنى الكهف.أما إفران،فتعني الكهوف.لقد سُميت كذلك(حسب أغلب الباحثين)، لأن الكهوف تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في نواحي هذه المدينة .نذكر من بين أهم هذه الكهوف:
كهوف النمر: تقع قرب واد تيزكيت على بعد 5 كلم من مدينة إفران .إنه موقع ذو قيمة جيولوجية الكبيرة.
كهوف أخيام إملشيل: تقع على بعد 9 كلم من قصر أكدال و 50 كلم من مركز إملشيل.تتدفق من هذا الكهف الكبير عين أخيام. كهوف تيتيوين: تتواجد على سفح جبل العياشي على بعد 4 كلم شمال قصر تازغوفت في الجانب الأيمن من واد تيتوين في الجماعة القروية سيدي حمزة بمنطقة الريش.
كهوف إفري نوادو: تقع في سفح جبل بوروح بالقرب من تاحمدونت(تاديغوست)بعمالة الراشيدية.يكون معرضاً للفيضانات في فصل الشتاء.
كهوف بوعزمو: تقع على بعد 2 كلم من قصر إفغ ملحقة أغبالو نكردوس،تنجداد عمالة الراشيدية.
كهوف إفري نتيقلالين: تقع على جبل تقلالين بالقرب من قصر أركوز بالملاعب/عمالة الراشيدية.
كهوف إفري نميمونت: موقع جبلي يتواجد بعمالة الراشيدية.إنه عبارة عن مسلك من 800 متر من الرمال ما بين توروك و الملاعب.
كما كانت تسمى في الماضي بأورتي.هذه الكلمة الأخيرة أمازيغية كذلك. حيث تعني البستان أو الحديقة.أما الآن فيُطلق على هذه المدينة لقب سويسرا الصغيرة، أو سويسرا المغربية. ذلك أنه إلى جانب جمال طبيعتها الخلابة، تتميّز بتصميمها العمراني المُشابه للمدن الأوروبية. تعد من المدن التاريخية العريقة.فقد عمر السكان منطقة إفران ومحيطها منذ القرن السادس عشر.حيث قطنوا الكهوف والمغارات المحفورة في الحجر الجيري في صخر وادي تزقويت. بعد سنوات عديدة، انتقل السكان لتعمير الأراضي المنبسطة.لذا لا تزال العديد من الكهوف التي تقع أسفل المنازل.لكنها تُستعمل الآن فقط كمأوى للحيوانات،أو لتخزين الحاجيات، أو المحاصيل الزراعية، أوالمعدات الفلاحية.لكن بعد منتصف القرن السابع عشر الميلادي، صارت المدينة متطورة بما فيه الكفاية للحصول على إقطاع أو منح أراض من قبل السلطان الرشيد بن علي الشريف.ليمتد الإقطاع من منبع إفران الحالية لغاية خندق الحاجب. فكانت الأراضي الزراعية بملكية خاصة، في حين وُضعت المراعي تحت تصرف الجماعات القبلية. فيما رزحت القبائل في منطقة إفران-عزرو للاستعمار الفرنسي، مع الاحتفاظ بالمقاومة حتى عام 1922م. كما أن غنى المنطقة على المستوى البيولوجي،جعلها تتميز بغنى وتنوع صخور عصور جيولوجية مختلفة. كما أن موقعها ومميزات طقسها الجبلي ومناخها المتوسطي ذي الصيف الرطب،شكل حافزا للوافدين عليها ممن تستهويهم تلك الأجواء. حيث يفضلونها على البحر والشواطئ. لهذا،فكل الطرق تؤدي إلى هذه المدينة التي أولاها الملك الراحل الحسن الثاني،اهتماما كبيرا منذ أن أصبحت عمالة بظهير ملكي صادر في 18 شتنبر 1979، بعد 5عقود من تدشينها من قبل الاستعمار الفرنسي بمرسوم في 16 شتنبر 1929.قبل أن تتم ترقيتها إلى السلم البلدي في يوم 14 يناير 1947( قبل نحو 8 سنوات من استقلال المغرب).
إفران بين المعمار الفرنسي والطبيعة الخلابة: على الرغم من التطور الذي عرفته مدينة إفران،فإنها حافظت على طرازها المعماري الذي أقامه المستعمر الفرنسي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي
مما جعلها تحصل على لقب ثاني أنظف مدينة في العالم،بحسب موقع إم بي سي تايمز البريطاني عام2013م.تعيش في برية هذه المدينة،حيوانات المكاك البربري المُهددة بالانقراض.كما تنمو بعض الأشجار بشكلٍ طبيعي في محيط المدينة،مثل:الأرز الأطلسي،والبلوط.مما يجعل مدينة إفران مدينة تعيش دائما ربيعها وسط كل الفصول.
تتحدى قساوة الطبيعة الجبلية.لتبتهج بكل الألوان:زرقة السماء،بياض الثلوج،رماديات الشتاء، برودة الصيف.ألوان لا تحصى،في مدينة وديعة وهادئة بقلب الأطلس المتوسط حق لها أن تسمى،سويسرا المغرب.كما حق لها أن تسمى «تورتيت».بمعنى الحديقة الدائمة الاخضرار.مما جعلها تستقطب الزوار المغاربة والأجانب خاصة في الصيف.حيث توفر لها عدة مناطق مؤهلاتها سياحية.خاصة منابع المياه(العيون)والبحيرات.
أهمها:رأس الماء، وخرزوزة، وعين فيتال، والبحيرة الاصطناعية، وميشلفين، وضاية عوا، وأزرو، وواد إفران، وعين اللوح، وبنصميم، وتيزكيت.
تشكل هذه المكونات الطبيعية مجتمعة،عناوين جذب في كل الفصول.كما تشكل مصدر انتعاش مداخيل سكانها المعتمدين في حياتهم على الفلاحة والسياحة.ذلك أن زائر هذه العيون ،يجد فيها متعة التباهي وحسا جماليا.يرقى بالروح إلى ذوق سام ومعنى في هذه المدينة التي لها جذور تاريخية.تتغذى من غابات الأرز وجبالها الشامخة،ومن شلالات وينابيع،ومهرجانات ثقافية أضحت وسيلة لتنشيط يزيد من قوة الإقبال.بعدما استلهمت أصالتها من الطبيعة والتاريخ ولون الكلمة.لمنح الزائر،حرية التمتع ببصمة تعبيرية راقية.لعل هذا ما يجعل مدينة إفران من أفضل المناطق السياحية التي تتميز بطقسها المعتدل.مما جعلها مُتنزهاً لكثيرٍ من العائلات المغربية.سواء من نفس المدينة،أو سكان المناطق الحارة.مثل:مدينتي فاس،ومكناس.كما يُمارس هواة الصيد البري هوايتهم خلال فصل الخريف في نواحي المدينة.حيث لا يقتصر الأمر على أهل المغرب،بل الوافدين من الخارج أيضاً.وفي فصل الشتاء والخريف أيضاً تشهد المدينة إقبالاً من السياح الأجانب، لممارسة رياضة التزلج على الجليد.فهناك محطات شتوية لهذه الرياضة.أبرزها محطة ميشليفن التي تتوفر فيها المنتجعات والمطاعم، وخدمة تدريب المبتدئين على التزلج.أما خلال فصل الربيع،فإن المدينة الجميلة تتزين بحلتها الخضراء،وألوان الربيع الزاهية. وتتواجد بالمدينة أيضاً الشلالات الجميلة. إفران هي مدينة صغيرة وفريدة من نوعها في المغرب،إنها نظيفة وهادئة ومليئة بالمساحات الخضراء. لهذا،عند زيارتك لها ستندهش للوهلة الأولى من روعة المشاهد الطبيعية والمعمارية بها، خاصة أن اللمسات الأوروبية تتجلى في كل ركن بالمكان، ناهيك عن المناخ الجميل على مدار العام، ما يجعلها وجهة أفريقية بسحر ونكهة أوروبية تستحق الاكتشاف. ثلوج للشتاء وشلالات للصيف: تتميز مدينة إفران بكونها من الوجهات السياحية المغربية التي تعرف اكتظاظا على طول العام.إذ يتوافد عليها سياح أجانب في الشتاء والخريف لمزاولة رياضة التزلج على الجليد.حيث تلتقي نخبة الـ«جيت ـ سيت»المغربية ومحبو الثلوج .تتوفر المدينة على محطات شتوية خاصة لممارسة التزلج على الجليد.خاصة محطة ميشليفن المعروفة والتي تتوفر على منتجعات سياحية ومطاعم لاستضافة زوارها.إلا أن أبرز هذه المحطات هي:
محطة ميشلفن: تقع هذه المحطة في أعماق غابات الأرز،على بعد 17 كلم من مدينة إفران وعلى علو يصل إلى 2000 متر.تعد من بين محطات التزحلق الأكثر إرتيادا في الأطلس المتوسط.كما تتميز المحطة بالتقلب في درجة الحرارة.تصل إلى -30° درجة الحرارة الدنيا.
محطة هبري و هيبري: تقع هذه المحطة على بعد 27 كلم من مدينة إفران.يبلغ علوها حوالي 2100 متر.توفر المحطة اثنين من المسالك السوداء. يتراوح طولهما ما بين 50 إلى 200 متر. كما توفر المحطتان كل الإمكانيات لاستئجار أو شراء متطلبات مزاولة الرياضة المرتبطة بالثلج، وتقديم دروس للمبتدئين في هذا النوع من الرياضة.أما في فصل الصيف،فتعرف المدينة توافد العديد من الزوار بفضل مناخها المعتدل. يجعل سكان المناطق الحارة جدا كسكان مدينتي فاس ومكناس يقدمون على الاصطياف بها. يلاحظ زائر عين إفران من أول نظرة أن طبيعة المدينة الخضراء وشوارعها الأنيقة وشلالاتها المعروفة بقربها من عين فيتيل المائية الكبيرة والتي توفر جولات قصيرة عبر مراكب صغيرة يمكن إيجارها في عين المكان.
وإذا كانت مدينة إفران تجذب المخيمات الدراسية على طول العام وخصوصا في فصل الصيف والربيع وكذا عشاق الرياضات الجليدية،فإن السياحة في مدينة إفران ارتبطت في الماضي بنوع خاص من السياح الذين يبحثون عن الراحة والهدوء والابتعاد عن صخب المدن الكبرى. إلا أنها اليوم، أصبحت تستقطب كذلك الشباب رغم عدم وجود ترفيه ليلي صاخب.كما تتوفر المنطقة على شلالات عدة. نذكر من بينها:
شلالات الملجأ: توجد على بعد 7 كلمات من مدينة إفران و تشكل هذه الشلالات منتزها ملائماً للراحة و الإستجمام.
شلالات زاوية إفران: تتواجد على بعد 67 كلم من مدينة إفران. تمنح هذه الشلالات منظراً خلاباً خصوصا لحظة انسياب المياه. شلالات الحاجب: تتوفر مدينة الحاجب على حدائق و شلالات طبيعية و أخرى اصطناعية تمكن من إبراز جمالية هذه المدينة للزائر.
شلالات زاوية وادي إفران: تعتبر زاوية وادي إفران الواقعة على الطريق الرابطة بين جماعة وادي إفران ومدينة مريرت على بعد نحو 20 كيلومترا من وادي إفران،من أهم المواقع السياحية. يتميز هذا الموقع الذي يعاني من ضعف تسويقه سياحيا، باحتضانه أكبر شلال مائي بإفران. وما يتخلل مصب النهر من مواقع جبلية وغابوية جميلة، وتوفره على سمك «التروتة. كما تعتبر منطقة مودمام من المناطق الداخلة في إطار المنتزه الوطني بإفران، وتحظى بدورها باهتمام زوار المنطقة لمعاينة القردة المتجمعة ولاحتضانه دار الأرز التي ستكون على شكل متحف للتنوع البيولوجي والطبيعي بمنطقة الأطلس المتوسط، بالنظر إلى موقعها المهم عند مفترق الطرق بين الطريق الرئيسية رقم 13 والطريق الثانوية المؤدية إلى ضاية أفنور عبر ممر الأرزنة.
مدينة البحيرات:
تحيط بمدينة إفران مساحات غابوية وينابيع المياه، ومجوعة من البحيرات.مما يمنحها تنوعا أركولوجيا(البيئيا) متميزا.
حيث تعيش في الغابات المجاورة لها، في مرتفعات وسفوح جبال الأطلس،حيوانات، مثل القردة، وضأن البربري، و142 نوعا من الطيور، مثل اللقلاق والبجع والبط البري وطيور الكروان، و33 صنفا من الزواحف والضفادع.
يمتهن أغلب سكان المناطق المجاورة للبحيرات الزراعة.خاصة التفاح، وتربية الدواجن.تعيش في مياه هذه البحيرات أسماك متنوعة، أبرزها الزنجور(سمك نهري)،الذي يعد أحد أكثر الأنواع السمكية وفرة بالمنطقة. كما تصطف الخيول الأمازيغية،متزينة بأسرجة منقوشة بزخارف مغربية تقليدية،في انتظار من يمتطيها من الزائرين.لتقودهم في جولة على ضفاف «ضاية عوا». فيما تصدح أصوات القرويين،الذين يحترفون ركوبها بمواويل جبلية يتردد صداها في جنبات البحيرة وأجوائها. يُقبل عليها السياح في مختلف فصول السنة. لكن يعد فصلاًالربيع والصيف من أكثر فصول السنة التي تشهد خلالهما المنطقة إقبالا ملحوظا للزوار الأجانب، بالنظر لطقسها المعتدل خلال هذه الفترات من السنة. فيما تعرف المنطقة خلال فصل الشتاء تساقطات ثلجية مهمة.يختار عدد من السياح القيام بجولة عبر البحيرة، بواسطة مراكب صغيرة، تمنحهم فرصة استكشاف «ضاية عوا»عن قرب، والاستمتاع بمناظرها الفاتنة .مما يمنح منطقة جبال الأطلس المتوسط عامة طبيعة ساحرة. من خلال مرتفعاتها الجبلية التي تنحدر منها العيون والينابيع. لتمتد على سفوحها بحيرات عدة تشكل خزانا مهما للماء يساهم في توفير مساحات شاسعة من الفراشات المائية.
إلى جانب مميزاتها السياحية، تعتبر هذه البحيرات مصدرا أساسيا للثروات السمكية بالمنطقة.بالإضافة إلى بحيرة «ضاية عوا» تتواجد بحيرات أخرى: «إيفر»،و «افنورير» و «أيفرح» و «شحلاف» وعدد من آخر من البحيرات على سفوح جبال الأطلس المتوسط الشاهقة. يُعرف المُختصون «ضاية عوا» باعتبارها إحدى المناطق الرطبة المهمة في منطقة الأطلس المتوسط،التي تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة. كما تمثل داعما أساسيا للزراعات المعتمدة على السقي في الحقول المجاورة لها
ومن أهم هذه البحيرات بحيرة ضاية عوا التي تعد هذه البحيرة الأكثر ارتيادا في المغرب.تتميز بسهولة الولوج. تقع على بعد 15 كلم شمال مدينة إفران على الطريق الوطنية رقم 24 الرابطة بين إفران و فاس .تمتد ضاية عوا من حيث المساحة على ما يقارب 140هكتاراً. تتغير حسب الفصول. كما تعرف هذه البحيرة تواجد سمك الزنجور بكثرة. ولعل هذا ما ألهم الروائي المغربي إسماعيل غزالي(ابن هذه المنطقة)،ليصدر روايته المعنونة ب(موسم صيد الزنجور).
وهناك بحيرة أكلمام سيدي علي ويقع هذا الموقع على علو يصل إلى 2100 متر و على بعد 25 كلم من مركز إيدزر. يمكن زيارة هذه البحيرة الجميلة عبر الطريق الرابطة بين مكناس و الراشيدية.تمتد على مساحة 277 هكتاراً و طاقة استعابية تصل إلى 34.000.000 متر مكعب.حيث تتزود هذه البحيرة بعدة عيون تتواجد داخل مياهها الشفافة التي يصل عمقها إلى 40 متراً تحتضن هذه البحيرة أسماكا متنوعة من بينها: الزنجور، السردين، سمك الفرخ، والبرعان.كما تحتضن وحيشا متنوعا:البط، الشهرمان، الغطاس، دجاج الماء.
كما توجد عدة بحيرات أخرى مثل بحيرة ويوان، وبحيرة أكلمام أزكزا، وبحيرة أكلمام ميامي، وبحيرة ضاية حشلاف، وبحيرة ضاية إفراح التي تعد من بين أكبر بحيرات الأطلس المتوسط، وتحتضن 1500 طائر في فصل الربيع.
أسد إفران و الشموخ الأطلسي:
يكاد تمثال الأسد القابع في شموخ بقلب مدينة إفران،يحظى بأكبر اهتمام من قبل زوار هذه المدينة الخضراء.ذلك أن ملايين الزوار أخذوا صورا تذكارية بالقرب من هذا التمثال منذ إحداثه قبل أكثر من سبعة عقود خلت. بل ما من أحد زار المدينة،ولم يأخذ صورة تذكارية بجانبه ليؤرخ لرحلته الإفرانية. إلى حد يجعله أهلا لدخول صفحات كتاب جينيس للأرقام القياسية من بابه الواسع ومن دون استئذان.
يجثم «أسد الأطلس» وسط حديقة بمركز المدينة وهو صخرة منحوتة كان من ورائها هنري جان مورو مدرس الفنون التشكيلية بالرباط الذي نحثه سنة 1930 بمساعدة مجموعة من الألمان قبل أن يستهوي تمثاله وزئيره الخافت، زوار المدينة على غرار تلهفهم لاكتشاف ما تزخر به من مناظر خلابة تستحق التفقد والزيارة، خاصة في عين فيتال والغابات النادرة. فإذا كانت غابات الأرز والصنوبر والعديد من الأشجار النادرة الوجود التي تشكل أهم الخصوصيات البيئية التي تجعل من إفران جنة خضراء لا تذبل على مدار الفصول والأزمنة، فإن المآثر وباقي المواقع السياحية، تشكل بدورها قبلة للزوار من مختلف ربوع الوطن ومن خارج حدوده. بينما يبقى تمثال الأسد معلماً لا يفوت أي زائر فرصة زيارته لإفران، دون تفقدها وأخذ صور للذكرى .وفي الوقت الذي التصقت فيه غابات بلدة إفران في وقت مضى بتاريخ المقاومة المغربية، حيث كانت الوجهة التي يقصدها المقاومون الفارون من قبضة المستعمر الفرنسي،أصبحت فيما بعد من أفضل الأماكن التي يقصدها الزوار للاستمتاع بالجو اللطيف والمعتدل.
إفران في الأغنية المغربية لم يخطئ المطرب المغربي إبراهيم العلمي، لما غنى بصوته الطروب،أغنيته المشهورة (ما أحلى إفران وما أحلى جمالو)
حيث أبرز فيها مكانة هذه المدينة الخضراء التي اكتشفها المقيم العام الفرنسي إيريك لابون في سنة 1928 في قلوب المغاربة وما تزخر به من طقس وثروات طبيعية ومؤهلات سياحية.تجعل منها قبلة للسياح المغاربة والأجانب على مدار طول السنة.لعل جمال إفران جعل البعض ينعتها بالمدينة الملكية أو مدينة الملتقيات والقرارات التاريخية.
مراكش في 07 أكتوبر 2109

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق