السياحي

يوتا .. وديان خلابة مغطاة بالثلوج

بالرغم من قلة أعداد السياح خلال فصل الشتاء إلا أنه يمكنهم الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة في محمية برايس كانيون سيتي الطبيعية الواقعة في ولاية يوتا الأمريكية؛ حيث تبدو الصخور الجيرية المغطاة بالثلوج كأنها جيشا من الأقزام باللون الوردي مع أغطية رأس مدببة باللون الأبيض.

وقد تشكلت هذه المناظر الطبيعية بفعل الرياح والأمطار والصقيع والحرارة، ويتضح جمال هذه المنطقة بشكل أكبر خلال فصل الشتاء بفضل التباين البديع بين الصخور الملونة بأكسيد المنجنيز والحديد والثلوج البيضاء.

وأوضح المرشد السياحي جون هولاند أن الأبراج الصخرية الغريبة، التي يصل ارتفاعها إلى 60 متر، تكونت بفعل رواسب إحدى البحيرات، وقد تعرضت الهضبة، التي نشأت عن طريق العمليات التكتونية، للعوامل الجوية على مدى ملايين السنين، كما عملت الأمطار وفترات الصقيع على تقسيم الصخور الرملية والبازلتية.

وأضاف جون هولاند أنه وفقا لأسطورة الأمريكيين الأصليين فإن هذه المنحوتات الصخرية عبارة عن أشخاص تحولوا إلى أحجار، وفي لغة البايوت يطلق عليهم اسم “الوجوه المطلية باللون الأحمر”. وقد ظلت هذه المنطقة لفترة طويلة عالما ساحرا يتجنبه الناس، ولكن في ذروة الموسم السياحي في فصل الصيف تتدفق أعداد غفيرة من السياح إلى منصات المراقبة، على عكس الوضع خلال فصل الشتاء، حيث يمكن للسائح الاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة بمفرده في أغلب الأحيان.

بالإضافة إلى أن الوضع يعتبر أكثر هدوءا في محمية Kodachrome Basin State Park، التي تبعد مسافة 35 كيلومتر تقريبا، حيث تظهر هناك 67 قمة من الصخور، وفي بعض الأحيان تخيم أجواء دراماتيكية على المنطقة بفعل الغيوم الثلجية، وذلك عندما تضيء الشمس معها في نفس الوقت.

وتظهر مجموعة من السياح في محمية Zion National Park الطبيعية خلال فصل الشتاء، ويلاحظ السياح أن الصقيع قد حول شلالات المياه في منطقة Emerald Pools و Weeping Rock إلى شلالات ثلجية ذات مخاريط طويلة تتلألأ في ضوء الشمس، وتتساقط على الأرض في منتصف النهار، وينزلق بعض السياح على الأسطح الجليدية، كما ينطلق البعض الآخر في رحلة للتنزه عبر نهر فيرجين وصولا إلى منطقة الصخور الضيقة.

ومن خلال الانطلاق في جولة في الجزء البعيد من محمية Zion National Park الطبيعية يصل السياح إلى منطقة Kolob Terrace المهجورة، ويمكن للسياح هنا مشاهدة الرسومات الصخرية للسكان الأصليين الموجودة في مغارة صخرية، وبعد ذلك تستمر الجولة على قمة سلسلة جبلية، وهناك ينعم السياح بإطلالة بانورامية على هضبة كولورادو.

وبفعل الأجواء الشتوية يخيم الهدوء حتى حدود ولاية أريزونا، كما تستمر الجولة في منطقة Coyote Buttes حتى في ظل درجات الحرارة الأقل من الصفر، وإذا رغب السياح في الاستمتاع بمشاهد التصوير في منطقة White Pocket، التي تبعد بضعة كيلومترات، فإن كل ما يحتاج إليه المرء سيارة دفع رباعي ومرشد سياحي مخضرم، لكي يعثر على المناظر الطبيعية الصخرية.

ويعتبر جيف ويلكر من هؤلاء المرشدين المخضرمين، حيث يصطحب السياح من كاناب إلى منطقة البراري على هضبة باريا، وعادة ما يظل الأشخاص، الذين لا تتوافر لديهم دراية بالمنطقة، عالقين على الطرق الرملية، حيث يزداد احتمال أن يضل السياح الطريق وسط التضاريس الوعرة. وحتى مع وجود سيارات الدفع الرباعي يظل الطريق تحديا كبيرا عند هطول الأمطار، ولكن الأمر يستحق هذا العناء، حيث يشاهد السياح التكوينات الصخرية الغريبة فجأة وسط السهوب، التي تشبه الصحراء، وتبرز الصخور من هضبة باريا.

المصدر: د ب أ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق