مقالات

أحلام للبيع على الزيرو !!

ماهر الزدجالي

مع بداية العام الجديد يظهر لنا الحاج بابا نويل في الطرقات والبيوت ليحقق أحلام أطفال الغرب، أما عندنا فلا يظهر لنا (لا بابا ولا ماما نويل) ليحققوا لنا أحلامنا، ولأن أحلامنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومتشعبة ومعقدة أيضا فإن جميعها يتم ترحيلها كل عام إلى العام المقبل والذي بعده وهكذا دواليك.
ومثلما يقول لنا المسؤولون إن الاقتصاد المستقبلي سوف يعتمد على الأفكار وليس على انتظار الوظيفة الحكومية سوف أعرض لكم أحلامي للبيع وهي ( على الزيرو) لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع والسبب الرئيسي لبيعها هو عدم التفرغ،( وبين الشاري والبائع يفتح الله )!
ولأننا في بداية السنة وهو موعد الجرد السنوي في معظم المؤسسات العربية والأجنبية فإننا دائما في هذا الوقت نكتشف الأخطاء والمفقودات ولا يتم اكتشاف الفاعل، وفي النهاية تتم تغطية الموضوع وتسويته (كعادتنا الطيبة) .
عموما أعود لموضوع الجرد إنه وبعد قيامي بالجرد السنوي اكتشفت في خزانة أحلامي (شريطًا غنائيًا قديمًا لأغنية الحلم العربي) وهي من غناء مجموعة كبيرة من المغنين العرب ومن النادر جدا أن يجتمع العرب على لحن واحد أو كلمات موحدة، لذلك من يشتري أحلامي سوف أعطيه هذا الشريط الثمين كهدية مجانية..
وإلى جانب أحلامي فإنني أعرض أحلاما أخرى مستعملة نوعا ما فهناك أحلام للبيع بداعي السفر حيث هاجر أصحابها إلى دار الغربة إلى الأبد بعد أن فقدوا الأمل بوطن يحتضنهم ويوفر لهم المعيشة الكريمة، وهناك أحلام إستخدام نسائي خفيف فالكل يعرف أن النساء يحببن أن يغيرن من أحلامهن باستمرار (حسب الموضة )، وهناك أحلام استخدام أجنبي أيضا.
وبحكم خبرتي المتواضعة في مجال التجارة بالأحلام فإنني أنصحكم عدة نصائح وفي النهاية الأمر متروك لكم وهي لا تثق في أي شخص يحاول أن يبيع لك حلما فبعضهم يزين لك الأحلام من الخارج حتى تشتريها ولكن في الواقع الحلم من الصعب تحقيقه مثل حلم السوق العربية المشتركة، وهناك حلم العملة الموحدة، وحلم الجيش العربي الموحد، والفوز بكأس العالم في كرة القدم.
وإذا جاءك شخص وأراد أن يبيعك حلم حرية الرأي والتعبير في الوطن العربي أو حلم الوظيفة، أو حلم القضاء على الفساد والبيروقراطية والفقر، فلا تشتري منه أبدا ولا تكلمه لأن تلك أضغاث أحلامًا وليست أحلام حتى وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق