الصحة

كيف يحارب الأطباء في موسكو كورونا؟

 الخطوط الأمامية وخط الدفاع الأول وغيرها من المسميات التي أصبحنا نطلقها على الجنود الذين يبذلون كافة الجهود من أجل محاربة جائحة كورونا. هنا نخص الحديث عن الخطوط الأمامية التي تكافح ضمن فرق الرعاية الطبية بالمستشفيات الحكومية الروسية لمحاربة فيروس كورونا، ضمن تدابير وقائية وإجراءات غاية في الدقة، تسعى إلى حصر الوباء الذي تفشى بقوة في البلاد.

وأعادت كل من المستشفيات الحكومية والخاصة في روسيا، هيكلة وتنظيم خدماتها في إطار جهود مقاومة كورونا، وذلك منذ بداية ظهور حالات الإصابة بالفيروس.

هنا الإجراءات وطرق العلاج التي تُقدم لمرضى كورونا، في مستشفى المدينة رقم 52، أحد أكثر المراكز الطبية نشاطا في تقديم الخدمة بالعاصمة موسكو التي تعد بؤرة للوباء.

وفي هذا المستشفى، تم تخصيص بعض الأقسام لعلاج مصابي كورونا، فيما تقدم باقي الأقسام خدماتها لمن يتوجه إليها بسبب أمراض أخرى.

 إجراءات خاصة

تبدأ تدابير الوقاية في المستشفى بمجرد وصول المريض المشتبه في إصابته بكورونا إليها، حيث يستقبله عاملون يرتدون سترات وكمامات وأغطية وجه ونظارات وقفازات واقية.

وفي المرحلة التالية، يتأكد طاقم التمريض إن كان المريض يعاني من سعال أو ضيق تنفس قبل أن يتم فحص قياس ضغط دمه ودرجة حرارته.

وبمجرد تسجيل دخول المريض المستشفى، يتم إجراء بعض الفحوصات الطبية المهمة له مثل رسم القلب (قدرة عضلة القلب والجهاز العصبي)، إضافة إلى فحص الدم، واختبار الإصابة بكورونا.

ووفق النتائج، يقوم الأطباء المختصون بتحديد حالة المريض وتوجيهه إلى القسم اللازم داخل المستشفى.

وإذا كانت حالة المريض حرجة، يتم نقله إلى وحدة العناية المركزة التي يطلق عليها اسم “المنطقة الحمراء”، وفي حال كان يعاني صعوبة في التنفس يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي.

وتولي أهمية خاصة لضرورة استخدام كوادر الرعاية الطبية العاملين في الطوابق التي يتلقى فيها مرضى الفيروس علاجهم، مواد وأدوات وقائية.

فبعد الانتهاء من مهامهم في كل مرة، يقوم الكوادر بالاستحمام، كما يعمل طاقم الأطباء والتمريض على تطهير أياديهم دون خلع القفازات بعد خروجهم من غرفة المصابين بالوباء.

وفي مستشفى 52 بالعاصمة موسكو، هناك وحدة خاصة لتطهير كامل الجسم وتعقيمه يستخدمها العاملون بالرعاية الطبية قبل مغادرة وحدة العناية المركزة إلى أي قسم آخر.

وبعد انتهاء فترة العمل يلقي الكادر أدواتهم الوقائية في صناديق قمامة مخصصة لذلك في الطابق السفلي من المستشفى، قبل أن يتوجهوا إلى استبدال ملابسهم.

 صعوبات

وتشير رئيسة الأطباء في المستشفى ماريانا ليسينكو، إلى صعوبات واجهوها في البداية قائلة: “المستشفى ليس مخصصا للتعامل مع حالات العدوى مثل إصابات كورونا، لذلك واجه الأطباء بعض الصعوبات في التعامل مع مجال آخر”.

وأشارت ليسينكو، أنه تم حل جميع المشكلات حتى الآن، وأن المستشفى أصبح مجهزا بشكل كافٍ بالمواد والأدوات الوقائية اللازمة.

وقالت: “لقد كان لدينا الوقت الكافي للاستعداد لمواجهة الوباء، مقارنة بالصين التي تلقت الضربة بشكل مفاجئ. نحن في وضع أفضل”.

ولفتت إلى انخفاض أعداد الإصابة بالفيروس بنسبة 20 بالمئة مقارنة بشهري مارس وأبريل الماضيين.

 إصابة عاملين بالرعاية الطبية

وذكرت ليسينكو، أن المستشفى يضم أكثر من 3 آلاف من العاملين بالمجال الطبي، مشيرة إلى أن قرابة 39 منهم أصيبوا بالفعل بكورونا جراء تعاملهم مع المرضى بشكل مباشر.

ونوهت إلى أن نحو 4 آلاف مصاب خرجوا من المستشفى، وما زال قرابة 600 مريض يتلقون العلاج بينهم 80 بحالة حرجة.

وحول ادعاءات إخفاء أعداد الوفيات بكورونا في روسيا، قالت ليسينكو: “يمكن للناس أن يتحدثوا بما لا يعلمون. ولكن تتسم معلوماتنا بالشفافية ويمكن التأكد من صحتها”.

وكشفت أنهم بدأوا تطبيق العلاج بالأجسام المضادة، قائلة “لقد تم استخدام هذه الطريقة في علاج 80 مريضا، وكانت النتائج جيدة للغاية”.

وأفادت ليسينكو، أن هناك حوالي 30 من طلاب كليات الطب يعملون في المستشفى على مكافحة الفيروس.

 برنامج خاص

من جانبه، ذكر طبيب التخدير والعناية المركزة في المستشفى ذاته سيرجي تسارينكو، أنه تم تطوير برنامج حاسوبي خاص يتعلق بكورونا.

وأوضح تسارينكو، أن البرنامج يظهر حجم الضرر الذي يسببه الفيروس عن طريق التمييز بين ثلاثة ألوان مختلفة.

وأشار أنهم أبلغوا وزارة الصحة بالبرنامج، وبدأت عملية تسجيله.

وحتى صباح اليوم الأحد سجلت روسيا 396 ألفا و575 إصابة بكورونا، بينها أربعة آلاف و555 وفاة، و167 ألفا و469 حالة شفاء.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق