الثقافي

ريما الساجوانية: أحرص على تقديم صورة حية للتراث العماني الأصيل

  • حوار: أنوار البلوشية
  • نتغنى نحن العمانيون بإرثنا وتاريخنا وحضارتنا، وبلا شك لا نخفي غرامنا بكل التفاصيل المتعلقة بهذا التراث العريق، الذي يتميز بجمال متنوع وسحر أخاذ، نتفاخر بامتلاكنا ما ورثناه من آباءنا وأجدادنا، وجزء لا يتجزأ من هذا الإرث الأزياء العمانية التقليدية والحلي المصوغة بحرفة وإتقان، والصناعات المحلية الفريدة من نوعها، وغيرها الكثير من المعالم العمانية المميزة، ولابد من وجود المحافظين على هذا الإرث، الحريصين على إحياءه وتكريمه في شتى الفعاليات والمحافل، فقد تبنت ريما بنت صادق الساجوانية، فكرة إبراز التراث العماني، وتقديمه بأفكار متجددة وجميلة في كل عام. ضيفة الحوار هي صاحبة فكرة مؤسسة مشاريع ريما المتكاملة، ورئيس مجلس إدارتها، حيث تختص في تنظيم الفعاليات والندوات والمؤتمرات. حاصلة على شهادة الإجادة في تصميم الأزياء من مجلة المرأة، وأسست فكرة “ذا جلامور شو” وهي من أبرز الفعاليات على مستوى محافظة مسقط. في حوارها مع التكوين عن تفاصيل عملها ومدى اهتمامها بالتراث العماني، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. في السطور الآتية.

بداية تحدثت ريما عن مدى حبها وتمسكها بالتراث العماني الأصيل، حيث ذكرت قائلة: ارتبطتُ بكل ما يختص بالتراث العماني، فهو الهوية الحقيقية لكل فرد يعيش على هذه الأرض الطيبة، ويجب علينا جميعا الحفاظ عليه، حتى يصبح مرجعا للأجيال القادمة، وانصب جل تركيزي واهتمامي في تنظيم الفعاليات الخاصة بالتراث العماني، حيث يجب علينا الحفاظ على حضارتنا وتاريخنا الذي ورثناه من آباءنا وأجدادنا، وحتى نسير على نهج صاحب الجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد _طيب الله ثراه_ الذي أكد على مدى أهمية الحفاظ على كل ما يتعلق بالتراث العماني.

وأضافت قائلة: مؤسسة مشاريع ريما المتكاملة تأسست منذ ما يقارب 13 عاما، ولي  الكثير من المحافل التي نظمتُها في مجال التراث العماني الأصيل، كليلة التراث العماني برعاية سفارة السلطنة بأبوظبي 2016م، ونظمت ليلة التراث العماني من 2016م إلى 2018م مع متحف بيت الزبير، وقمت بتنظيم ليلة الأزياء العمانية سنة 2017م برعاية  الأوبرا جاليريا، وأيضا ليلة التراث العماني برعاية شركة الموج من ضمن احتفالات العيد الوطني 2018م، وتنظيم ليلة الأزياء والتراث العماني من ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2018م، وتنظيم ليلة التراث العماني من ضمن احتفالات يوم النهضة المباركة في سنة 2019م برعاية العريمي بوليفارد مول.

بين الأصالة والحداثة

بسؤالنا حول مدى صعوبة التمسك بالطابع التراثي في أعمالها في ظل هيمنة عصر التكنولوجيا الحديثة، أجابت قائلة: دائما ما تردني الأسئلة من المحيطين بي حول سبب استمراري في تنظيم الفعاليات التراثية في ظل الحداثة، أرى بأن أهدافي واضحة، وهو تقديم صورة حية عن التراث العماني بأدق التفاصيل، وكل ما له صلة بهذا التراث، وأحاول دائما التجديد في الأفكار التي أقدمها خلال الفعاليات، والتنويع في كل عام، وأحرص على تنظيم فعالية “ليلة التراث العماني”، في كل عام منذ 2016م، لأجدد هذه الأصالة والتاريخ العريق للتراث العماني، حتى لا يصبح في طي النسيان مع التطور والحداثة، وأشكل منبرا يتحدث عنا أمام السياح الزائرين للسلطنة. ويجب أن يعي الجيل القادم مدى جمالية تراثنا وتفرده التاريخي العميق من خلال القلاع والحصون، والفنون الشعبية التقليدية، والتراث البحري، والأزياء والحلي العمانية، ولكل محافظة ما يميزها من موروثات تقليدية وهو ما يميز السلطنة عن الدول الأخرى، والحفاظ على هذا التراث مسؤولية وطنية.

مشاريع متوسطة وصغيرة

وعن اهتمام الساجوانية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تحدثت قائلة: المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو الجانب الذي بدأت به مشوار عملي في تنظيم المعارض والفعاليات، فمن أهدافي الأساسية تقديم الدعم لهذه المؤسسات بتنظيم المعارض الخاصة بالمؤسسات الصغيرة، وإيصال صوت رواد الأعمال العمانيين وأعمالهم للمجتمع، هدفي من ذلك هو الارتقاء بهذه المؤسسات إلى قمة الشركات الرائدة، فهم مستقبل عمان والعمود الفقري للاقتصاد الوطني.

وأضافت قائلة: وأيضا قمت بإعداد وتنفيذ الكثير من الكتب التي تم تدشينها، والتي احتوت على قصص النجاح والتحديات التي يواجهها رواد الأعمال في مشوار تأسيس مشاريعهم، منها “مجلد قصتي” و “مجلد مؤسستي” في عام 2013م بدعم من الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأيضا “مجلد مسيرتي” بدعم من مطبعة البيان للفاضل فهد اللواتي، وكتاب “تراثنا بين الماضي والحاضر” الذي يتحدث عن التراث العماني كالأزياء والحلي العمانية التقليدية، وشاركت من خلاله مع المؤسسات الصغيرة المهتمة بصناعة الحلي وتصميم الأزياء العمانية، لإبرازهم في المجتمع العماني والسوق التجاري.

تحديات وخطط مستقبلية

لكل مشروع تحديات يواجهها من أجل الوصول إلى النجاح، وعن التحديات التي واجهت ريما ذكرت قائلة: لابد لكل عمل ناجح أن يمر ببعض التحديات، حيث يجب علي تنظيم الفعاليات في كل عام بفكرة مختلفة وجديدة، وأيضا يجب التسويق للفعاليات بشكل جيد حتى يأخذ كل صاحب مشروع حقه في الترويج والظهور، واختيار المكان الملائم لإقامة الفعاليات يعد من التحديات كذلك، وتكمن الصعوبة الكبيرة في إيجاد الجهات الراعية لإبراز الحدث بشكل أكبر ومميز أكثر. طموحاتي واسعة جدا ولا تنتهي، بل تزداد يوما بعد يوم، وبالطبع هناك الكثير من الأفكار والخطط للسنوات القادمة، ونأمل نحن كمؤسسات عمانية أن ننال الدعم والتشجيع الكافي من الجهات الرائدة، حتى نتمكن من تنفيذ هذه الخطط والأفكار على أرض الواقع.

ختاما..

وفي الختام ذكرت ريما قائلة: كلمتي الأخيرة أوجهها إلى جميع أفراد المجتمع العماني وللأجيال القادمة، أن يستمروا في الحفاظ على الثروة التي ورثناها من أجدادنا وآباءنا، وأن لا نضيع هذه الجهود مع التطور، وأن نسعى في بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل إبرازه بالشكل الصحيح، وأيضا عند تنظيم الفعاليات التي تحمل الطابع التراثي من قبل المؤسسات المختلفة، لابد أن يمتلكوا الخبرة الكافية لتنظيم هذا الحدث الوطني والتراثي، حتى يظهر بالصورة الحقيقية، وتكون رسالة صحيحة للأجيال القادمة والسواح، والبحث الصحيح قبل تنظيم أي حدث من الأحداث الوطنية والتراثية.

وأضافت قائلة: أقدم خالص الشكر على هذه الاستضافة الجميلة، ولجميع الجهات التي قامت بدعم أعمالي السابقة، مثل وزاة التجارة والصناعة، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمدير العام السابق للهيئة، الفاضل الشيخ صلاح من هلال المعولي، الذي كان كالقائد لكافة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأوجه شكري للكلية العلمية للتصميم، والمشاركين في المعارض، وفريق العمل الذي ساندني في إكمال مسيرتي بتنظيم الفعاليات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق