مقالات

وزارة شؤون البطاطس!

ماهر الزدجالي

كان يا مكان، يحكى أن أحد الأشخاص في جمهورية (عربكان) بينما هو جالس في “أمان الله” تلقّى خطابا من رئاسة الجمهورية يبلغه أنه قد تم اختياره ليصبح وزيرا، وقد طار بهذا الخبر فرحا، وبعد وصوله إلى مبنى الرئاسة اكتشفت السكرتارية الخاصة بسيادة الرئيس أنهم بعثوا له رسالة بالخطأ بسبب تشابه الأسماء بينه وبين أحد الشخصيات المهمة في البلد!

وبعد مداولات وأخذ رأي رئيس الجمهورية في الموضوع، ومنعا للإحراج، وحتى لا يصل هذا الخبر السخيف إلى الجمهوريات الأخرى وتصبح (سالفة للشماتة أثناء تناول القهوة) قرّر رئيس الجمهورية – رعاه الله – استحداث وزارة جديدة للوزير الجديد.

وعندما بحثوا عن أبرز إمكانيات الوزير الجديد وجدوا أنه كان يبيع البطاطس في السوق، ولذلك تم استحداث وزارة شؤون البطاطس لتهتم بزراعة وإنتاج وتسويق البطاطس، وتم نقل جميع صلاحيات واختصاصات زراعة البطاطس من وزارة الري والمحاصيل..

وعلى الرغم من محدودية زراعة البطاطس في البلد، واتجاه الغالبية العظمى من المزارعين نحو زراعة المحاصيل الأخرى كالأرز والقمح والشعير إلا أنه لم يتجرأ أحد لمناقشة هذا الموضوع.

وظل الوزير يمارس صلاحياته الممنوحة له ويتمتع بامتيازاته التي أعطيت له، وظلت الوزارة قائمة وتوسعت مع الأيام، وبعد مرور ٣٦٥ سنة بقيت الوزارة صامدة و تمارس صلاحياتها، وأصبح حفيد حفيد الوزير الأول هو وزير شؤون البطاطس اليوم.

ولكي نستخلص الحكمة والفائدة من هذه القصة عليكم أن تختاروا مهنة (سمسار أراضي) ولكم أن تخمّنوا ماذا ستصبحون في المستقبل! ولكن في هذه الحالة فإنكم سوف تبنون أحلامكم على الخيال والفرضيات التي قد لا تتكرر مرة أخرى وسينطبق عليكم المثل القائل “أنتظر يا حمار لين يجيك الربيع”.

ولهذا نصيحتي لكم، لا أحد يلتفت لهذه القصة أبدا، وعليكم بناء مستقبلكم انطلاقا من طموحاتكم ومهاراتكم ومثابرتكم في التحصيل الدراسي وتعزيز المهارات.

وإذا لم يحالفكم الحظ في الحصول على وظيفة مناسبة، ليكن شعاركم مثل ما قال الفنان الكوميدي عبد الناصر درويش في مسلسل “بو دروش”، وهو يلقي حكمته الأثيرة: “نحن قوم ما عندنا فلوس ولكننا نتصرف”.

ملاحظة: جرت أحداث القصة الواردة أعلاه في كوكب “بلوتو

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق