العام

بريد الكاسيت .. رسائل الصوت العابرة للحدود والقوانين

خالد المعمري

باحث في التاريخ البريدي

عالم المراسلة لا يتوقف عند إرسال رسالة إو استلامها، وإنما توجد هناك عدة خيارات للمرسل، كما توجد بعض الإدارات البريدية التي تبتكر بعض الأفكار التى قد تساهم كثيرا في عملية التواصل بين أفراد المجتمع وحتى المغتربين على نحو سهل ويسير.

الموضوع هذه المرة قد يكون غريبا للبعض وأعتقد قلة قليلة تعرف عنه، حتى في الدول التى استخدمت هذه الخاصية. وقد تكون الصين هي صاحبة السبق في الموضوع، وهو ما يسمى (بريد الكاسيت).

على المستوى الخليجي اشتهرت خاصية المراسلة هذه في السلطنة، وبشكل عام بين العمالة الآسيوية الوافدة، ولكن ليست بالطريقة القانونية. أي أنها كانت ترسل الكاسيت في مغلف بدون علم مؤظف البريد أو مع القادمين من هناك لتوفير قيمة الإرسال.

هذة المرة أتت الفكرة من جمهورية مصر العربية، ويعود السبب في ذلك إلى أن كثيرا من المصرين مغتربون طلبا الرزق، وكانت طرق التواصل قديما إما عن طريق المراسلة التى تتأخر تقريبا بسبب تأخر بعض رحلات الطيران، أو بسبب ضعف نقل البريد داخليا على مستوى المحافظات، أو يكون عن طريق الاتصال الهاتفي الذي كان وقتها مكلفا، وقد تكون خدمة الهاتف غير متوفرة في بعض الدول، أو محصورة بأماكن معينة. لذا ظهرت وقتها فكرة “الكاسيت الصوتي”، إذ يتبادل الأهالي مع ذويهم في بلاد الغربة تسجيلا صوتيا.

كانت هذه الطريقة تفتقر إلى خصوصية، لأن أي مسافر إلى دولة ما قد يحمل معه أكثر من شريط كاسيت للمصرين الموجودين في تلك الدولة. ومن هنا أتت الفكرة لى دائرة البريد المصري باستحداث خدمة جديدة للعملاء يطلق عليها (cassette post) أي بريد شريط التسجيل الصوتي . وهذه الطريقة كانت لتسهيل وصول الكاسيت للعاملين في الخارج كرسائل صوتية بأجور رمزية وطرق آمنة عبر ( stationery envelopes)، وهي عبارة عن مغلف خاص مسبق الدفع، أي أن القيمة (تسعيرة الإرسال) موجودة عليه حسب الجهة المرسل إليها سواء كان الإرسال داخليا أو خارجيا. وكان المغلف مصنوعا من ورق خاص ومقوى يسهل التعامل معه. وبطبيعة الحال كان من ضمن الشروط أن لا يزيد وزن المغلف عن 50 غراما.

اشتهرت هذه الخدمة أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وسهلت التواصل كثيرا في ذلك الوقت، إلا أن أساليب التواصل تطورت اليوم كثيرا، خاصة مع ظهور الهاتف النقال، ولكن يبقى البريد خدمة أساسية في كل الدول رغم التطور في الوسائل والأساليب الأخرى.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق