ظهرت الكثير من الأعمال والمشاريع التي تعتمد على الإنترنت في الآونة الأخيرة، ضمنها مشروع إطلاق قناة على موقع اليوتيوب، حيث يعد من أكثر المشاريع التي تداعب خيال الكثيرين، لسهولة العمل عليه، وكثرة برامج المونتاج والتسجيل والتحرير على شبكة الانترنت المجانية والمدفوعة. وهناك نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الشروع في إنشاء قناتك اليوتيوبية الخاصة، إن كنت راغبا في تنفيذ فكرة تستحق أن يتم نشرها.
السؤال الأول الذي يجب عليك أن تطرحه على نفسك هو، هل لديك حافز للاستمرار؟! بمعنى آخر، ما هي دوافعك لإنشاء قناة على يوتيوب؟ لأن دافعك الشخصي يُعد أساسًا لثلاثة عناصر أساسية تتقاسمها كل قناة ناجحة على يوتيوب وهي : تغطية موضوع ما، واستهداف جمهور معين، وسبب إنشاء القناة.
تغطية موضوع ما «ماذا».. هي ما ستكون عليه مقاطع الفيديو الخاصة بك
استهداف جمهور معين «من».. هي ما تحتويه مقاطع الفيديو الخاصة بك
سبب إنشاء القناة «لماذا».. سيجيب على هذا السؤال: لماذا يجب على الزائر مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بك؟!
إذا قبل إطلاق قناتك يجب عليك تحديد هذه الأشياء بخلاف ذلك ستنتهي إلى إطلاق قناة عشوائية لا هوية لها ولن تجذب أي نوع من المشاهدين المستهدفين مما يؤثر على مسار قناتك على المدى الطويل.
تنظيم المواعيد
السؤال الثاني، هل تستطيع الالتزام بالنشر باستمرار؟! بعد معرفة نوع المحتوى الذي تنشئه وتحديد من سيشاهده يتعين عليك تحديد جدول زمني لإنتاج هذا المحتوى والإجابة على هذا السؤال: كم مرة ستطلق مقاطع فيديو جديدة؟! حيث يعتمد هذا الأمر بشكل أساسي على نوع المحتوى الذي تنشئه فعلى سبيل المثال، بالنسبة إلى مدونات الفيديو والمقاطع القصيرة قد يكون كل يوم بشكل منتظم في زمن معين، أما الفيديوهات المتخصصة التي تتناول مواضيع معينة لا ترتبط بزمن معين فسيكون بشكل أسبوعي، والفيديوهات عالية الجودة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا وطولها ما بين (5 – 13) دقيقة سيكون إطلاقها مرة كل شهر مناسب جدًا.
بالتأكيد هذه الاقتراحات ليست ملزمة أو قاعدة ثابتة بل هذا يتوقف على ما تنشره ومقدار جهدك فيه ولكن كن واقعيًا وفكر على المدى الطويل، مع حماس الانطلاق ربما قد تكون لديك طاقة للقيام بمقطع فيديو واحد بشكل يومي في الوقت الحالي، ولكن هل يمكنك الاحتفاظ بهذا لمدة ستة أشهر أو عام كامل؟ وهل تريد أن تتفرغ لهذه القناة بدوام كامل أم تفضل أن تمارسه كعمل إضافي؟! ربما يبدو الأمر غير ذي أهمية ولكن تذكر أن تغيير مواعيد إطلاق فيديوهاتك على القناة في وقت لاحق بدون سابق إنذار قد يؤدي فعلًا إلى تعطيل نسبة المشاهدة، وربما تواجه هجرة عكسية من المشاهدين وإلغاء اشتراكاتهم فيوم واحد مفقود أو أسبوع أو شهر يمكن أن يثير استياء متابعيك، لذلك عندما تكون غير واثق ركز على إمكانياتك بالضبط واستمر عليها.
هل لديك الأسلوب؟
إن المفتاح الحقيقي للنجاح على اليوتيوب هو «المضمون والأسلوب معًا»، فجمهور اليوتيوب ينجذبون للقنوات والفيديوهات بعيونهم أولًا، فإذا كنت تقدم مضمونًا مميزًا ولكن بدون أسلوب جاذب ومميز فأنت هنا كمن يحرث في البحر. وبداية فإن من بين المكونات العديدة لقناة ناجحة تشتمل على ثلاثة عناصر: عناوين ذكية ومعبرة، وتنسيق ومونتاج مميز، وصور مصغرة جاذبة.
إذا كانت فيديوهاتك تتضمن صوتًا مدمجًا فحينئذٍ تحتاج إلى العمل على التحدث بلغة سليمة وإخراج صوت واثق، وإذا كنت ستظهر أمام الكاميرا فستحتاج إلى العمل بثبات، والنظر في الكاميرا والابتسام وعدم التململ، وما إلى ذلك من مهارات التواصل البصرى. وسوف تحتاج أيضًا إلى اكتساب مهارات تعديل مقاطع الفيديو الخاصة بك، إذا كنت تعمل بمفردك ولا يوجد لديك إمكانية توظيف شخص محترف.
هل أنت مستعد لإنفاق القليل من المال؟
مرة أخرى تذكر أن «مضمون الفيديو +الأسلوب الجيد» هما مفتاح النجاح على اليوتيوب، وهذا يعني أن الحصول على المعدات الأساسية اللازمة لإنشاء مقاطع الفيديو ضرورية للنجاح، ولحسن الحظ لا يتعين عليك إنفاق الكثير للبدء، بحد أدنى سترغب في الحصول على هذه الأشياء الأساسية:
الكاميرا: قبل إنفاق ما لا يقل عن 500 دولار على إحدى الكاميرات الاحترافية، عليك معرفة أن كاميرا ويب عالية الجودة أكثر من كافية في البداية، وتكلف أقل من 100 دولار أو يمكنك فقط استخدام هاتفك الذكي.
حامل ثلاثي القوائم Tripod: إذا كانت لديك كاميرا منفصلة أو إذا كنت تستخدم هاتفًا ذكيًا في نهاية المطاف فستحتاج إلى حامل ثلاثي لوضعه في مكانه والحفاظ عليه ثابتًا، يمكنك وضع الكاميرا أو الهاتف الذكي على مكتب أو رف ولكن الحوامل ثلاثية القوائم توفر مرونة أكبر ولا تكلف الكثير.
الميكروفون: الميكروفونات المضمنة التي تأتي مع الكاميرات سواء كانت كاميرا ويب أو هاتفًا ذكيًا أو كاميرا DSLR غالبًا ما تكون غير احترافية لأن معظم العمل يتطلب صوتًا احترافيًا، لذلك يمكنك الحصول على ميكروفون خارجي، وتسجيل الصوت بشكل منفصل ثم مزج الفيديو بعد ذلك.
الشاشة الخضراء: فهي ضرورية إذا كنت تريد تغيير الخلفية في الفيديو، في حين أن مجموعة شاشة خضراء حقيقية يمكن أن يكلف الكثير، لذا يمكنك فقط استخدام ورقة خضراء كبيرة أو ورقة بيضاء تقوم على صبغها باللون الأخضر.
برامج التقاط الشاشة: ضرورية فقط إذا كانت مقاطع الفيديو الخاصة بك تتضمن محتوى من شاشتك، مثل برامج تعليمية أو ألعاب الكمبيوتر الشخصي.
هل لديك الوقت للترويج لقناتك؟
إذا كنت تريد النجاح يجب عليك الترويج لنفسك، وهناك خط رفيع بين الرسائل غير المرغوب فيها والترويج الذاتي، إليك بعض الأفكار التي قد تستخدمها للترويج لقناتك:
وسائل التواصل الإجتماعي Social Media: في الآونة الأخيرة تحولت مواقع التواصل الاجتماعي من مجرد منصات لقضاء وقت الفراغ إلى أدوات تسويقية لا يُستهان بها، فالجميع أصبح متواجدًا عليها، وبالتالي فرص النجاح عليها واسعة جدًا.
المنتديات Forums: خطوة رائعة خاصة الكبيرة منها مثل Reddit ابحث عن منتدى يكون محتواه ملائمًا لما تقدمه ثم شارك أفضل محتوى لديك (وليس كل المحتوى الخاص بك) وانتبه! لا تشارك الكثير من المحتوى فقد يتم منعك من قبل المشرفين.
الهدايا Giveaways: الناس يحبون الأشياء المجانية لذلك من خلال تقديم هدية تتضمن المشاركة الاجتماعية كطريقة للدخول، يمكن لقناتك الوصول إلى الكثير من الأشخاص في غضون فترة قصيرة.
التعاون Collaborate: يعد العمل مع الآخرين طريقة جيدة للتواصل مع مرشحين جدد قادمين لقناتك عندما تشارك محتواك مع أحد أصدقائك ممن يملكون قناة على يوتيوب فأنت هنا تجذب هذا الجمهور والعكس هو الصحيح فالجميع فائز.
ضع في اعتبارك أن الترويج الذاتي لقناتك يحتاج إلى نفس طويل قد يستغرق الأمر أشهرًا أو حتى سنوات حتى تحظى قناتك بشعبية، المثابرة هي السمة المشتركة الأولى بين منشئي المحتوى على موقع اليوتيوب.
لا تعتمد على مصدر دخل واحد
إن كسب المال عبر يوتيوب أصعب مما كان عليه من قبل، ولكن ما زال ممكنًا اليوم حتى لو كنت بدأت للتو، في حين يعتقد معظم الناس أن منتجي المحتوى على اليوتيوب يكسبون دخلهم من خلال الإعلانات، فإن الحقيقة هي أن الإعلانات نادرًا ما يستحق الاجتهاد من أجله، اعتبارًا من عام 2016 كان متوسط الأرباح لكل 1000 مشاهدة على يوتيوب حوالي 1.50 دولار (بعد أن يأخذ يوتيوب أرباحه) وبحساب بسيط يمكنك الوصول لمبلغ 1500 دولار لكل مليون مشاهدة. باختصار لا تتوقع أن تصبح ثريًا من الإعلانات وحدها حتى لو كانت قناتك سريعة الانتشار، إذًا كيف يمكن لأفضل منشئ يوتيوب تحقيق أرباحه، السر في إدخال العديد من الطرق لتحقيق ذلك، وأشهرها:
– المنتجات: تصنيعها وبيعها، بالإضافة إلى الترويج للمنتجات الأخرى.
– الخدمات الاستشارية
– الإعلانات المباشرة التي لا تتضمن برنامج جوجل الإعلاني Adsense
– أحداث أو منتديات تقيمها سواء مباشرة أو مسجلة
– الدعم من المعجبين الذين أعجبهم محتوى قناتك ويرغبون بالتبرع لك للاستمرار.
هل وضعت أهدافك قبل البدء؟!
أسرع طريقة للشعور بالإحباط لمنشئي المحتوى الجدد على يوتيوب هو مقارنة أنفسهم أو قنواتهم مع الآخرين، لذلك قبل أن تبدأ بنشر أول فيديو لك ضع بعض الأهداف أو المعالم التي تريد الوصول إليها، لن تبقيك هذه الأمور مركزا فقط على مسارك الخاص ولن تعطيك فقط إحساسًا بالتقدم ولكنها تظهر لك ما تفعله عندما تشعر أنك عالق.
تحتوي الأهداف الفعالة على ثلاثة عناصر أساسية، وهي:
قابلة للقياس: يجب أن يتضمن الهدف مكونًا كميًا يتيح لك معرفة في أي وقت من الأوقات ما إذا كنت قد وصلت إليه أم لا.
التوقيت: يجب أن يكون للهدف مهلة زمنية واقعية ليس بعيدًا جدًا بحيث تشعر بالضغط المتواصل وليس قريبًا إلى حد كبير يجعلك تشعر بالحزن والإحباط السريعين.
قابل للتحكم: يجب أن يكون الهدف عبارة عن إجراء يمكنك تنفيذه بدلاً من نتيجة تأمل أن تأتي نتيجة لإجراء ما.
على سبيل المثال قد تهدف إلى نشر «10» مقاطع فيديو (قابلة للقياس) بحلول نهاية ديسمبر (توقيت) مع ملاحظة أن «نشر فيديو» هو إجراء يمكنك تنفيذه في حين أن الوصول إلى «1000 مشاهدة» ليس إجراءً بل نتيجة، وأيضًا لا يُعد «كسب 50 دولارًا في هذا الشهر» هدفًا في حين أن «العثور على اتفاق لترويج بعض المنتجات» هو الهدف الذي يجب أن تصل. لذلك قم بإنشاء بعض الأهداف ثم استمر في إنشاء المزيد عند الوصول إلى كل هدف من الأهداف، وسوف تتفاجأ بمدى فعالية هذه الإستراتيجية في الحفاظ على دوافعك وعلى طريقك إلى النجاح.
وأخيرًا، ليس هنالك مكسب سهل وطريق قصير للنجاح، وتذكر دائمًا أن إنشاء قناة على اليوتيوب ونشر فيديوهات عليها أمر سهل للغاية، ولكن إنشاء قناة ناجحة يتطلب الكثير من الجهد، وفي طريقك للنجاح سيكون هنالك الكثير لتتعلمه، والكثير لتمارسه، والكثير من الأمور التي يجب عليك مراعاتها ،وإذا كنت تأخذ الأمر على محمل الجد فلا يوجد سبب لعدم نجاحك.
المصدر: أراجيتك
