الفني

خليل البلوشي: التصوير ألهمني شغف التأمّل ومشاركة أحاسيسي عبر الكاميرا

بدأ لديه عشق الكاميرا والتصوير في مرحلة مبكرة من العمر. بدأ بتصوير محيطه الأسري والأصدقاء والأقارب، ثم انتقل إلى تصوير مناظر الطبيعة، وما لبث أن تطورهذا العشق حتى تحول إلى شغف للسفر واكتشاف المدن والتعرف على ثقافات العالم وتوثيق كل ذلك بالكاميرا التي باتت رفيقة أسفاره ومغامراته في فضاءات الطبيعة وأماكنها الأشد وعورة وأعمق جاذبية. له عدة مشاركات في معارض الجمعية العمانية للتصوير الضوئي منها المعرض السنوي والمعرض الفلكي الذي نظمته جمعية التصوير الضوئي بالتعاون مع الجمعية الفلكية العمانية. ومثلما برع في التصوير الفوتوغرافي قاده شغفه أيضا للتصوير المرئي فاشتغل على عدة أعمال فنية منها ما عرض على شاشة تلفزيون سلطنة عمان. إنه المصور خليل بن إبراهيم البلوشي الذي التقته “التكوين” في هذا الحوار.

  • حوار: التكوين

الذكريات والصور الأولى

عن بدايته مع التصوير ونوع أول كاميرا بدأ بها يقول خليل البلوشي: بدايتي في التصوير كانت في سنة 2013، وكانت أغلب الصور الملتقطة حينها صور شخصية للأقارب والأصدقاء. بعد ذلك انتقلت إلى تصوير الطبيعة كمحور في التصوير، فهي ملهمة جدا، وتعطي المصور خيارات واسعة في الفضاء والألوان ومكونات الطبيعة تضيف على الصورة أبعادها الجمالية الخاصة. وأحتفظ بالكثير من الصور التي أنجزتها في بداية مشواري، سواء صور الأشخاص أو مشاهد الطبيعة الخلابة. أما أول كاميرا رافقتني في بداية المشوار فقد كانت من نوع كانون Canon 600D، وهي عزيزة على قلبي، إذ إنها مرتبطة بالذكريات الأولى في ممارسة هوايتي.

يميل خليل البلوشي لتصوير المدن والمناظر الطبيعية ويعشق السفر والترحال بين دول العالم، حاملا كاميرته بحثا عن مواطن الجمال التي يقتنصها سواء في الطبيعة البكر أو في فضاء المدن. يصف خليل هذه الميول قائلا: لدي ميل كبير لتصوير المناظر الطبيعية بأجوائها وتضاريسها الساحرة المتنوعة. وهذا الشيء يجعلنا نتأمل عظمة الخالق في خلق هذا الكون وننقل شيئا بسيطا من جمال الكون والطبيعة عن طريق الكاميرا.

كما أحب التجول بكاميرتي في المدن خلال سفري. فالسفر بالنسبة لي يمثل متنفسا جميلا أرى فيه أماكن مختلفة ونتعرف على ثقافات جديدة من هذا العالم، ويتيح لي اكتشاف جمال هذه المدن في أوقات مختلفة، لألتقط بعض الصور للأماكن الجميلة سواء التاريخية أو السياحية منها.

وعن المدينة التي ظلت عالقة في وجدانه يقول خليل البلوشي: زرت العديد من الدول ولكن ايسلندا كانت مختلفة بطبيعتها الجميلة من شلالات وشواطئ تمتاز برمالها السوداء نتيجة البراكين، الأمر الذي جعل هذه الدولة عالقة في وجداني، لاسيما مشاهدة ظاهرة الشفق القطبي التي تحدث فقط في المناطق القطبية الباردة  في وقت الليل.

مغامرة الاكتشاف

المتأمل لأعمال خليل البلوشي يلحظ فيها ملمح المغامرة، حيث يذهب إلى مواطن تتطلب الكثير من الجرأة والتغلب على الخوف. يحدثنا خليل عن بعض مغامراته وأبرز المواقف التي تعرض لها قائلا: كمصور طبيعة يتطلب الحصول على زوايا جديدة وملفتة ويصعب الوصول لها. المغامرة ممتعة جدًّا كالمشي في الأودية الوعرة وتسلق الجبال الشاهقة والوقوف على حواف الصخور العالية. لقد تعرضت لعدة مواقف خطرة أثناء تصوير مشاهد الطبيعة منها فقدان الطريق أثناء محاولة الوصول إلى أحد الشلالات البعيدة في ظفار، وكدنا نتوه بين الأودية والمنحدرات الفسيحة، وبعد مشقة وطول معاناة تمكنا من الاهتداء إلى الطريق الصحيح.

وعن مدى استخدامه البرامج التكنولوجية الحديثة في تحسين الصورة يقول خليل البلوشي: أستخدم برامج التعديل في كل صوري المعروضة، من أجل إظهار المنظر بصورة قريبة من الواقع، إذ إن التعديل في التصوير الرقمي يعد مكملا للصورة، مثلما هو الحال في تحميض الصورة في التصوير الفيلمي القديم.

الفيديو كليب

يعمل خليل البلوشي أيضا في مجال التصوير المرئي (الفيديو)، وله مساهمات بارزة في هذا الجانب. يحدثنا عن هذه التجربة وأهم الأعمال التي اشتغل عليها فيقول: أشتغل على تصوير الفيديو كالإعلانات والفيديو كليب لبعض الأغاني. ولدي بعض الأعمال الوطنية التي عرضت في التلفزيون العماني، وقد قمت بتصوريها مع المخرج المبدع خميس الشيباني، منها “لبّينا النداء” للفنان سيف الريسي، و”العيد المجيد” للفنان سلطان الريسي وغيرها من الأعمال الوطنية.

ويرى خليل البلوشي أن التصوير الضوئي أضاف له الكثير في تجربته الحياتية. وفي هذا السياق يقول: أضاف لي التصوير منظورا جديدا للحياة وألهمني شغف التأمل في جمال هذا الكون وقادني لاكتشاف أماكن جديدة بالنسبة لي، تمكنت أن أشارك الناس فيها بأحاسيسي وأنقلها للمشاهد عبر عدسة كاميرتي.

الدعم والمشاريع المستقبلية

أما بالنسبة للدعم والاهتمام من جانب الإعلام والتلفزيون فيرى خليل البلوشي أنه ضعيف جدا، مضيفا: “من وجهة نظري ينبغي على الشخص المصور أن يعتمد على نفسه خير له من انتظار الدعم من أي مكان آخر.

وعن أبرز مشاريعه وخططه المستقبلية يقول خليل البلوشي: أشتغل حاليا على تصوير ومونتاج الفيديو كعمل تجاري، وخططي المستقبلية إنشاء شركة إنتاج فني. ومن الخطط لدي أيضا أن أزور وأصوّر أغلب الأماكن الجميلة في عُمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق