مقالات

الهيئة العامة لمكافحة الحسد!

ماهر الزدجالي

رأيت فيما يرى النائم (أحلاما يعني) ونحن غير مسؤولين عما نرى من أحلام لأنها أضغاث من عمل الشيطان (لعنة الله عليه)
نعود لموضوع الحلم حيث رأيت أنني أمام مبنى مكتوب عليه «الهيئة العامة لمكافحة الحسد»، وعلى الرغم من أنني من الأشخاص الذين لا يهتمون بموضوع الحسد كثيرا ومع ذلك وجدت نفسي وبدون تفكير داخل المبنى الأنيق، وللأسف لم يسعفني الحلم لكي أرى اللوحة التذكارية التي كتب عليها تاريخ افتتاحها. وفي القاعة المليئة بالزخارف الذهبية توجد لوحة فنية كبيرة مرسوم فيها عين داخلها عود في إشارة رمزية إلى المثل «عين الحسود فيها عود» هذا إلى جانب الثريا المعلقة والكراسي الوثيرة (اللهم لا حسد) استقبلني أحد الموظفين ليشرح لي إنجازات الهيئة العظيمة في مكافحة الحسد وقال إنها استطاعت ردع بعض الباحثين عن عمل الحسودين أثناء ممارستهم الحسد على إخوانهم الموظفين في وضح النهار.
ومن البرامج المميزة التي تقوم بها الهيئة زيارة المرضى لتشجيعهم ورفع معنوياتهم من جهة والتأكد من أنهم لا يحسدون أبناء الفئات الأخرى الذين يتعالجون في الخارج على حساب الجهات المعنية.
كما أن فرق الهيئة مشكورة تقوم بزيارة بعض الجهات الخدمية ومقابلة الأشخاص الذين ينتظرون تخليص معاملاتهم في طوابير طويلة وأسابيع عديدة للتأكد من أن هؤلاء الناس لا يدخلهم الحسد كون أن بعض الأشخاص يتم تخليص معاملاتهم في دقائق وهم في بيوتهم.
ومن أعمال التوعية الإعلامية التي يقومون بها في الدائرة الإعلامية طوال العام والتي أعجبت بها أنهم يقومون بزيارة البيوت القديمة شبه المتهدمة وتوعية الأسر بضرورة ممارسة الصبر وعدم السماح للحسد بالدخول إلى قلوبهم وخاصة عند المرور بقصور وأراضي الأغنياء وقد أثمرت هذه الحملات الكثير من النتائج الطيبة.
وفي هذا الصدد قاموا بإنتاج وتصوير العديد من الأغاني والقصائد الشعرية والأفلام الوثائقية التي تجعلك تتخلص من ذرات الحسد التي في قلبك.
كما أنهم قاموا بوضع بعض المواد التي تتحدث عن أضرار الحسد داخل المنهج الدراسي الخاص بالتربية الوطنية.
وفي دائرة التدريب واصل الموظف حديثه بقوله إنه وفي سبيل معالجة هذه الآفة الضارة في المجتمع فإن الهيئة تقوم بتنفيذ دورات وزيارات خارجية لموظفيها إلى الدول الأوروبية لنقل الخبرات والتجارب حتى لا يدخل الحسد بين موظفيها وتقوم بإرسال جميع الموظفين بلا استثناء.
وحتى تواكب الهيئة مبادئ الثورة الصناعية الرابعة قامت بتطبيق تقنيات حديثة وخط ساخن ورقم (واتساب) للإبلاغ عن الحاسدين (كفانا الله من شرورهم)
وقبل أن أصل إلى نهاية الجولة التعريفية بالأقسام شكرني الموظف على زيارتي وقال إن أهم اختراعاتهم الجديدة هو جهاز لكشف الأشخاص الحاسدين ودعاني لتجربته وقال إنه سوف يصدر صوتا عاليا إذا كنت من الحاسدين (والعياذ بالله) ولأنني كنت واثقا من نفسي (زيادة عن اللزوم) قمت بتجربته ولكنه أصدر صوتا تجمع على إثرها رجال الأمن والمطافئ وكلاب الحراسة وعمال النظافة والمندوبين ومسؤول الرقابة والتدقيق … وفجأة استيقظت من النوم وحمدت الله أني لست من الحاسدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق