السياحي

السفر عند العُمانيين موضة تتجدد ببلدان جديدة

  • مع كل صيف، لا تهدأ المكاتب، ولا تستريح عمليات البحث عبر “جوجل” وأمثاله عن الوجهات، فالبعض يبحث عن الشرق، والبعض الآخر يُحبّذ الغرب، بينما يرى آخرون في بلدان المتوسط الرغبة والمقصد. إنها موضة السفر، التي لم تعد كالسابق عند العُمانيين؛ يوم أن كان البعض لا يعرف بعض الدول إلا بالاسم، بل لا يحلم بالسفر إليها لغلائها سكنًا ومعيشةً، فيلجأ إلى دولٍ تتناسب وميزانيته، غير أن الوضع اختلف الآن؛ فالوجهات تعددت، والبلدان تنوعت، والعروض كثرت؛ إذ يُمكنك زيارة أكثر من دولة في غضون أسبوع، لتستمتع بالثلج تارة، والجبال الخضراء تارة أخرى، وقد تعيش أجواء ماطرة لم ترها في بلادنا إلا في أيام معدودات.

فلماذا نُسافر؟ وما الوجهات الجديدة؟ ومع الانفتاح على دول جديدة نختلف معها ثقافةً وفكرًا، كيف يستطيع المسافر الإحساس بالأمان وقضاء وقت ماتع وشائق؟ هذه الأسئلة وغيرها بحثنا عن إجاباتها مع مجموعة من العُمانيين الذين تعددت سفراتهم ورحلاتهم، فكان هذا الاستطلاع.

لماذا تُسافر؟

أول أسئلتنا كانت عن سبب السفر، وعامر الخروصي أجاب بأن السفر مخرج من ضغوطات الحياة والعمل؛ ففيه الاسترخاء والاستمتاع بكل اللحظات بعيدًا عن الضعوطات، مضيفًا “وقتك كله لك كذلك من خلال السفر نتعرف على حضارات وثقافات الدول الأخرى ، كما أنني أشعر بأن السفر أصبح من الضروريات لكنه ليس أولوية”.

وتقول صفاء الفهدية بأن في السفر فوائد عديدة منها التعرف على الحضارات والمعالم واكتشاف الثقافات والاستجمام وكسر الروتين من الضغوطات والعمل، مؤكدة بأن السفر لديها يُعدّ ضروريًا كي تتعرف على المزيد من ثقافات الدول ومعالمها وطبيعتها وأجوائها.

أما طارق الجابري فيوضح بأن كل شخص يُسافر لعدة أسباب منها التغيير، والتعرف على العادات والتقاليد الأخرى، ومنها الترفيه عن النفس، والبعد عن الضغوطات التي يواجهها الشخص خلال فترة وجوده داخل البلد حيث يرحل بعيدًا عن الضجيج وعن الوسائل الإلكترونية أحيانًا.  ويستشهد أحمد العذالي في إجابته ببيت الشعر المشهور، فيقول” وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد”.

للسفر فوائد كثيرة ورغبتي منها الترويح عن النفس والتعرف على ثقافات الناس وطباعهم وكسب خبرة التعامل مع الآخرين باختلاف نسيجهم الاجتماعي”، مضيفًا بأن السفر ضرورة لإحياء النفس وتجديد نشاطها لكنها مشروطة بالقدرة دون التكلف والبذخ. وتسافر مشاعل البيمانية – كما تقول- لـ ” أستمتع بمعنى الحياة وأتعرف على مختلف الثقافات ولكسب ثقة أكبر وعلم مفيد وأبتعد كذلك عن زحام الأعمال والارتباطات في البلد وأقضي وقتًا من الاستجمام بعيدًا عن الدنيا مثل ما يقال”.

سفرٌ وحُلم

سافر عامر الخروصي إلى ١٧ دولة هي بريطانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وتركيا وجورجيا وإيران وماليزيا وتايلاند وسيريلانكا ومصر والمغرب وجميع دول الخليج، ويتمنى زيارة ثلاث دول هي اليابان والأرجنتين وأمريكا. وزارت صفاء الفهدية ما يقارب الـ ١٥ دولة من غير دول الخليج، منها  إيطاليا، والنمسا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وسويسرا،و التشيك،و بريطانيا، وجورجيا، وإيران،و سيرلانكا، والهند، وزنجبار، وتايلاند، وماليزيا، وتتمنى زيارة أمريكا والصين.

أما طارق الجابري فيعتقد بأنه سافر إلى ٧ دول لحد الآن وأولها جمهورية الهند، ويحلم بالسفر إلى الدول الأوروبية وأمريكا.  بينما سافر أحمد العذالي إلى ٨ دول أولها ماليزيا، متمنيًا السفر إلى أوروبا وبالتحديد ألمانيا والنمسا وسويسرا.

وزارت مشاعل البيمانية حوالي  13 دولة ، أبرزها: ماليزيا ،و الهند،وتايلند، وإيران ، ومصر، وتركيا،و فرنسا،و إسبانيا،و إيطاليا، وسويسرا، والنمسا، وألمانيا، ودول الخليج، وتحلم بالسفر إلى الصين وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.

مجهود شخصي أم مكتب سفر؟

مع الإنترنت والوسائل الإلكترونية الجديدة أصبح التخطيط للسفر سهلًا وبسيطًا لمن يبحث عن خيارات شخصية، وكذلك تخفيض النفقات، إلا أن البعض الآخر يُفضّل المكاتب عن “عوار الرأس” كما يقول.

فعامر الخروصي يؤكد بأنه يقوم بالتخطيط وترتيب جميع سفراته بنفسه وهذا يعني أنه يقوم بتوفير بعض المبالغ التي تتقاضاها المكاتب وكذلك لا يكون مُلزمًا بجدول محدد. وتشاركه في هذا الرأي صفاء الفهدية التي ترتب سفراتها بنفسها، إلا أن طارق الجابري يتعاقد أحيانًا مع المكاتب في الدول التي يُسافر إليها، وفي أحيان أخرى يقوم بالمهمة بشكل ذاتي.

وكانت بداية أحمد العذالي من خلال المكاتب السياحية في السلطنة كونها أولى التجارب ثم بعدها قام بالتواصل مع المكاتب المعتمدة في البلد المراد السفر له مباشرة وذلك لقلة التكلفة مقارنة بأسعار المكاتب هنا، ويتطلع إلى الاعتماد على نفسه في السفرات القادمة.

وتنصح مشاعل البيمانية الجميع بالتعاقد مع المكاتب في السلطنة وليس مع الشركات في الدول التي يسافرون إليها حسب وجهتهم، والسبب في رأيها “لأن المكاتب عندنا تبرمج الرحلة السياحية في جدول متكامل حسب الإمكانات المالية والأذواق في رحلات يومية لكل المناطق السياحية مع الإرشادات المهمة والحجوزات المؤكدة التي لن تخلف أو تتخلف في وعودها مع الزبون ربما بمقابل عمولة لا تُذكر على الشخص الواحد مقابل تنظيم وتواصل مستمر وتوفير ما يلزم توفيره لكل شخص”.

مواقف محرجة

لا يخلو أي سفر خصوصًا في البدايات من مواقف غريبة وربما يصل بعضها إلى الإحراج. وعندما سألنا مَن استطلعنا آراءهم عن المواقف التي تعرضوا لها أجاب عامر الخروصي قائلا: “زرت إحدى الدول الناشئة في السياحة وحدثت معي بعض المواقف ومنها “الاستغلال” وهذا أسوأ ما قد يحدث للسائح وكذلك سكانها لا يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة وعدم توفر الخدمات وقد نصحت الكثير بعدم الذهاب لها”.

وتوضح صفاء الفهدية بأن بعض الدول سافرت إليها من أجل الجو البارد لكنها تفاجأت بعد وصولها بأنها ليست بتلك البرودة أو تلك الجمالية التي كانت تتخيلها.

ويؤكد أحمد العذالي بأن المواقف والصعوبات من التحديات المتوقعة في كل مجالات الحياة لكنها لا ترقى لأن تُوقف شغف السفر لديه. وتذكر مشاعل البيمانية أبرز المواقف التي مرت عليها وتحديدًا في الهند، فتقول: “تبدأ القصة بعد تواصلنا من السلطنة مع منسق طبي في مستشفى بالهند وبعد وصولنا هناك اكتشفنا أن المستشفى ليس هو المستشفى التخصصي بالمجال المطلوب أبدًا وتأكدنا أننا تعرضنا للاستغلال بعد اكتشافنا أن الفندق أيضا يتبع الشخص الذي نسق لنا المواعيد بذلك المستشفى؛ مما اضطرنا إلى التواصل المباشر مع أحد المكاتب السياحية بمسقط فنسق لنا ما يلزم وحفظ حقوقنا وأوصلنا للمكان المطلوب لإجراء الفحوصات التي كنا نبحث عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق