الفني

طالب محمد: منذ العام الماضي كنا نعرف غياب الإنتاج الدرامي هذا العام

أكد الفنان طالب بن محمد البلوشي أن غياب الدراما العمانية هذا العام معروف منذ العام الماضي، فمنذ سبتمبر من عام ٢٠١٩م وحتى تاريخ تقاعدي كنت على معرفة بأنه لن يكون هناك عمل درامي محلي لعام ٢٠٢٠، مشيرا إلى أن المسئولين في قطاع الإنتاج الدرامي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يعزون ذلك لعدم توفر النص الذي يبحثون عنه أو يريدونه بصفة (الدراما النوعية)، وقال: وطبعا هذه الجملة حتى هذه اللحظة لم أحصل لها على تفسير وأنا ابن الدراما منذ عام ١٩٨٢ في وزارة الإعلام ثم الهيئة وكنت رئيس قسم الدراما بالإذاعة ثم مديرا لدائرة الإنتاج بالتلفزيون منذ٢٠١٠ م.

ويأسف الفنان طالب لغياب الدراما العمانية هذا العام، وقد كانت حاضرة منذ عام ١٩٧٦م، يقول: في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي كانت أعمالنا المحلية كثيفة وحاضرة بقوة مما أفرز عددا كبيرا من المشتغلين العمانيين ثم العرب، وحتى الموسم الرمضاني عام ٢٠١٩ شمل الإنتاج الدرامي ثلاثة مسلسلات عرض منها اثنان وتوقف واحد، مشيرا إلى أن الأسباب والنتائج والرد عليها عند إدارة قطاع الإنتاج.

وعن مشكلة عدم توفر النص كما ذكر أن الإدارة تكرره أشار إلى أن جميع الشركات قدمت نصوصا سواء ٣٠ حلقة أو سهرات عن طريق شركات الإنتاج كون أن القطاع نفسه لايمكن أن يوفر نصوصا، غير أن هناك نصا واحدا في الأدراج منذ خمس سنوات تقريبا عنوانه “النوارس والنسور” الذي تمت كتابته مرتين حتى هذه اللحظة، حسب علمي، ولا أعلم بأية مستجدات حول.

ورأى الفنان طالب محمد أن المشكلة تم حصرها في النصوص، علما أن هناك نصوص طلب فيها تعديل وإعادة كتابة ومنها ماهو مقبول، لكنه يستدرك بالقول: “إذا كانت المشكلة، كما أسمع في شركات الإنتاج، وهي حسب اجتهاد الدكتور خالد الزدجالي عندما كان رئيسا للإنتاج حتى خلفته كمدير، فكنّا نؤكد على أن شركات الإنتاج رديف حقيقي للارتقاء بالدراما وكنت والدكتور خالد في لجان تطوير المسرح والدراما وقدم المشتغلون، الذين تم ترشيحهم، القرءات العلمية في ذلك، إنما للأسف فإن تلك الدراسة لم تر النور إلى يومنا هذا .

ويتساءل الفنان طالب البلوشي: إذا كنا نريد أن نرمي الإخفاقات على شركات الإنتاج فكيف نجحت، بتعاوننا وإشراف من قبل دائرة الإنتاج في القطاع، في تقديم أعمال جميلة بلغت خمسة أعمال في إحدى السنوات وسهرات ومسرحيات تلفزيونية؟! ..

ويتساءل: إذا أين الخلل؟! مشيرا إلى أنه طالب عدة مرات بأن يتم الجلوس مع الشركات والكتّاب والحديث معها بشفافية للوصول للمطلوب، مؤكدا: فليكن القطاع صاحب العرض والطلب، وأكرر مرة بعد أخرى أن شركات الإنتاج رديف حقيقي للاستمرار والتطوير .

ويضيف الفنان طالب البلوشي: ابتعدت عن قطاع الإنتاج منذ عام ٢٠١٦ حيث كنت خبيرا (وظيفيا) فقط لاغير، فلم أشارك في أية نقاشات تخص القطاع ولكني أدرك ان الدراما ليست فشل عمل واحد أو اثنين أو سقوط موسم يعني التوقف، يجب أن يستمر الإنتاج والبحث عن النصوص والمطلوب إنتاجه إذا كانت هناك نية حقيقية للإنتاج دون البحث عن مبررات قد تكون غير مقنعة..  ثم إن هناك الآن خبراء ومستشارين اكفاء  من جيلين فلماذا غابت الحلول؟!

وطالب بأنه يجب العودة والاشتغال على آلية للجلوس مع الكتّاب والشركات إذا كانت هناك نية للعمل والسير في هذا البناء بوجود قطاع كبير، معبرا عن أمنيته في أن يتم الاشتغال على النصوص التي تحمل قضايا المجتمع والتراث والنهضة والإنسان على الأرض، وأن تكون هناك اطروحات لعودة الدراما بالقوة السابقة وأكثر، وأن تعمل شركات الإنتاج المحلية كرديف، فكل التجارب من حولنا تثبت ذلك ..

وقال الفنان طالب: لست ضد أن ينتج القطاع بنفسه، ولكن يبقى بحاجة إلى كوادر خارجية كبيرة، فنانين وفنيين عرب وأجانب، سواء إذا اتجهت النية لإنتاج النوارس والنسور او غيرها من الأعمال .

ودعا الفنان طالب محمد إلى استقلالية قطاع الإنتاج إذا أردنا أن نسير باحترافية، كما دعت الاستراتيجية المعدة لتطوير الدراما والمسرح في السلطنة، وعلينا أن نفكر بالتسويق حتى لا يبقى الإنتاج العماني أسير القناة الرسمية الواحدة، لأنه حسب القاعدة الحالية “إذا انتجت فلا تفكر في التسويق.. وهذا يعني: إرم فلوسك وانت عارف مصيرها”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق