مقالات

ولأنني أعلم أنك لا تقرأ..!

شيخة الشحية 

كيف أبدأ رسالتي هذه لك؟
وأقول بأنها رساله لأنها ليست كما عهدتني أكتبها، ولأنني أعلم بأنك لا تقرأ أعجبتني فكرة الكتابة هذه المرة أكثر، لأعيش الواقع بمصداقية أكبر،عادة من نحبهم يموتون أسرع، ومن نبوح لهم يفشون بأسرارنا أسرع، ومن نثق بهم يخونون أسرع أيضاً.
الواقع أيضاً يقول بأن من نكتب لهم لا يقرأون أيضاً، أي أننا نكتب للورق فقط، وهذا يكفي لنخرج ما في صدورنا من مشاعر مكتظة ومختلفة، لا يهم من الذي يقرأ أو من المقصود فقط نكتب لأجل راحة أنفسنا وليبقى الغائب غائباً.
رغم احتياجي لك لم أجدك بجانبي، حتى وإن كان وجودك إلى جانبي يقتصر على صمتك فأنا أجد فيه قوتي، احتجت إليك لتمنع عني الألم وتبعد عني الأسئلة الكثيرة التي تتردد إلى ذهني، والتي لم أجد لها جواباً، أو أنني وجدت ولكني أريد مناقشتها معك فقط لأنني أثق بك كثيراً.
دعني أخبرك، نعم أنت، بالرغم من أنك لن تقرأ ولكن لا بأس، سأخبرك.
لا أحد يمكنه أن ينتزع ألم قلبي وحرقته وألمك أيضا، ليس هناك من هو مناسب للبوح له عما نريد، بين تلك الجموع الغفيرة من الناس الذين أشعر بثقل وجودهم بيننا، لا فائدة من أحد، تقذفهم لنا الحياة على أنهم أقارب أو معارف لكن ليس بينهم مستمع جيد، الجميع مشغول، فواجباتهم كثيرة، ووقتهم محدود مثل العبارات التي يرمونها إلينا سريعة دون أن ينتظرون جوابنا.
اسمعني:
لا تمل عن قراراتك التي تحبسها بين أفكارك، لأنني أيضا قررت عدم الميلان والرضوخ، سأستمتع بالأيام وأدع لها وقتها لتكشف لي ما تريد هذه المرة، أنا في كامل هدوئي واتزاني، كن واثقا بنفسك كما عهدتك وعهدتني.
أعلم أن هدوئك وراءه صُراخ لا يسمع، يصلني أنا فقط، أنا فقط من يفهمه، سأتركك بهذا الصراخ المزعج لك ولي، لا أريد سماعه مجدداً، فقد تكرر عندي لسنوات، مللت الاستماع إليه، سأدعه لك وحدك، كن قوياً فأنا لم أعد بجانبك الآن ولن أكون أبدا.
كف عن النحيب، فأنا وجدت من أكتب إليه ويقرأني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق