مقالات

سنخبر الله أننا نحبكم

حمود بن سالم السيابي
—————————
غدا سيهزم الوطن “كورونا” وسيبحث في يوميات معركته عن رجال بلا أنْجُمٍ على الأكتاف وقد اقتطف الوطن من سمائه كل المجرَّات لتكون أكتافهم هي السماء.
غدا سنصبح على نهار كعيون الماجدات ، وستزهر الحقول بلابسات السماعات قلائد أزهى من “المرِّيات”.
غدا ستتسكب عهود “أبقراط” مطرا لعطش الأرض وحداء للقوافل وأناشيد للصغار ، فالأطباء الذين امتهنوا مداواة المرضى قد ارتقوا لإسكات وجع الوطن.
غدا سيفتش الوطن في أدبيات احترابه الشريف مع الجوائح عن الذين يسترخصون الروح لوقف نزيف الأرواح ويستزهدون الأعمار ليخطُّوا بوصفاتهم الطبية أعمارا للآخرين.
وعبر مئات القرون خاض وطننا الشامخ حروبه الشريفة ليطرِّزَ وجوده في الجغرافيا الثابتة بالجماجم فصان الأرض والعرض ، ويخرج أطباؤه اليوم في صدارة الزحف لتبرق قوائم البطولات بالقادة الذين لا يرتضون إلا بمزاحمة الأسلاف رجولة برجولة وتضحية بتضحية ، تأكيداً لتوارث الجينات والأرومات في الرحم الولود.
وإذا كانت تخومنا البعيدة مؤمَّنة بالذائبين في شمس الخنادق وبرد الشتاء ليبقى الوطن منيعا بعون الله فإن جبهتنا الداخلية متماسكة بهؤلاء الذين يجعلون من معاطف الأطباء بشرف البزات العسكرية ، ومن السماعات الطبية بعظمة المناظير التي ترصد العدو المتربص بالوطن ، ومن الأمصال والأدوية بقوة النيران التي تحرق أخضر ويابس الأعداء.
ولأننا ورثة كل هذا المجد فإننا بعون الله سنسجل انتصارنا اللافت في الغد القريب على “كورونا” وستتكرر أسماء الطبيبات والممرضات العمانيات في قصائدنا كما تكررت عنيزة وخولة وسلمى ووريق وليلى وعبلة في ديوان الشعر العربي.

وغدا سيزاحم أطباؤنا وممرضونا قامات الجلندى والوارث والمهنا وجيفر والصلت في التاريخ المعمَّد بالمجد فننقش الأسماء على جدران القلوب.
غدا سيبقى “كورونا” مجرد ذكرى حزينة نحكيها لأطفالنا ونحن نتأبَّط أياديهم في طريقنا للجوامع التي سنعود إليها بشوقنا لصلاة الجمعة.
وغدا سنطيل المصافحة لنطفئ شوقنا بعد انقطاع للمسات الأكف الدافئة.
وغدا سننتصر فعمان كما كانت وديعة في عنق سيدها قابوس العظيم هي اليوم وديعة في يد سيدها هيثم العظيم.
فيا حملة السماعات من أطباء وممرضين “سنخبر الله أننا نحبكم”.
————————
مسقط من ميدان الاحتراب مع كورونا في ٢٧ مارس ٢٠٢٠م.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق