أخبار اللبان

“سكّة سفر”: العنقودي في رحلات عبر قبضان السكك الحديدية

على ظهر “الوحش الحديدي” يرتحل المغامر خالد بن سعيد العنقودي ليكتب عن “رحلات عبر قضبان السكك الحديدية” في كتابه الجديد “سكّة سفر” والذي تضمن توثيقا لزياراته إلى عدد من مدن العالم، ضمن مشروعه الكتابي عن رحلاته ومغامراته.

يرى العنقودي أنه “لا بد لنا من السفر والترحال لندلف في عالم جديد ومتجدد، إذ يعتبر السفر أحد الأبواب التي تخرجنا من الفكر غير المألوف لما تعوّد عليه الفرد منّا إلى فكر جديد، وذلك بعد نفاد صبره إلى أن يلفه الحنين للعودة إلى وطنه، حيث لا تخلو أحلامنا من بلدان معينة، منا من يحلم بسويسرا، وآخر أن يصل إلى السويد، وذاك إلى اليونان”، لكنه يشرح أنه اختار هذه المرة الكتابة عن رحلاته على متن عربات القطارات، وفي هذا دهشة واكتشافا أعمق “حاملًا معي رسالة سلام إلى هذه الشعوب والحضارات قاطبة” مشيرا إلى تفاوتها “منها الفاخرة والعتيقة والحديثة متذكرًا أنه بعد سبعة عشرة عاما من بداية ركوبي أول قطار أكون قد تنقلت عبر (340) عربة قطار مختلفة الأنواع”، موضحا أن بينها “ما هو مزوّد بمقصورات فاخرة كالطائرات والفنادق، وهي تقدم أعلى مستويات الراحة بشكل خاص باعتبار القطار فندقا متنقلا يجوب الدول مجتازًا مناطق آية في الجمال تبعث البهجة في النفوس، حيث تتيح للراكب في هذه العربات أن يرى في كل إشراقة فجرًا جديدا بعدما تستيقظ الجبال تحت أشعة الشمس الذهبية مقدمة فرصة لا تعوض للراكب من حيث رؤية الطيور والبحيرات والأنهار ومشاهدة المساحات الخضراء الرائعة”.

 ويشير المؤلف إلى ما تمنحه إياه فكرة الترحال عبر القطارات، فتوفر للمسافر مشاهدة الطريق من خلال نوافذها ليرى حركة إعمار أراضيها، واخضرارها، ورؤية الحقول والطبيعة، حيث الوصول إلى “مناطق بكر قلّ ما يصلها السائح، تاركة لبني البشر أن يقف برهة أمام هذه الآلة (القطار) والتي تنقل المسافر من بقعة إلى بقعة أخرى، ولعمري إني  قضيت رحلات جميلة وشائقة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ في هذه العربات، وكما هو معلوم أن بعض الدول قد تركت إرثا للبشرية من علم وفن وحضارة، وعلى بني الإنسان أن يستزيد ويستلهم من هذه القيم الجميلة”.

    وللعنقودي فلسفته في الترحال، حيث يختار أن يمضي في أسفاره دون رفيق أو صاحب، وقد أغراه بالسفر بالقطارات هذه المرة، في رحلات غير مألوفة حسب قوله: “بعدما رأيت الكثير ممن يتنقلون بين الدول يختصرون كثيرًا من المسافات عن طريق الطيران مما لا  تتيح لهم هذه الرحلات رؤية ما يمكن رؤيته من مسالك وطرقات ومشاهد لا يمكن الوصول إليها بسهولة إلى معظم مناطق وقرى القرويين وهي أمكنة غير معهود السفر إليها”.

 في مطلع كتابه الجديد يأخذه الترحال عبر “قطار الشرق الأوسط” كما يعنون أحد فصول كتابه إلى سنغافورة، ويوضح أن ” إن ما يميّز هذاالقطار هو ركابه الذين معظمهم من الرحّل وبالتحديد من الجنسيات الأوروبية، وذلك في رحلة أشبه برحلات الملوك والأباطرة، كما أنه يعتبر بمثابة تحفة معمارية، بعدما صمم بتناسق يتناسب مع طبيعة الجو الحار في آسيا، أما طبيعة تصميمه فهو جزء من الطبيعة لا دخيلا عليها، وهو عبارة عن فندق متنقل ولمدة ثلاثة أيام وعبر (41) ساعة من سنغافورة إلى تايلند، وهو يسير بنا عابرا حدود الدول تاركا الركاب أثناء مروره غارقين في الاستمتاع بمناظر غابات أشجار النارجيل.

أما رحلته إلى دار جلينج، في الهند، “وهي بالقطار البخاري في رحلة لا تصدق وعبر مسار عمودي، به كثير من المنعطفات الجبلية مخترقا في ذلك كثيرا من المناطق الجبلية، بعدما يقطع الرحلة  في ظرف (9) ساعات، هذه الرحلة بالقطار كانت مكتظة بالإثارة والمناظر الخلابة قاطعا في طريقه كثيرا من الشلالات والغابات والأودية وهو يخترق أنفاقًا وعبر (83) كم من السير ونحن نمتع ناظرينا من النوافذ بمشاهد مزارع الشاي، والتي امتدت عبر بساطٍ أخضر تحاذيه هذه الجبال والأنهار. “

ويمضي قطار المؤلف خالد بن سعيد العنقودي في التحرك من محطة إلى أخرى، ومن مدينة إلى تالية، بين بلدان وقارات العالم يرصد اللكثير من التفاصيل المدهشة، والتي وثّق العديد منها، عبر رحلاته المختلفة، في إصدارات سابقة، صدرت سابقا عن بيت الغشام للصحافة والنشر، فيما صدر آخر كتابين له في أدب الرحلات والمغامرات عبر دار لبان للنشر، ويقدم في كتابه الأخير “سكة سفر” بعض الحكايات عن المواقف التي تعرض إليها، يقول: “في بعض هذه الرحلات قد صادفتني مواقف عصيبة كالرياح والأمطار، والتي عطلت من حركة هذه القطارات وكذلك نجوت بأعجوبة بعدما أرجأت رحلتي في آخر لحظة، وغيرها”، وأيضا إلى أنه مرات لا يجد قطارا ينقله إلى وجهته فيستقل قاطرة تنقل أعواد قصب السكر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق