السياحي

“كوتا توا” الإندونيسية

قلب جاكرتا يفوح بعبق الماضي

تجتذب مدينة جاكرتا القديمة “كوتا توا” في إندونيسيا، أعدادا كبيرة من الزوار من داخل البلاد وخارجها، لتقدم لهم رحلة عبر الزمن من خلال مبانيها العائدة إلى عصور مختلفة، وتحمل آثار الدول والممالك المتعاقبة عليها.

تقع “كوتا توا” في منطقة الميناء شمال العاصمة الإندونيسية، ويعني اسمها المدينة القديمة، ولعبت دورا رائدا في جعل جاكرتا مركز الحكم بإندونيسيا، عبر الموقع المهم الذي احتلته خلال فترة حكم مملكة “سوندا”، وسلطنة “بنتن”، وخلال فترة الاحتلال الهولندي، ومن ثم الياباني.

وخلال تلك الفترات المتعاقبة، كانت “كوتا توا” مركزا إداريا واقتصاديا وتجاريا في قلب جاكرتا، التي حملت في الماضي أسماء “سوندا كلابا” و”جاياكارتا” و”باتافيا”، إلى أن استقرت على اسمها الحالي.

ويغلب على “كوتا توا” الطابع الأوروبي، بسبب المباني المتبقية من فترة الاحتلال الهولندي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتحيط القنوات المائية بمبانيها ذات القيمة التاريخية والثقافية، ما يجعل منها مكانا مميزا.

معظم المباني التاريخية لـ “كوتا توا” أصبحت الآن متاحف، أو صالات عرض، أو مقاهي، أو مطاعم، ويجذب ميدان “فتح الله” وسط المنطقة، العدد الأكبر من الزوار بمعماره الفريد.

ويمكن للزوار استكشاف المنطقة عبر جولة فريدة من نوعها، على متن دراجات متنوعة الألوان بين الأبيض، والزهري، والأحمر، والأصفر، والأزرق، وغيرها، تُعرض للإيجار في مركز الميدان.

ويرسم مشهد الدراجات الزاهية الألوان براكبيها صغارا وكبارا من الجنسين، لوحة فريدة وسط المباني التاريخية.

وقالت رئيسة إدارة “كوتا توا” سومارني، إن المنطقة تمتد على مساحة 5 كيلومترات مربعة، ومن السهل الوصول إليها بالمواصلات العامة من جميع أنحاء جاكرتا، ما يجعلها تستقبل يوميا آلاف الزوار، ممن يرغبون في التعرف على تاريخ جاكرتا، ومناخ المدينة القديمة.

وتشير سومارني، إلى وجود 7 متاحف في “كوتا توا”، تتنوع تخصصاتها بين التاريخ، والبحرية، والخزف، والدمى، وغيرها، كما أن المنطقة تستضيف عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والفنية.

وتقول إحدى الزائرت، فيتي ساهورياه (18 عاما)، إنها جاءت مع عائلتها للتجول في المدينة القديمة، وفضلوا القدوم وسط الأسبوع ليستمتعوا بجمال المنطقة، وبجولة الدراجات بعيدا عن الزحام.

ويقول أدا مولانا (23 عاما)، زائر آخر، إنه يأتي كثيرا إلى “كوتا توا” لأنه يجب المناطق التاريخية، والمباني ذات المعمار المختلف، ويستمتع بالتقاط الصور وسطها.

تعود الكثير من مباني المنطقة إلى فترة الاحتلال الهولندي، الذي كان يطلق على إندونيسيا اسم “جزر الهند الشرقية”، وأصبحت معظم تلك المباني متاحف أو مطاعم أو دوائر حكومية حاليا.

في الحرب العالمية الثانية احتل اليابانيون إندونيسيا، ودعموا كفاحها من أجل الاستقلال عن هولندا، وبهزيمة اليابان واستسلامها عام 1945، تم إنشاء حكومة إندونيسية.

أعلنت هولندا عدم اعترافها بالحكومة الإندونيسية، لكنها اضطرت إلى الاعتراف بها في 17 أغسطس 1945، بعد انتصار الكفاح المسلح ضدها.

المصدر: الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق