مقالات

الكمامات والقفازات والمعقم .. ونحْن

شيخة الشحية

حول العالم يبدو الجميع مخطوفاً، خائفا ومتردداً، وقلقين جميعنا من تزايد الأرقام السريع، ونحن في بيوتنا نفكر كيف سنخرج للشارع مع أصدقاء جدد لم نعتد عليهم كثيراً بعد، فهناك من يقول أشعر بضيق التنفس وكأن الكمام يحجب عنهم الهواء، وغيره من يقول لم أتعود على ملامسة أشياء إلا بيد خاليه من القفاز.

ظروف جديدة عشناها منذ ثلاثة أشهر، ونخشى أن نضيف شهرا آخر عليها، مر رمضان والعيد ونحن على أمل ودعاء أن تعود الحياة كما كانت، لأننا بتنا كالمخطوفين من الأيام والأوقات واللحظات الجميلة، وبات الجميع مسجوناً في كمامة وقفاز ومعقم.

يبدو حلم العودة إلى الحياة الطبيعية السابقة قريبا، نرى انفراجته مع بداية فتح بعض الأبواب الموصدة والشوارع المغلقة، إنما نتساءل فكيف سنعيش بقلوب وجلة، فنمشي محاذرين الاصطدام بفيروس لا نعلم أين يقف وما هو موقعه بالضبط؟ مع أنه لا يفلت منا المعقّم ولا نفلت منه، ندهنه على أيدينا أكثر من دهن المرطبات التي اعتادت عليها أيادينا بروائحها الزكية، إنما طغت روائح  المعقمات خشية أن يلتصق بنا “كوفيد 19” عبر مرورنا الكريم الذي لا يأبه له هذا الفيروس.

قلق الاصابة به أو نقل العدوى إلى الآخرين يربكنا، ونتمسك بحسابات التأكد من وجود القفاز والكمام والمعقم، خشية أن نقصّر مع هذه الثلاثية التي لم تخطر على بالنا، فخشيتنا المستمرة عدم اهمال أي واحد منهم.

واجبنا، ودورنا، والمطلوب منا: أخذ الحيطة أكثر.. حتى لا ينال منا فيهزمنا على حين إهمال، فنعود إلى إغلاق الشوارع وإيصاد الأبواب مرة أخرى،  والمكوث خلف جدران بيوتنا منتظرين أن يلتزم الجميع وأن ترحمنا القرارات برحمتها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق