مقالات

التعلم من الأخطاء

 ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

هناك من البشر من ألف التسلق على ظهور الآخرين للوصول، وما إن وصل حتى طغى واستكبر وأنكر المعروف فبئس هذا النوع من البشر، فتجده دائمًا يحسب للمصلحة فقط ولا يدرك أن الحياة ستعلمه دروسا قاسية، وأنه ربما في يوم من الأيام تدور الأيام ويحتاج لمن يراهم أقل منه شأنا، ومرد كل ذلك للقدر.

ما أظلم الإنسان وما أكفره وما أجحده، يضرب بصنائع المعروف عرض الحائط وقلما يعترف بعيوبه وأخطائه ومن منا بلا عيوب وأخطاء ؟ بل ولا يسعى لإصلاح هذه العيوب ولا يتعلم من الأخطاء، إن من يرمي بقضه وقضيضه على البشر ولا يحس أنه عبء ثقيل عليهم وضيف ممل يقتحم عليهم خلواتهم ويشاركهم خصوصياتهم مخطئ، فرحم الله من زار وخفف، ومن جعل من نفسه خفيفًا استخف به الناس وحتمًا سيتجنبونه بكل سهولة ويسر وسيتركونه في أقرب فرصة غير مأسوف عليه.

وهذا هو طبع البشر، لا يحبون الإيذاء والكدر، فإن أكرموك فمن حسن خلقهم فلا تلقي عليهم همومك ومشاكلك التافهة ولا تهول الأمور وتضخمها وقد ظهر أنك تتصنع ذلك لتحظى بالاهتمام فتسبب لهم الإزعاج وتقلق عليهم راحة بالهم، وتسعى بينهم بالغيبة والنميمة وتفتري عليهم الإفتراء تلو الآخر وتنسب إليهم الأقوال المكذوبة والافتراءات المزعومة، والأولى أن تلزم بيتك وتبكي على خطيئتك كما أوصى بذلك نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم.

لا تنشر غسيلك أمام كل أحد، فالبيوت أسرار لئلا تكون علكة في أفواه الآخرين، لابد من التصالح مع النفس والرقي بها عن سفاسف الأمور ، وهناك من لا يجدي معه نصحٌ ولا وعظ حتى وإن أفنيت عمرك في هذا السبيل، فمن يكون هذا حاله يظن نفسه أنه هارب من المسؤولية ولعمري كم يهرب وقد استثقله من حوله ولم يعد ينطلي عليهم خداعه وتصنعه البكاء!

فعجبي لمن أوصل نفسه إلى هذا !! والعزيز من أعزه الله، وليته يعتبر ممن سبق ويستفيق مما هو فيه، كلا بل يستمر وما هو المُلح في هذا الأمر؟ إلا الهروب من الواقع والمسؤولية حتى ولو كان على حساب الذل والهوان، فما هذه العقول التي لا تستمع للنصح؟ وتصم آذانها عن سماع الحق؟ ولم أرَ في حياتي كمثلِ هذه الحالات!وحبها للنكد والبليات والمكوث في دائرة التناقض والاستمرار على الخطايا والزلات؟ فإلى متى سيستمر هذا البؤس؟ فمن شغل نفسه بالحق اشتغلت به ومن شغلها بالباطل اشتغلت به وجنته، ومن سعى بنفسه للمصائب فلا يشتكي بعدها من العواقب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق