مقالات

بطاطس حبنا!

ماهر الزدجالي

مع الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة وتنافس المذيعين في القنوات التلفزيونية والإذاعية لنطق اسم (خاشقجي) بشكل صحيح فإن هناك أحداثا لا تقل سخونة عن تلك.. وهي صينية البطاطس التي تخرج من الفرن!
وأنا كمواطن عربي لا تهمني أحداث العالم، وماذا قال الرئيس الأمريكي ترامب؟ أو حتى ماهو لون الحذاء الجديد للفنانة أنجلينا جولي في فيلمها الأخير؟!، إنما يهمني كم وصل سعر كيلو البطاطس في السوق؟!
وفي الحقيقة أجد أن البطاطس تتشابه مع السياسة بشكل كبير فهي دائرية وملساء كمثل كلام السياسيين في المنابر ووسائل الإعلام فيما يرفع البعض شعار( لا بطاطس في السياسة. ولا سياسة في البطاطس).
وحتى لا نختلف كعادتنا في تحليل الأمور، أو نشطح بأفكارنا لنربط البطاطس بمؤامرة كونية إمبريالية توسعية سنذكر بعض الأمثلة للتوضيح، عندما التقى وزير الخارجية الأمريكي مع الروسي قام الوزير الروسي بإهداء الأمريكي كيلو بطاطس وكانت تلك الزيارة بعد توتر شديد بين الطرفين…!
وبعد تلك الزيارة توالت الزيارات وأصبح الروس والأمريكان «سمن على عسل»، وكل ذلك بفضل البطاطس، ولا أستبعد أن يكون رئيس كوريا الشمالية قد أهدى «شوال بطاطس» للرئيس الأمريكي حتى تتم المصالحة التاريخية .
وحسب مصادر استخباراتية ومعلومات مسربة في موقع «ويكيبطاطس» فإن هناك مئات «الأكياس من البطاطس موجودة في «درام» القمامة خلف البيت الأبيض…!
ولأن هذا الموضوع لا يهمني في شيء فإنني أعود إلى الشأن العربي وأقول إن بعض الدول العربية تشهد أزمة اقتصادية بسبب البطاطس لدرجة أن بعض الآباء (يهديهم الله) بدأوا يستغلون الوضع وأصبحوا يطلبون البطاطس مهرا لبناتهم والشخص الذي لا يملك بطاطس (يتوكل على الله وربنا يكون في عونه) وبدأت بعض الأمهات في التباهي بين جاراتها بأن الشخص الذي تقدم لخطبة ابنتها يملك خمسة كيلو بطاطس، وإنه اهدى خطيبته صينية بطاطس بالدجاج ..
وحتى «شوال البطاطس» نفسه له قصة، والجميع يتذكر، وإذا لم تتذكر اذهب إلى «جوجل» للبحث عن قصة الفنانة الراحلة «مارلين مونرو» عندما لبست «شوال بطاطس» كفستان وانتشرت الصورة في تلك الفترة في كل الصحف والمجلات وتأتي هذه الخطوة لإيصال رسالة مهمة بأن البطاطس غالٍ…!!
عموما لابد من التأكيد هنا أن «البطاطس» ثروة قومية ووطنية، ويجب المحافظة عليها من عبث العابثين والمعتدين، ويجب ادخارها للأجيال القادمة لأن اليوم الأسود يأتي فجأة، وأما الأشخاص الذين يتباهون بأنهم يملكون مفاتيح وخزائن البطاطس ويوزعونها على من يحبون ويرهبون.. أقول لهم سيأتي يوم سينفد منا البطاطس ساعتها لن نجد سوى البصل ..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق