العام

منتجو التمور يتطلعون إلى الدعم.. وسوق دائم

ارتبطت زراعة أشجار النخيل في سلطنة عمان بالإنسان منذ القدم، وذلك لما كانت تمثله النخلة من أهمية كبيرة ولا تزال في حياة المواطن العماني، إذ دخلت جزئيات شجرة في تركيبة بيته القديم، فضلا عن ثمارها التي تمثل مصدراً غذائيا مهماً لدى العمانيين، وحتى إن التالف منها يستخدم كغذاء للماشية. وتتنوع ثمار أشجار النخيل فتكون على شكل رُطب عند بداية موسم القيظ ،وعند انتهاء هذا الموسم  وبعد تخزينها تصبح تموراً، وتتنوع التمور كذلك بتنوع فسائل أشجار النخيل ومن أشهرها الخنيزي والخلاص والخصاب والهلالي والبرني والفرض. أصناف عديدة تختلف في الشكل والطعم والجودة، فالنخلة موروث حضاري يجب المحافظة عليه عبر الأجيال. التقت التكوين بعدد من المزارعين والمنتجين الحافلة منتجاتهم بالتمور التي أدخلت في العديد من التشكيلات واستخدمت في الكثير من المأكولات فبها استغنى البعض عن إضافة السكر باستخدام التمر، إضافة إلى الاستخدامات العديدة للتمور لنجد أننا أمام تشكيلة واسعة من الأصناف والصناعات التي تعتمد على التمور.

استطلاع: شيخة الشحية

سياسة المحيطات الزرقاء
يذكر أحمد النعماني من (الأفلاج لتمور الضيافة) أن المؤسسة الخاصة بهم لا تسعى إلى منافسة الآخرين بشكل أو بآخر، لأنهم يتبعون سياسة المحيطات الزرقاء التي تنص على البحث عن التطوير والتجديد والتميز، والابحار في محيط مختلف من الابداع والابتكار، وبأن التفكير في منافسة الآخرين ما هو إلا اهدار للوقت وإنما التفكير الحقيقي هو في كيفية كسب الوقت من أجل تطوير العمل.
وأضاف النعماني: «في الحقيقه نعتز بهذا المنتج الضخم والكنز الثمين، لذلك نجد من الضروري الاهتمام به وايجاد مهرجانات ضخمة تحتضنه وتحتضن المزارعين والتجار العاملين في هذا المشروع، كما أنني أتمنى ايجاد أسواق عامة توفر بشكل دائم هذه التمور في أماكن يقل فيها وجوده، واختيار أماكن مناسبة لإقامة المهرجانات، وعمل حملات إعلامية كبيرة للترويج عن التمور العمانية في هذه المهرجانات وأن لا تقتصر السنة الواحدة على مهرجان واحد فقط».
أماكن مخصصة
وقالت ناجية التوبية من شركة (مسقطية): «نريد المزيد من المهرجانات التي تُعرف الناس بنا وبمشاريعنا، فالمشاركة في المهرجانات التي تهتم بالتمور تساعد الناس في التعرف على المؤسسات والمنتجات وبالتالي يمكن أن نحقق تعاوناً فيما بيننا فتتحق الفائدة العامة بين البائع والمشتري، كما أنني أود أن أنوه بأن تقوم المهرجانات في أماكن مخصصة ومناسبة لنا كمؤسسات صغيرة ومتوسطة وكذلك لزوار المهرجانات».
مشروع لم ينجح
وقالت حميدة العسرية صاحبة (قصر الكرام) بأن مشروعها لم ينجح في البداية ولكنها ثابرت واجتهدت، فالتمور وأهميتها تستحق العناء والتعب فانتقلت بعدها إلى البيت لتعمل على المشروع من هناك، وتقدم حميدة العديد من المنتجات التي تضيف إليها التمور والدبس بعيدا عن إضافة السكر العادي مثل الكعك، كما تقدم منتجاتها في تشكيلات مميزة للهدايا وسهلة الحمل في السفر وتقول إن أغلب زبائنها من السياح الأجانب. مضيفة أنه من الضروري الاهتمام بالمهرجانات التي تعنى بالتمور وأن تقام هذه المهرجانات في أماكن مناسبة من حيث الترتيب والتنظيم وخدمات المطاعم.
غياب الترويج
تقول عديلة أحمد سلطان من (حديقة الهدايا): «شاركت في مهرجان التمور العمانية في نسخه السبع، وأجد أن هذه المشاركات إضافة كبيرة لنا، ولكننا نعاني من اختيار المكان المناسب لاقامة هذه المهرجانات فعملية الانتقال من مكان إلى آخر تشتت الزوار لذلك أجد أنه من الأفضل أن يكون هناك مكان محدد ومعروف ليعتاد الناس عليه». وأضافت: «من خلال مشاركتي في مهرجان التمور العمانية أجد أن الترويج غائب عن المحطات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي فالجميع يرغب في التمور خاصة الذين لا يتوفر في مناطقهم فلا يجدونه، لهذا من الضروري الاهتمام بالترويج للمهرجانات وإيجاد فرص أكثر لإقامتها».
قلة الدعم
ومن (تمور الجوهرة) يقول خالد بن علي المعمري الذي يعمل في قسم خصصه داخل منزله: «من المنتجات التي أقدمها طحينية الفول السوداني والقهوة السيلانية أضيف لها مكوناتي الخاصة والزنجبيل الخالي من الاضافات، ونطمح في الحقيقة إلى الاهتمام بالمهرجانات الخاصة بالتمور وأن لا يقتصر على مهرجان واحد في العام، لأن هذه المهرجانات عامل جاذب للسياح فمنهم الكثيرون الذين يبحثون عن التمور ويقبلون على شرائها وهي في تغليفاتها التراثية العمانية».
وأضاف المعمري: «نطالب الجهات المعنية بايجاد أماكن أفضل للمزارعين والتجار لعرض منتجاتهم فمنهم من يعتمد على التمور كمصدر رزقه فقط لذلك لابد من تهيئة أماكن أو أسواق تحتضن منتجاتنا ولا مانع من أن نساهم في دفع مبالغ ميسرة في تحقيق هذا الأمل، وفكرة الابتكار والتطوير ضرورية جدا فنحن نفتقر للدعم الحقيقي في هذا المجال».
التعارف والتعاون
أما عبدلله بن سعيد الراشدي من (نخل لصناعة التمور العمانية) فتحدث عن ضرورة المشاركة في المهرجانات مثل مهرجان التمور العمانية ومهرجان ابداعات عمانية وغيرها التي تهتم بالتمرة لما في هذه المهرجانات من تسويق وترويج وتعاون ومشاركة بين المنتجين للتمور، فهم يتبادلون التمور ويشترونها من بعضهم البعض، ويدعو عبدالله إلى أن تكون هذه المهرجانات في أماكن ملائمة وقريبة من الخدمات العامة.
توسع في المعروضات
وقال المزارع ماجد بن حمد البوسعيدي إنه يفخر بالعمل في هذا المجال ومن منتجات التمور التي يقدمها خالية من النكهات إضافة إلى التمور المضاف إليها العديد من النكهات، فهو يسعى إلى إرضاء زبائنه وتلبية رغباتهم بشكل أكبر ولديه من المنتجات أيضا ماء ورد الجبل الذي يبيع منه الكثير. وقال عن المشاركة في المهرجانات أنها ذات أهمية كبيرة لتساعد المزارعين في توسيع معروضاتهم ومنتجاتهم وطالب البوسعيدي أيضا بايجاد سوق خاص بالتمور داخل السلطنة وخارجها.
مهرجانات طوال العام
وتحدث علي البوسعيدي قائلا: «نحن بحاجة إلى مهرجانات أكثر تعنى بالتمور مستمرة طوال العام، فهذا الأمر يساعد المنتجين والمزارعين على بذل مزيد من الجهد والوقت ويعود عليهم بفائدة أكبر، لأنهم سيجددون من طرق العرض وينوعون في المنتجات أيضا، إضافة إلى أن هذه المهرجانات فرصة لتبادل الأفكار والتسويق وتحقيق المنافسة الشريفة».
منافسة صحية
ومن (تُميرات) قال علي بن منصور السليمي: «نحن دائما نبحث عن المشاركات لنكون حاضرين لأننا نوفر منتجاً عمانياً أصيلاً ومطلوباً، وهناك الكثير ممن يشتكي عدم توافره في مناطق معينة لذلك نرى أن الإهتمام بمهرجانات التمور ضروري وضروري جدا وأن تكون المنافسة الشريفة والصحية حاضرة وبالتالي يشعر الناس أن هناك تنوعاً وليس هناك من شخص أو بائع متحكم في السوق».
وأضاف: «من المهم اختيار أماكن مناسبة لإقامة المهرجانات الخاصة بالتمور من حيث الترتيب والتنظيم والقرب من الناس والخدمات العامة، فهي واحدة من الأبواب التي تفتح المجال للفائدة الكبيرة بين البائعين والمشترين وحتى العاملين فيها».
الترويج مهم
وقال سامي الهدابي من (دار الخزامى) إن التعاون بين منتجي التمور مهم جدا فهم يتبادلونه كثيرا ويسعون دائما إلى المشاركة في المهرجانات. وذكر أهمية الترويج عن المهرجانات بالشكل الصحيح وبأن تكون في أماكن مناسبة وواسعة بدلا من توزيع الأركان الصغيرة في المعارض مثلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق