مقالات

الجمعية الأهلية لحماية «الكروش»

ماهر الزدجالي

أكتب لكم ونحن أمام منعطف خطير، وتحول كبير يهدد «كروشنا» التي لطالما كانت من عاداتنا وموروثنا الوطني والحضاري، وعلامة مميزة لحضورنا ودورنا المحوري في الأمم المتحدة وغير المتحدة .
وطبعا السبب يعود إلى وسائل الإعلام الحديثة والفاشنيستات « الله يسامحهن بس» ففي كل يوم يصحون فيه من النوم يقومون بالترويج للأطعمة الصحية وممارسة الرياضة و «الجيم» والحذاء الرياضي والمشي، مما جعل الكثير من شبابنا يقتدي بهؤلاء والنتيجة أصبحت موجودة في الشوارع شباب يمشون بدون أي كروش تذكر.
يجب أن نتعلم من آبائنا وأجدادنا كيفية المحافظة على كروشنا حتى نحافظ عليها من الانقراض والاندثار، وقديما قالوا «من عنده كرش يسوى قرش»، و «كرشك الأبيض يفيدك في يومك الأسود».
وبالتأكيد لنا في أصحاب الكروش قدوة ومثال صالح يجب أن نقتدي بهم ونتعلم منهم، فأصحاب الكروش تجدهم في الصفوف الأمامية في كل مناسبة ولهم حضورهم المادي والمعنوي، وكلمتهم المسموعة ورأيهم السديد، ويركبون أغلى السيارات، ولديهم أفخم البيوت .
ومن وجهة نظري يجب أن تكون هناك حملة وطنية يتم فيها إغلاق النوادي الصحية، ويتم تشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لفتح المزيد من محلات ومطاعم «البرجر» والبيتزا و «المشاكيك» وإعفائهم من الضرائب والاشتراطات العديدة التي تطلبها البلدية .
ومن باب أولى يتم إيقاف البرامج الصحية على التلفزيون والإذاعة، وعلى الصعيد الدولي يجب الانسحاب من الجمعيات العالمية مثل جمعية «ريجيم بلا حدود» وكذلك الاتفاقيات الدولية التي تحضر إنتاج الأغذية بشكل كبير، وتأسيس الجمعية الأهلية لحماية «كروشنا» وإقامة فعاليات ومؤتمرات بها « بوفيهات» وأطعمة دسمة أكثر، ولا ننسى أيضا إقامة ورش ودورات تدريبية من قبل أصحاب الكروش للاطلاع على معارفهم وتجربتهم في المحافظة على كروشهم من النقصان ،وماهي برامجهم اليومية وخبراتهم التي من خلالها يحافظون على كروشهم من الاندثار.
ولا يمنع من استخدام مبادئ الثورة الصناعية الرابعة في زيادة الإنتاج الغذائي ووضع حصص في المدارس اسمها حصة تغذية حتى نسهم في إنشاء جيل يعتز بكروشه وينافس بها في مختلف المحافل الدولية ويتبوأ بها أعلى المناصب.
ولا شيء مستحيل أمام الإرادة والعزيمة الصادقة المليئة بكل أنواع الأطعمة، وعلينا أن نجعل أصحاب الكروش دائما نصب أعيننا في كل يوم، ونقبل على «المكبوس» والثريد، والبسبوسة والمحاشي بكل إخلاص وتفانٍ .
ويبقى التحدي الوحيد في الموضوع هو مدى توفر جميع هذه الأطعمة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة جعلتنا من أصحاب الكروش الصغيرة والمتوسطة، أما أصحاب الكروش الكبيرة فقد ورثوها من آبائهم ربما..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق