السياحي

«حجرة الشيخ» في وادي المعاول .. شاهد أثري ينتظر الترميم

تُسلط (التكوين) الضوءَ على «حجرة الشيخ»؛ حيث تقع في قلب بلدة أفي بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة التي تبعد عن العاصمة مسقط بـ 115 كيلومتر تقريبا. وهي تجاور قرى حجرة الخارج والفرهم والمصرجية ومقصورة السوق ونصا. وتتوسط قرية أفي التي تقع فيها حجرةالشيخ بين بلدة حبراء من جهة الشمال وبلدة المريغة ومسلمات من جهة الجنوب، وأسهمت حجرة الشيخ الأثرية في الكثير من الأحداث التاريخية وذُكرت في عدد من الصادر التاريخية والمؤلفات الأدبية القديمة.

سامي بن خلفان البحري

تُعد حجرة الشيخ بقرية أفي من الحارات الموغلة في القِدم؛ فقد سكنها الأولون من عشرات السنين لكنها هُجرت تدريجيا منذ سنوات ليست بالقليلة، كما تتميز مبانيها بالنقوشات الفريدة على أبوابها الخشبية وأسقف بعض المنازل الأثرية.
وتنظر «حجرة الشيخ» الأثرية الترميم الذي سيعيد لها مكانتها التاريخية والاجتماعية الضاربة في عمق التاريخ العماني الأصيل، ويبقى الأجداد والآباء اليوم يروون أفضل القصص حولها وغيرها من الآثار بالولاية.
تتكون هذه الحارة من حصن داخلي مربع يحتوي على أربعة أبراج محصنة مزودة بأجهزة دفاع تتجلى في المدافع التي يصل طول كل منها إلى أكثر من مترين ونصف المتر بينما يزيد وزنها عن الطن ونصف الطن كيلو جرام، وطبيعة حجرة الشيخ تمتزج بين البساطة والقوة فقد استخدمت للسكنى والدفاع والحرب، وهي صغيرة نسبيا في المساحة وتشتمل على ما يقارب خمسة عشر بيتا لكنها تتميز بمرور فلج الواشحي داخلها إضافة إلى أنها محاطة ببساتين النخيل وأشجارالليمون والمانجو وغيرها. أضف إلى ذلك أن ارتفاع كل برج من الأبراج يمتد إلى حوالي 150قدما.
تتكون حجرة الشيخ من عدة خطوط دفاع وهي الأسوار الخارجية والبوابات والأبراج، ويؤكد الأهالي أن الحجرة في وقت الحصار قديما كانت تعتمد على نفسها ويساعدها في ذلك وجود ثلاثة آبار داخلية.يتم الوصول الى حجرة الشيخ من خلال البوابة العلوية، وخط الدفاع الثاني مكون من سور يمر على محاذاة الحجرة الشرقي ويحتوي على المجلس والمسجد والمدرسة والفلج ومرافق الوضوء والتي يمكن الوصول إليها من بوابتين أخريين؛ حيث تحتوي حجرة الشيخ على ثلاث بوابات محصنة هي: (الباب الحدري) بوابة القرية وتُعدّ إحدى البوابات الخارجية وتقع في الشمال الشرقي بجوار المدرسة والمسجد ومباشرة لحدائق النخيل المحيطة بالحجرة من الغرب والشمال والشرق. والبوابة الثانية هي (الباب الشرقي) وتبقى منه فتحة في الجدار فقط، وكانت البوابة تقع خلف المسجد الى الشمال الشرقي من الحجرة. والثالثة هي (البوابة العلوية) وهي البوابة الرئيسة والداخلية لحجرة الشيخ.
أبراج حجرة الشيخ
حجرة الشيخ تحتوي على أربعة أبراج: برج في الشمال الشرقي (وهو الوحيد المتبقي في حالة جيدة) وآخر في الشمال الغربي وواحد في الجنوب الغربي (وهذا مدمر كليا) ورابع في الجنوب الشرقي، ويأمل الأهالي ترميم البرجين المتهدمين.
المسجد الأثري
بُني المسجد على منصة مرتفعة بداخل الحجرة، ويتم الوصول إلى ساحته عن طريق درج مغلق بواسطة بوابة خشبية منقوشة بأشكال زخرفية وتوجد في وسط الفناء بئر ماء قديمة ويقود الدرج إلى سطح المسجد وبجانبه غرفة قد تستخدم غالبا كمخزن وهو مغلق ولا يمكن الوصول إليه.
بني المسجد بالصاروج العماني والطوب القوي وله باب واحد ونافذة على الجانب مطلة على فناء المسجد ونافذتان جديدتان مطلتان على الواحة. السقف على شكل قوس يمتد على طول المسجد المرتكز على دعامة مستديرة سميكة مصنوعة من الصاروج، والمحراب تم بناؤه بالجبس ويتكون من ثلاثة أقواس متفاوتة الأحجام. المسجد والمدرسة والمجلس تقع خارج الباب العلوي بداخل المنطقة المسورة بين الباب الشرقي والباب الحدري. وأمام المجلس فتنتصب أمامه ثلاثة مدافع برتغالية الصنع مختلفة النوع والحجم مرتكزة على خرسانات إسمنتية.
شجرة الصبار
تحتضن حجرة الشيخ ثلاثة أشجار عملاقة تدعى أشجار الصبار التي قد يصل عمرها إلى سبعمائة سنة تقريبا ويصل قطر الجذع الرئيسي لها إلى حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر بينما ارتفاعها قد يتجاوز العشرين مترا. وقد سقط الجذع الرئيسي لأكبر شجرة صبار يصل قطره إلى أكثر من ثلاثة أمتار ونصف المتر بينما قد يتجاوز عمرها مئات السنين وذلك نتيجة تعرض المنطقة لأحد الأنواء المناخية في السنين الماضية.

نشرت المادة في العدد الثاني والعشرون..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق