الفني

170 عضوا في “جماعة الموسيقى والفنون التقليدية”

الموسيقى ألحان تصنع الحياة وتوطد العلاقة بين الإيقاعات وأوزانها، والفنون التقليدية تحفظ التاريخ رغم تعاقب القرون، مرّ على الحياة من مرّ، وبقيت الموسيقى ذاكرة الأجيال، تحفظها الشعوب.. عبر تجارب تبقى تحفظ وتضيف. في الصفحات القادمة تحاور التكوين عمر بن زايد السعدي، رئيس جماعة الموسيقى والفنون التقليدية في جامعة السلطان قابوس، الذي أكد على أهمية الحفاظ على هذا الموروث الموسيقى بتأصيل حضوره بين أجيال اليوم، مؤكدا على ضرورة صقل المواهب الطلابية في المجالات الموسيقية المختلفة.

حوار: شيخة الشحية

نبذة
كل شيء في الحياة يبدأ من الصفر، حيث البدايات التي تعكس انطلاقة متواصلة دون أن تضع نقطة النهاية في آخر السطر، فجماعة الموسيقى والفنون التقليدية تأسست مع افتتاح جامعة السلطان قابوس في سنة 1986، وجاءت فكرة تأسيسها لكثرة المواهب الموسيقية الدفينة في طلبة الجامعة، وبهذا تقرر إنشاء هذه الجماعة لتستقطب وتحافظ على هذه المواهب وتوجّه الإبداعات الطلابية.
يتحدث عمر السعدي عن رؤية الجماعة وأهدافها بالقول إنها «تعمل على صقل المواهب الطلابية في مختلف المجلات الموسيقية» مشير إلى أن الهدف هو «اكتشاف القدرات التي يمتلكها هؤلاء الطلبة والمهارات والمضي قدما في توجيهها إلى الطريق الصحيح، وبالتالي نفتح لهما أفقا مميزا في المعرفة الموسيقية».
تستهدف الجماعة كل من هو مهتم بالموسيقى والفنون العمانية التقليدية وكذلك العزف والغناء، يقول عمر: «يبلغ عدد أعضاء الجماعة قرابة ١٧٠ عضوًا من مختلف التخصصات والسنوات الدراسية، وقد تم توزيع الأعضاء على أربع لجان رئيسة وهي: اللجنة الفنية، اللجنة الاعلامية، اللجنة التنظيمية ولجنة الفنون الشعبية، ولكل لجنة مهامها و أعمالها من الإشراف والتوجيه والإرشادات».
تنافس .. إنجازات .. تقييم
مع كثرة محبي الموسيقى والفنون الأخرى لابد من وجود العديد من الفرق التي تسعى دائما إلى أن تكون في المقدمة لكي تنافس بشرف وتحقق إنجازاتها لتصنع تاريخها، وضح عمر السعدي قائلاً: «إن منهجية الإدارة  قائمة على الموضوعية وإيجاد روح التنافس فنحن نقوم بعمل اختبارات للتقييم يتقدم لها جميع الأعضاء الراغبين في الدخول للمنافسة، وبعدها يتم التقييم بواسطة لجنة معينة من الخبراء ومن هم أعضاء سابقون وقدامى في الجماعة والبعض من مجلس الإدارة». وفي سؤالنا حول الوسائل التي تعتمدها الجماعة لجذب المهتمين قال: «حب الموسيقى هو عامل الجذب الأساسي والكبير فهو يجلب المهتمين بها ويكونون سبّاقين في السؤال عن مثل هذه الجماعات للانضمام إليها، كما أن الموسيقى تروج عن نفسها، بالإضافة إلى أننا لا ننسى المشاركة بفقرات موسيقية مع بعض الجماعات الطلابية في الجامعة و المشاركات الخارجية في بعض المؤسسات التعليمية والعملية، وتفعيل حسابات الجماعة في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تحقيق الانتشار بشكل أكبر وأسرع».
وعن مشاركات الجماعة وأهميتها يقول السعدي: «مشاركاتنا عديدة سواء كانت في الجامعة أو خارجها و آخر مشاركة لنا كانت الأمسية الموسيقية «نغم» في أسبوع الفنون الثاني». أما عن طموحهم للمشاركة في مهرجاني مسقط وصلالة فيرى أن ذلك أملا يترقبون تحققه «عندما يحين الوقت المناسب لذلك وإن أتت هذه الفرصة ستكون فرصة ذهبية لا تعوض» مضيفا «إن هذه المشاركات لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا، فهي بمثابة حلقة وصل بين الجماعة والجمهور والجهات والمؤسسات أيضا، كما أنها تعد بطاقة تعريف عن الجماعة، كما أنني أرى هذه المشاركات كالباب المفتوح والواسع لعرض مواهب ومهارات طلبة الجامعة».
ووضح عمر السعدي عملية التقييم داخل الفرقة بالقول إنها «تتفاوت بنسب معينة إذ تعتمد الجماعة في التقييم على جزأين، الأول: مدى تحقق الهدف الموضوع في تصور الفعالية أو الحدث، والثاني: مدى تفاعل الجمهور وردود أفعالهم من خلال رابط يسمح لهم بالتعبير عن انطباعاتهم وآرائهم، والحمد لله أن محصلة التقييم أعطت مؤشر نجاح كبير تجاوز 80٪»، وهذا دافع يزيد من قوتنا وإرادتنا لتقديم كل ما هو أفضل في قادم المحافل بإذن الله». أما عن الجوائز فيراها داعمًا معنويًا قويًا ودافعًا أكبر للمنافسة والمشاركة في المسابقات.
أنشطة وطموحات
تنظم جماعة الموسيقى والفنون التقليدية مجموعة من الأنشطة أبرزها إقامة حلقات تخصصية في بعض المجالات التي يحتاجها أفراد الجماعة كالعزف والغناء، والحلقات التطويرية الفنية في التصوير والتصميم، بالإضافة إلى المشاركات السنوية الخاصة والعامة. وعن الدعم فقد وضح عمر السعدي بأن الداعم الأول لهم هي الجامعة فهي تتكفل بجميع مطالب الجماعة ويتمنى أن يحظوا بدعم من المؤسسات المهتمة بالموسيقى.
وفي سؤالنا عن كيف يرى مستقبل الموسيقى والفنون التقليدية في عمان قال السعدي: «تهتم السلطنة اليوم كثيرا بمجال الموسيقى والفنون التقليدية ويظهر ذلك من خلال إنشاء دار الأوبرا السلطانية العمانية، ووجود الفرق الموسيقية العسكرية، والأوركسترا السلطانية، كما أصبحت الموسيقى أحد التخصصات الدراسية التابعة لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة، وهذا دليل على الانفتاح والوعي الثقافي الموسيقي في المجتمع وبين أفراده، لذلك أستطيع القول إنني مطمئن على مستقبل الموسيقى والفنون التقليدية والحمدلله».
وختم عُمر الحوار قائلا: «نتمنى أن نكون جزءاً من عملية التنمية في عُمان، وأن نحقق هدف المحافظة على الموسيقى في السلطنة وتغيير الفكر السائد عن الموسيقى العمانية».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق