مقالات

البسبوسة أم السمبوسة!!

ماهر الزدجالي

لا يختلف اثنان أو حتى عشرين ألف شخص على أن السمبوسة أصبحت جزءا لا يتجزأ من شهر رمضان الكريم، وكانت حاضرة ولا تزال في كل محفل وكل النقاشات والاحداث اليومية والعالمية التي شهدها شهر رمضان.

فهناك من يأكل سمبوسة الجبن ويتحدث عن معايير الفنية للمسلسلات والحبكة الدرامية، والتي يجب أن تكون عليها الدراما الرمضانية وكذلك مدى تأثير السياسة في الإنتاج الدرامي هذا العام.

وبطبيعة الحال فإن هذا الشخص دائما يحاول أن يكون مسالما ويناقش في المواضيع والقضايا التي تناقش كل عام والتي لا تؤدي إلى أي مكان، ومن كثرة تناولها عبر وسائل الإعلام المختلفة أصبحت جزءا من العادات والتقاليد الرمضانية أن تناقش مع أصحابك وزملائك أحوال الدراما الرمضانية،وإبتسامةوملابس هيفاء وهبي في مسلسلها، ودور الفنانة حياة الفهد الأخير، وقصة الفنانة سعاد عبدالله في المسلسل، وهكذا .!!

وأما ترامب وسياسته الخارجية وخاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وموقفه من كوريا الشمالية بعد تقاربها الأخير مع كوريا الجنوبية فقد أخذ النصيب الأكبر من النقاشات والتي كانت بالطبع بعد تناول سمبوسة اللحم.

وهنا بالطبع نتحدث عن الشخص الذي يكون تركيزه واهتمامه على القضايا المصيرية العالمية والتي من شأنها أن تغير من خارطة العالم وتحدث ربما حروب كبرى.! والمشكلة في هذا الموضوع إن هناك بعض الأشخاص أصبحوا يناقشون هذه المواضيع بدون سمبوسة لحم أحيانا.

وأما القضايا المحلية والشأن الداخلي التي تشغل البلد فهي التي يتم نقاشها مع سمبوسة الدجاج وطبعا المجال مفتوح فكل شخص يستطيع أن يقول ما يريد من مواضيع بعلم أم بدون علم، فجأة قد يتحول إلى خبير في الطقس والأحوال الجوية، وفجأة خبير في العلوم التاريخية والأنساب، وأحيانا في الاقتصاد والإدارة، وربما يصل إلى العلوم البحرية والزراعية.

وأما الشخص الذي يتناول سمبوسة الخضار فإن يحاول أن يأخذ من كل بستان زهرة فهو في قرارة نفس يحاول أن يكون أكله صحي ولذلك فإن مواضيع نقاشه تكون منتقاهومقننة حسب تخصصه وميوله.!!

وعند سمبوسة التونة يناقش الشخص مواضيع سريعة جدا ولا ترتبط بأي شخص وليست لها علاقة بأحد أحيانا كالحياة على كوكب المريخ أو نوعية الصخور في الأرض، ودور الميكروبات في حياة الإنسان وغيرها من المواضيع، وعادة تكون هذه النقاشات قليلة جدا وعدد الأشخاص أيضا قليل.

وخلاصة الحديث فإن السمبوسة بأنواعها المختلفة وطريقة تحضيرها سواء كانت بالزيت أم بالفرن ومقاديرها فإنها تدل بشكل أو بآخر على شخصيتنا المختلفة والمواضيع التي نناقشها، وكذلك كمية البهارات والتوابل المستخدمة مع كل نوع من السمبوسة ومع كل نوع من النقاش.

وقد يأتي شخص ويسألني ويقول ما علاقة كل هذه المواضيع بالسمبوسة ؟وأي نوع من السمبوسة تفضل؟ والرد هنا اللهم إني صائم وأنا لا أحب السمبوسة أصلا بل أحب البسبوسة.!!

نشر هذا المقال في العدد (33) من مجلة التكوين

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق