الفني

سيف الرواحي: أقرأ المدن بالكلمة قبل أن أكتبها بالصورة

بينه والصورة أكثر من زر تصوير، يحرص على قراءة المكان ليكتبه بالكلمة والصورة معا، شغفه بالعدسة بدأ معه في مرحلة مبكرة من العمر، فكانت النخيل والجبال وحياة الناس فيها وبينها إلهامه الدائم، سيف الرواحي المصور الفوتوغرافي، ابن فنجاء، يلتقط الصورة فتلهمه ليكتب عنها، في السطور التالية يحكي عن تجربتة التي بدأت بخطوات واثقة.. ولا زالت حاضرة إلى اللحظة.                  

حوار: شيخة الشحية

  • سيف في سطور..

يقدم سيف الرواحي نفسه على أنه محب للتفرد والتميز برحلاته التصويرية، وما يقدمه من أعمال عميقة تلامس المتلقي والمشاهد فتحظى بإعجابه. يقول عن هذا الشغف بقوله: “أحب الاستطلاع والإكتشاف، وأحب القراءة عن المدن لأنني أجد فيها الإلهام فأخوص في طبيعتها وثقافاتها، كما أنني أحرص على أن تكون المدينة حاضرة بكل تفاصيلها في الصورة من خلال الطبيعة، وحياة الناس وثقافتهم، والممارسات التي إعتادوا عليها”.

 والرواحي عضو في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، وفي جمعية البيئة العمانية وغيرها من الجمعيات. كما أنه مثل السلطنة في الكثير من المحافل منها معسكر العمل الخليجي المشترك لشباب مجلس التعاون لدول الخليج العربي بدولة قطر عام 2012م،ومثل السلطنة في مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية عام 2014م. وكانت للمصور تجربة في التلفزيون العماني عام 2012م في تقديم برنامج سياحي بعنوان “كنوز عمانية” على قناة مجان الفضائية، كما كانت له تجربة في كتابة المقالات السياحية في مجلة الواحة بين عامي 2012-2014م، وفي جريدة الزمن بين عامي 2014-2016م.

  • تجربة الكتابة

إضافة إلى كبسة الزر التي يلتقط بها المصور أعماله عبر تلك الكاميرات، فتخرج الصورة بمكنوناتها العميقة والمعبرة، يخوض المصور سيف الرواحي في تجربة جديدة عن الكتب والكتابة، وأوضح قائلا: “يقال بأن الصورة عن ألف كلمة، والصورة لها ألف معنى ومعنى، فالمشاهدون للصورة مختلفو التوجهات ولديهم تنوع في الرؤية لذات الصورة، لذلك أرى أنه من الضروري أن يحظى المتلقي بتفاصيل أكثر دقة، وإن صح التعبير فبمعلومات أكثر عن الصورة والمكان، ترويجا له، وتشجيعا لزيارته وتحقيق الإستمتاع الحقيقي بجمالياته”.

           وأضاف: “شغفي بالمكان وتعلقي به وبأن يكون للمتلقي حق المعرفة الواسعة، قررت وبفضل من الله وتوفيقه أن يكون لي إصدارات أعتبرها توثيقا لرحلاتي داخل عمان وخارجها. أصدرت كتابا عن محافظة الوسطى في السلطنة مركزا على الحياة والطبيعة، والذي سعيت من خلاله إلى توثيق خمس سنوات من السفر والمغامرة في هذه المحافظة فدونت أغلب التفاصيل صورة وكتابة”.

وعن رحلته إلى حضرموت، يقول المصور سيف الرواحي بأنه وثق مشاهداته فيها بالصورة والكلمة، “ذكرت فيه أعمق التفاصيل وأغلبها، فكانت الصور معبرة عن جمال المكلا، وشبام، وتريم، وغيل باوزير والثقافات المتعددة فيها وحياة الإنسان هناك، وكنت سعيدا بالتأكيد لمشاركتي معهم عدة مناسبات”.

          كما أصدر الرواحي الجزء الأولى من كتاب “روعة الأمكنة في سلطنة عمان الحياة والطبيعة” الذي ضم مجموعة من المعالم السياحية في السلطنة، وترجم الكتاب للغة الإنجليزية ليكون بوابة سياحية للزائر ليتعرف على معالم عمان الجميلة والملهمة. ومن إصداراته أيضا كتاب العزوة في فنجاء الذي يوثق الموروث التقليدي العماني والذي يقدر بعمر 400 عام، وتقام العزوة في إحدى حارات فنجاء خلال الأعياد، ويتميز هذا الموروث بمشاركة الأفراد من الأطفال وكبار السن في الفنون الشعبية والمشاركة في إطلاق مدفع فنجاء.

وتنوعت رحلات المصور الفوتوغرافي سيف الرواحي داخل السلطنة وخارج حدودها، وخاض العديد من التجارب والمغامرات المشوقة فزار مدنا كان يحلم بزيارتها، وأكد الرواحي بأن القائمة تطول ولا تنتهي والحلم لا يتوقف، فهناك من المدن الكثيرة التي يرغب بزيارتها ليعيش اللحظة فيها بكل تفاصيلها.

  • تكرار التجربة.. والصعوبات

وعن تكرار تجربته الكتابية وتوثيق رحلاته بالإصدارات قال بأنه شغوف بالمسألة، ولا زالت لديه الكثير من المدن التي ينتظر الفرصة لزيارتها والتعرف عليها وتوثيق الحياة فيها بالصورة والكلمة. وعن الصعوبات التي تواجهه قال: “من أهم الصعوبات التي تواجهني هو الجانب الأمني لذلك أكون حريصا دائما ليكون إختياري حذرا وأضع في الحسبان أن يكون لي في كل مدينة صديق رفيقا للدرب”.

  • شغف التصوير.. والتسويق

قد يقل شغفنا بالأشياء عند الحصول عليها، وقد نخضع في أحيان كثيرة لظروف الحياة والعمر ولكن مصورنا المبدع يؤكد على أن التصوير لديه شغفه متوقد لا ينطفى وبريقه ساطع، فهو الرفيق الذي كبر معه وهو هواية الطفولة التي لازمته في مسيرة حياته ويرى بأنها أصبحت جزءا منها. وعن التسويق قال: “هو تحدي لكل من ينوي الخوض في هذه التجربة وغيرها من التجارب، ولكنني أؤمن تماما بأن قوة العمل ونظافته والمحتوى المقدم للمتلقي تجعل التسويق سلسا وسهلا، ويسرع انتشاره بين الناس، كما أنني سوقت أغلب إصداراتي عن طريق مؤسسة بيت الغشام وكانت الأصداء مرضية ونفت الكميات الموجودة داحل المؤسسة والحمدلله”.

  • معارض ومسابقات

للمصور سيف الرواحي مجموعة من المشاركات في مختلف المعارض والمسابقات في التصوير الضوئي محليا ودوليا، كما حاز على مجموعة من الجوائز فيها. وكان أول معرض شخصي يقيمه المصور في عام 2010م مشتركا مع الكاتب والمصور الفرنسي “أنطوني” في المركز الفرنسي العماني، وأقام معرض مصور عن عزوة فنجاء في 2013م، كما أقام معرض “عمان عنوان الجمال” في تركيا عام 2013م، إضافة إلى معرض “عمان في عيون العالم” بجمهورية مصر العربية عام 2015م وغيرها من المعارض.

  • الكاميرات والهواتف

أكد المصور سيف الرواحي بأنه لا مجال للمقارنة بين الكاميرات الإحترافية وكاميرات الهواتف الذكية حتى وإن كانت ذات جودة وقوة، فالكاميرات الإحترافية دقيقة أكثر وتضمن للمصور تفاصيل أعمق وأكثر للصورة لتحظى بالتسويق والترويج المستحق.

  • الطموح

سقف طموحات المصور سيف الرواحي عالي، يقول: “الطموح كبير ومستمر دائما وليس هناك مستحيل، والطبيعي أن نواجه الصعوبات والتحديات ولكن يبقى الإصرار هو أو خطوات النجاح، والفشل مطبة عابرة في حياتنا تعلمنا كيف نطمح للأجمل”. وأضاف: “داخل كاميراتي الآلاف من الصور التي لم أعطها حقها بعد في التسويق، وأطمح أن أجد لكل منها مخرجا تعبر من خلالها إلى الفضاء لتكون حرة أمام المشاهد”.

جدير بالذكر أن المصور لديه مجموعة من الإصدارات التصويرية الجديدة التي سيتم طباعتها ونشرها قريبا، ولديه قائمة جديدة لتجارب متنوعة سيقوم بتنفيذها قريبا بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق