السياحي

الشيخ سيف بن هاشل المسكري: التحديات كثيرة والمستقبل الآن للشباب

(حديث الأحد) جلسة ثقافية على مائدة الكتاب أو الموضوع تعقد في الشهر مرتين بوادي المعاول انطلقت في مارس عام 2013م، وفي جلسته خلال شهر نوفمبر الماضي استضاف الشيخ سيف بن هاشل المسكري للحديث عن محطات من حياته وتجاربه العملية، حيث عُقد اللقاء بمتحف بيت الغشام، وكانت افتتاحية اللقاء التعريف بالمبادرة وفق ما وضحه عضو مجلس إدارتها خلف بن حمدان المعولي، واشتمل الحوار الذي أداره أحمد بن حمد المعولي (عضو مجلس الإدارة) على ثلاثة محاور هي: السيرة والنشأة، المناصب والتجارب، الذكريات والنصائح.

 

تحدث الشيخ سيف المسكري عن نشأته الأولى قائلا «إنه عاش طفولته في مرحلة كانت عمان تمر فيها بمرحلة صعبة، الخدمات غير متوفرة، ووسائل النقل تعتمد على الإبل والخيل والحمير وحيث وسائل النقل الحديثة متوفرة بقلة في تلك الفترة، وأن انتقالهم من إبراء إلى مسقط ومطرح يستغرق أياما، أما فيما يتعلق بالمجتمع والأسرة فذكر الدور الذي لعبته أسرته في صياغة فكره وتوجهه، وأن بعض العادات الموجودة في المجتمع آنذاك كان لها دورها ومنها المجالس، مضيفا: «ليس فقط الأسرة والوالد الله يرحمه، بل المجتمع الذي كنا نعيش فيه والتحديات التي كانت في وقتنا، بل أيضا الحياة التي عشتها سواء في العراق أو في الكويت أو ما بعد هذا كان لها دور في عجن شخصيتي وخاصة في الجانب الفكري والجانب السياسي».
وأشار الشيخ سيف المسكري إلى موضوع القراءات الخارجية، وأنها كانت أضعاف كتب المدارس أيام الثانوية في الكويت، كما أشار لدور رابطة طلبة عمان، متطرقا إلى تأثره بالحركات الثورية والتوجهات الفكرية اليسارية في تلك الفترة وعلاقته بها، لكنه أكد على «أن الوطن فوق كل شيء»، وأنهم كانوا يحملون الشعور الوطني وهم بالخارج، مشيرا إلى علاقته مع تلك القيادات، وقال إنه عرفها عن قرب، «أحمد الربعي عشت معه في الكويت، الدكتور أحمد الخطيب عشنا معه، عبدالله النفيسي، هذا النقيض، كنا معه في الجامعة» منوها إلى أن الرابطة الطلابية بها اتجاهات مختلفة وكانت توجد نوعا من الحوار والنقاش.
وعن عودته لعُمان وطموحه قال: «كان الطموح كبيرا لأنه لابد من خدمة الوطن، وكنا متعطشين لخدمة الوطن، وفي أول فرصة جاءت عدتُ، وتعينتُ في وزارة الخارجية وكان عمري 24 سنة، وكان طموحي هو العمل والإنتاجية، بقيت 7 أشهر في الوزارة ثم نقلت للعمل كدبلوماسي، سكرتير ثالث في جنيف، وقضيت 7 سنوات هناك، وبسبب ذلك الطموح كنت أعمل وأدرس في نفس الوقت، وأتعلم اللغة الفرنسية وحصلت على بعض الشهادات».
وناقش اللقاء في المحور الثاني مسيرته العملية على مستوى المناصب التي تولاها في السلطنة والخليج والمنظمات العالمية، وأشار إلى أنه يعتبر الفترة التي قضاها مندوبا دائما لعمان في الأمم المتحدة مدرسة ونقلة نوعية في مجال العمل السياسي لمدة ثلاث سنوات، ثم بعدها عين أمينا عاما مساعدا للشؤون السياسية في الأمانة العامة لدول مجلس التعان الخليجي بالرياض لمدة ست سنوات، في ظل التحديات التي كانت موجودة في تلك الفترة، حيث الحرب العراقية الإيرانية مستمرة في أوجها، ووقف عند محطتين أثناء عمله أمينا عاما مساعدا للشؤون السياسية، الأولى موقف عمان من قضية نقل قوات درع الجزيرة من حفر الباطن إلى الكويت أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وموقف عمان من ذلك حيث رفضت عمان بكل شدة، إذ إن نقل القوات يعني أن تكون دول الخليج طرفا في الحرب، والمحطة الثانية هي احتلال العراق للكويت سنة 1990م وهذا الأمر توقعه الشيخ سيف المسكري منذ العام 87 عندما صرح برأيه بشأن الحرب العراقية الإيرانية، ومن ذلك مقولته (أتمنى أن لا أحد يخرج منتصرًا من البلدين لأنه لو انتصر العراق ستكون الكويت الضحية الأولى).
بعد ذلك تولى الشيخ منصب وكيل وزارة السياحة وكان أول وكيل لهذا القطاع، ولمدة ثلاث سنوات عمل على وضع استراتيجية لتطوير الجانب السياحي في مناطق السلطنة، في الشمال والجنوب والوسط، منها تحديث القرى القديمة في الجبل الأخضر، في نزوى، في أدم، في فنجا وفي إبراء (المنزفة)، كما أشار إلى مشاريع أخرى منها مشروع الأشخرة ومشروع في السوادي، وأشار إلى أن الرؤية ينبغي أن تكون على الأقل لعشرين سنة قادمة حتى تعطي المردود الاقتصادي، كما أشاد بمستوى التطور السياحي الملحوظ خلال السنوات العشر الماضية من حيث الخدمات والمنتجعات والفنادق وختم هذا الموضوع بقوله: «أعتقد أن هذا القطاع مازال فيه الخير ويحتاج إلى التركيز».
كما ناقش هذا المحور موضوع توليه منصب رئيس النادي الثقافي وهو في الوقت نفسه وكيلا للسياحة ورده على من اتهمه بأنه حوّل النادي لمؤسسة سياسية، فقال: «الثقافة لا يمكن أن نبعدها عن السياسة لأن الثقافة ليست فقط شعرا، وحتى الشعر فيه سياسة»، مضيفا أنه عندما تولى زمام رئاسة النادي الثقافي اقترح تحويل النادي إلى مركز للدراسات الاستراتيجية لكن مقترحه لم يلق القبول، وقد استضاف النادي خلال تلك الفترة عددا من الخبراء والأكاديميين كما عقد مهرجانين للشعر العربي (الأول والثاني) وكان لهما وقع على المستوى العربي من خلال ما نقلته وسائل الإعلام العربية ونشرته عن هذين المهرجانين.
وتحدث عن رئاسته للاتحاد العماني لكرة القدم في ظل ظروف صعبة قائلا: «بداية ينبغي أن أقول الحقيقة إنه جندي واحد، والعمل الذي تم إنجازه أثناء وجودي كان عملا جماعيا»، مشيرا إلى ظروف مشاركة منتخب السلطنة في دورة كأس الخليج المقامة في الرياض حيث الموازنة لم تكن موجودة، وكان الاعتذار عن المشاركة مطروحا، ولكن بعد المراسلات مع المسؤولين تم الحصول على الدعم المطلوب، وحقق المنتخب مركزا متقدما في تلك الدورة.
وتحدث الشيخ سيف بن هاشل المسكري عن مرحلة توليه منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية وتعامله مع الوضع في تلك المرحلة في ظل تفريغ منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية من اختصاصاته، فبيّن أن المجلس في تلك الفترة كان يمر بوضع صعب ومرحلة حرجة جدا، وذكر أنه بدأ تكوين علاقاته مع أولياء العهد في الدول الأعضاء ووزراء الخارجية والداخلية ومعرفة ماذا يريدون من خلال معرفتهم بالواقع.
وأشار المسكري إلى عدة وقائع في تلك الفترة منها قضية الجواز الموحد وأن الخلافات كانت حول لون الجواز، وتدخله برأيه في هذه القضية: «قلت لهم لماذا لا تتفقون على الجوانب الأمنية ومحتويات الجواز واتركوا اللون .. قالوا فكرة، قلت لهم، ركزوا على هذا الجانب»، كما ذكر أنه في هذه المرحلة واجه عدة ردود كون من كان معه لم يتعود على اللغة والطريقة التي كان يتعامل بها، وتطرق إلى مسألة العلاقات العمانية الإيرانية ولماذا الدول المجاورة لم تنجح في تحسين علاقاتها رغم الفرص، مؤكدا أن «عمان لديها مبدأ يتسم بالثوابت السياسية» مضيفا أن إيران دولة جارة ويجب أن نتعامل معها بحكم الجغرافيا والتاريخ والسياسة والاقتصاد.
واختتم اللقاء بخلاصة تجاربه في الحياة فقال: التحديات كثيرة والمستقبل الآن للشباب.. الشباب عليه مسؤوليات كثيرة وأمامه تحديات وإذا كان الشباب ينتظر أن الوطن هو الذي يعطي فأنا أقول «هذا غلط»، والمفروض أن المواطن الإنسان هو الذي يعطي الوطن من خلال أي موقع يعمل به، ومن خلال الأداء الأمين للمهمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق