مقالات
رسالتي المجهولة
منى المعولي
في آخر الليل قررت أن أكتب رسالة تصل بالطريقة التقليدية يحملها ساعي البريد مغلفة والطابع البريدي ملتصق في ظهر غلافها، اخترت لها أن تذهب لأعيش لذة انتظار وصولها وبطء الرد أيضا، غير أن رسالتي لن تصل وصبي البريد سيعيدها إلى أحزاني، فبعض الاحتجاجات والعتابات تموت بين بياض الورق .
كانت الرسالة موجهة إلى اللاأحد وإلى اللاموجود وإلى الجميع في ذات الوقت وحين عاد لي بها ساعي البريد انهلت بالشتم عليه..
إليهم …
ـ كنت أعلم أن هيامكم بشخصيتي الغامضة ومزاجي المتقلب ما هو إلا لذة الجديد الذي يزهق منها البعض بمجرد اعتياده ومع الزمن يذوب في عينيه ويبهت، لا أحد يصدق في تأقلمه مع عشوائية مزاجي المتكررة، الانبهار والتحمل صفة مؤقتة تُسقطها الاعتبارات، الاعتبارات المتعددة والمتمددة حسب طقس مزاجكم وحالتكم النفسية وسقف احتمالكم العادي، لأنكم تعتقدون أن ليس هناك ما يرغمكم على أن تكونوا في احتمالكم لي واستيعابي كالملائكة.
لهفة البدايات ليست حبًا ولكنه فضولٌ لمغامرة ما واكتشاف قادم لذلك أصبت بفوبيا البدايات لأنني أظل حبيسة دائما للشغف الأول ويرعبني ذلك اللون الرمادي في متوسط العلاقات ففي البداية ترون أنانيتي بكم امتياز وفي النهايات مرض نفسي!
تعلمون جيدا أنني أكره الأشياء المشتركة أو أن يكون مروريًا في حياتكم حدثا اعتياديا فإما أن أكون كل المطافات وإما أن أحمل أمراض أنانيتي كما تدعون وأرحل .
وعدت عدت إلى عزلتي تجرني أذيال الانهزامات وتجر عربة فجيعتي المؤبدة بتخاذلكم أحصنة البؤس لأسرد تراتيل الغياب ومعوذات الغربة على رأسي.